المقاومة الشعبية في الشرق السوري
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
تتصاعد عمليات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الأميركي وعملائه في الشرق السوري وتفيد التقارير الإخبارية عن تزايد أعداد الهجمات ضد مواقع الاحتلال وعملائه كل أسبوع ودون صدور أو توزيع بيانات تصرح بهوية الجهة التي تقف خلف معظم هذه العمليات تفيد الروايات الشعبية والإعلامية المتداولة محليا ان منفذيها هم وطنيون سوريون ومعظمهم من أبناء المدن والأرياف التي يحتلها الجيش الأميركي وعملاؤه وبعضهم من أبناء العشائر العربية في الشرق السوري التي تجاهر بطلب رحيل الاحتلال وعملائه وبعودة مؤسسات الدولة الوطنية والجيش العربي السوري إلى هذه المناطق.
جديد المقاومين في الأسبوع الماضي كان تفجيرا استهدف مستشفى في الرقة تستخدمه القوات الأميركية لمعالجة جنودها وضباطها وعملائها وقد فرضت القوات الأميركية والميليشيات العميلة طوقا في المكان وتكتمت على تفاصيل الهجوم ونتائجه.
ومن بشائر المقاومة الشعبية السورية في الأسبوع نفسه تحرك جماهيري حاشد قاده مناضلو الحزب الشيوعي السوري في القامشلي ارتفعت خلاله الشعارات الوطنية السورية والمطالبة برحيل الاحتلال وأحرق خلاله العلم الأميركي ويتضح من هذا التحرك أن الغليان الشعبي ضد الغزاة الأميركيين وعملائهم في شرق سورية يتعاظم وهو ما يوفر مناخا حاضنا للمقاومين المبادرين إلى مهاجمة العدو الأميركي لاستنزافه واقتلاعه من التراب الوطني السوري.
تضافر التحركات الجماهيرية والعمليات العسكرية هو الميزة التي تبشر بتصاعد حركة المقاومة وتقدمها في عملية استنزاف الاحتلال الأميركي وصولا لإرغامه على الرحيل وهذا سيكون عند تحققه انتصارا نوعيا وتاريخيا للمنطقة العربية برمتها ولسورية بالذات على الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية.
إن الهدف الحقيقي للغزاة الأميركيين على أرض سورية وفي مناطقها الشرقية هو إغاثة الكيان الصهيوني المترنح أمام تعاظم قوة محور المقاومة وقدراته الرادعة التي نزعت منه زمام المبادرة وكذلك من اهداف الاحتلال الأميركي ابتزاز الدولة الوطنية السورية ومساومتها على استقلالها الوطني وخيارها الاستقلالي التحرري ومحاولة وضع اليد على الثروات الوطنية السورية في الشرق ومنع التواصل بين سورية والعراق عبر إدامة الحواجز التي يقيمها الاحتلال بين البلدين والشعبين الشقيقين والعدو الأميركي يفرض بضغوطه على السلطة العراقية حظرا على فتح المعابر بين التوأمين اللذين لايخشى اجتماع قدراتهما سوى الصهاينة منذ عهد الانتداب البريطاني الفرنسي الذي قاومه البلدان ببسالة.
لقد سقطت وانكشفت امام أبناء الشرق السوري وجميع أبناء سورية أكذوبة الولايات المتحدة عن محاربة الإرهاب ويعرف أبناء مناطق دير الزور والرقة والقامشلي والحسكة بالتفاصيل والوقائع ان الغزاة الأميركيين هم الذين قدموا الحماية لفلول داعش والقاعدة المندحرة امام الجيش العربي السوري وهم بالأصل من استحضروا تلك الفلول إلى سورية وقدموا لها الدعم والرعاية منذ البداية من خلال حكومات تركيا وقطر والسعودية ضمن عمليات حلف العدوان على سورية بقيادته الأميركية الصهيونية.
إن انضمام الشباب الطليعي وجميع الغاضبين في شرق سورية إلى التحركات الشعبية والمبادرات القتالية الهادفة لطرد الاحتلال واقتلاعه من تراب الوطن هو المسار الطبيعي المقبل الذي يشير إليه سياق الأحداث والتضحيات التي يبذلها أبطال المقاومة الشعبية هي مساهمات جليلة وثمينة في الدفاع عن استقلال سورية الأبية التي لم ترضخ يوما في كل تاريخها لمحتل أو مستعمر وهؤلاء الأبطال يستحقون الدعم والمساندة من كل أحرار سورية والعرب ومن سائر الأحرار في الشرق والعالم لأن مبادراتهم هي المدماك الذي سيقوم عليه مستقبل المنطقة بتحررها من الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية ويرسى مستقبل شراكة المصير السورية العراقية وكذلك مستقبل الأخوة العربية الكردية بوصفها ميثاق شراكة حياة ومصير ضمن الوطن الواحد.
التحية لجميع أبناء الشرق السوري الذين يتصدون لغطرسة المحتل الأميركي ولاستباحة الكرامات على يد الميليشيات العميلة وسيأتي فجر تسطع فيه شمس التحرر والاستقلال من شرق سورية العظيم يوم يصل نزيف الغزاة تحت وطأة الضربات إلى إرغامهم على الفرار كما حصل في بلدان اخرى من المنطقة والعالم وهذا ما سيفعله جحيم الغليان الوطني الكبير الذي يعده الأحرار بكتمان وتصميم يؤسسان للنصر الآتي لامحالة.