المفاخرة في الجريمة والمصير المحتوم
موقع قناة المنار-
يونس عودة:
مع إكتمال عملية الفرز والتموضعات في المشاريع المتناقضة حتى التناحر على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية يتأكد اكثر فاكثر ضرورة صوغ جبهات او محاور متماسكة بعناوين واضحة تشكل قواسم مشتركة في البعد الوطني اولا ، وفي الابعاد الاقليمية والدولية ، وتصنيف العدو من الصديق ، مع الاخذ بعين الاعتبار ظروف هذه الجهة او تلك بعدم قدرتها على المجاهرة بحقيقة رأيها مرحليا ،لان المواجهات في المرحلة المقبلة لن تكون كسابقاتها – اي معالجة ظرفية آنية تكون اقرب الى تقطيع الوقت على زغل، وانما ستكون استراتيجية وجيوسياسية ستمتد نتائجها لسنوات طويلة ، وستكون محاطة بتضحيات جسام، وهذه التضحيات لا يقوى على تقديمها اولئك المرحليون، والانتظاريون لاتجاهات الريح على الارض.
ان ما شهده لبنان خلال الايام العشرة الماضية هو خير دليل ومثال على استشراس القوى المعجونة بفوائض الحقد والكراهية، وهي المستعدة دوما ليس للقتل بدم بارد لابرياء يعبرون عن رأي ، مجرد رأي، على ظلامة واقعة على البعض ، بغض النظر عمن هو ذاك البعض.، وهذا النوع من القوى والافراد عادة ما تقدم نفسها كالقتلة المأجورين، لتنفيذ اقذر المهام لمن يشاء من قوى الشر وبغض النظر عن الاهداف الكامنة في ذهن شاري الخدمات فكيف اذا ما كانت زادها احلام واهمة في سلطة مطلقة .
ان السبب الرئيسي في مراكمة الحقد، ناجم عن المعالجات السطحية والفوقية لقضايا وطنية، ما يجعل الاوهام تعود الى الاستنبات كالفطريات الضارة والسامة على جذوع الاشجار المثمرة ، ومتل تلك القوى التي يعاد تكوينها غب الطلب والاستثمار عليها للاضرار فقط ، لان المشغل يدرك اكثر من غيره انها للاستعمال المؤقت ، وليست سوى بيادق للتضحية بها على رقعة المواجهة .
ان من اطلقوا على انفسهم اسم القوات اللبنانية ، وكان الاجدى وبالمنطق ، ان يقال” قوات للايجار” لوضوحها الكامل والماجن في البروباغندا القائمة على الاكاذيب والتضليل وغش الرأي العام والتلاعب بعقول البسطاء ، بشعارات المحاضرة في العفاف،والمفاخرة في القتل العمد ، و هو ما لم يقدم عليه سوى القوات الاسرائيلية .
لا يفاخر مجرم بجريمته الا وفي ركن دماغه يعيش سفاح ،واذا توقف المرء امام عملية القتل الجماعي للمتظاهرين عند مستديرة الطيونة ، لا يمكن الا ان يمر بخاطره عمليات الاعدام التي اعتمدها تنظيم داعش الوهابي في تكوينه الارهابي للترويع ، وهذا الترويع يبني عليه للاستقطاب والتنظيم والهيكلة لاحقا ، لكن اذا توقف المرء مليا وربط الاحداث ، من المستفيد من الجرائم المنظمة والممولة مسبقا ، فيكتشف السر المعلن ، في النشأة او الرعاية ، ولا بد ان يشير باصبعه الى المكان الذي استنتجه عقله الا وهو مملكة ال سعود،التي تتماهى الى ابعد الحدود مع الاهداف الاسرائيلية والاميركية ، ليس في لبنان وحسب بل على مستوى الاقليم.وبالتالي فان التوصيف نفسه والشعارات المروجة نفسها تجدها من واشنطن الى اسرائيل الى السعودية الى جماعة القوات وبيادق اخرى.
من هنا ليس من الغريب ان تؤازر السعودية- منشأ داعش -اعلاميا وماليا ، وان ينبري رئيس حكومة العدو نفتالي بينيت لتأجيج التحريض ومنح التشجيع للقتلة وقادتهم ان يثابروا في النهج الذي اتبعوه ، ولهم في تل ابيب ظهير كما كان طوال سنوات ، لا بل الان اكبر من خلال دعوته للمتآمرين على اقوى قوة في لبنان قوامها مئة الف رجل اعدوا للمواجهة الكبرى مع كيان العدو وسادته وفي المقدمة الولايات المتحدة ، ان يعملوا على ” تحرير أنفسهم من القبضة الخانقة للحرس الثوري الإسلامي وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم”.
اي مستقبل يعد بينيت هؤلاء سوى الموت الزؤام، اذا انزلقوا الى مواجهة تدفعهم اليها اسرائيل ، ليشكلوا جزءا من الارهاب الدولي ضد المقاومة وحلفائها بهدف فرض الاسرلة على اللبنانيين .
لقد انقضى وقت السماح وغض الطرف ، واكتملت القضية باساسها وفروعها ، ولذلك حان وقت الحساب. فمن مشى على الدرب الصحيح يصل ، ومن اختار الجلوس على ضفة النهر ، لن يشارك في ازالة اخطر نوع من الفساد، وهو الفساد الوطني . ام الذي اختار الهاوية بحثا عن كنز فيكون قد قرر مصيره عن سابق تصور وتصميم.