المـــــــؤامــرة…..!!!
دراسة توثيقية/ تحليلية حول حجم المؤامرة الأميركية/ الغربية/ الصهيونية التي تستهدف فلسطين/ سوريا/ لبنان، والمقاومة الإسلامية الفلسطينية واللبنانية، والأمتين الاسلامية والعربية، والقضية الفلسطينية.
موقع إنباء الإخباري ـ
د. محمد أبو سمره ـ
رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين
ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر (القدس نيوز)
غزة ـ فلسطين:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ينظر إلى المشهد الدموي المؤلم / الحزين / الكئيب الذي تعيشه أمتنا الإسلامية والعربية (المنكوبة) من أقصى المشرق حتى أقصى المغرب لا يرى إلا مشاهد القتل على الهوية!!! ، والدم والذبح والخراب، والدمار، والانهيار، والضياع، والتمزق، والتشتت، والخوف، والفقر، والجوع، والأخطر من ذلك أن يقتل العرب والمسلمون بعضهم البعض بأيديهم، وليس فقط بأيدي أعداء الأمة والمتآمرون عليها، وهذا مانجح أعداء الأمة بإنجازه وتحقيقه، حيث زرعوا بذور الفتن وفجروها وسط الأمة لنقتل انفسنا بأنفسنا، وأعداءنا يتفرجون علينا… !!!
ومن يتعمق بالنظر الى تفاصيل المشهد المؤلم يدرك بسهولة (حجم المؤامرة) التي تتعرض لها الأمة الاسلامية والعربية والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بل إنني أجزم ان كل ما يدور من سيناريوهات مؤلمة ومفزعة في المنطقة هدفها الأساس إبعاد الأمة عن التماس المباشر مع القضية الفلسطينية، ومع شعبها المظلوم، في نفس الوقت الذي تسرع فيه حكومة العدو من وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية والقدس المحتلة، ومن عمليات تهويد القدس والمسجد الآقصى المبارك، وخير مثال على ذلك ما شهدته ساحات الحرم القدسي الشريف، والمسجد الآقصى المبارك عقب صلاة الجمعة 09/06 حيث اقتحم المئات من جنود العدو وقطعان المستوطنين ساحات المسجد الآقصى المبارك، وأطلقوا نيران أسلحتهم ألأميركية الحديثة الصنع باتجاه المصلين فأصابوا منهم قرابة الــ 60 مصليا، واعتقلوا 16مصليا آخر، وإستمرت المواجهات بين المصلين والمرابطين المقدسيين الأبطال في ساحات الحرم القدس الشريف، حتى مساء نفس اليوم، وإستطاع المقدسيون الأبطال أن يمنعوا قطعان المستوطنين من الاحتفال داخل ساحات وباحات المسجد الآقصى المبارك بما يسمونه ( رأس السنة العبرية )!!!!
وقد حدث هذا الأمر بينما دماء المسلمين تسيل أنهارا في كل بقعة من العالم الإسلامي، هذا في نفس الوقت الذي تغلق فيه سلطات الاحتلال الصهيوني النازي الحرم الابراهيمي المبارك في مدينة الخليل/ خليل الرحمن جنوب الضفة الغربية المحتلة، أمام المصلين المسلمين، وتسمح فقط لقطعان المستوطنين والمجندين والمجندات بدخوله وتدنيسه والاحتفال بسنتهم العبرية الجديدة!!
ــ هنا يبرز السؤال التلقائي :
/// هل مايحدث في المنطقة العربية والاسلامية له علاقة بفلسطين؟؟
ــ أم أنها المصادفة فقط أن تتم عمليات التطهير العرقي والقتل المنظم والابعاد والطرد والنفي والاعتقالات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل للفلسطينيين في القدس المحتلة، والضفة الغربية المحتلة ، بينما يستمر الحصار الظالم على قطاع غزة، وتتواصل يوميا اعتداءات العدو ضده بأشكال مختلفة، ويستمر استهداف المواطنين والنشطاء والمقاومين؟؟؟
ـــ إنه الوقت المثالي بالنسبة للعدو الصهيوني لتنفيذ مخططه بتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا بين المسلمين الفلسطينيين، وبين قطعان المستوطنين، وأيضا هو الوقت المثالي لإقامة هيكلهم المزعوم، وقد يكون الوقت المثالي لما هو أخطر بكثير من ذلك بما فيه رغبة العدو الدائمة لهدم المسجد الأقصى المبارك، إنه حلمهم اليومي، بينما نحن الفلسطينيون، والعرب، والمسلمون، منشغلون بهمومنا ومشاكلنا الداخلية، والفتن التي تطاردنا حتى أثناء ساعات نومنا، فهل ندرك كم هي المؤامرة كبيرة وخطيرة؟؟؟
إنها حرب الابادة المنظمة الأميركية/ الغربية/ الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني المظلوم، وشعوبنا الاسلامية والعربية، وضد أيضا المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وكل السيناريوهات المؤلمة التي تعيشها المنطقة تحركها الولايات المتحدة، والغرب، والكيان الصهيوني، تحت عنوان واحد فقط هو: إضعاف وتمزيق واستنزاف الدول العربية والإسلامية، وإخراجها جميعا من دائرة الصراع العربي/ الإسرائيلي، والاستفراد بالشعب الفلسطيني، من أجل (المحافظة على وجود وقوة وهيمنة وعلو وجبروت وتقدم الكيان الصهيوني)…
وفي هذا السياق تماما ما تشهده الشقيقة سوريا من (مؤامرة كبرى، وحرب بلاأخلاق) استهدفت البشر والشجر والحجر، إستهدفت الحاضر، والماضي، استهدفت التاريخ بكل مكوناته ومدلولاته، استهدفت قبور الصحابة، والأولياء الصالحين وقادة الأمة العظماء (رضوان الله عليهم أجمعين)، واستهدفت ايضا كل مقرات ومقومات الدولة والشعب والكيان السياسي، والجغرافيا، حتى أصبحت سوريا محطة لكل أجهزة ومخابرات العالم وأدواتها المحلية والإقليمية، وللمقاتلين من شتى الجنسيات والأشكال والألوان والأديان!!
وبالتأكيد نحن كفلسطينيين، وعرب، ومسلمين نبكي على كل قطرة دم سورية سالت على أراضي الشام الطاهرة، نبكي على كل بيت ومسجد ومقام تهدم، وعلى كل أسرة تهجرت، نبكي على كل الضحايا الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين سقطوا فوق ثرى الشام الغالي، تماما مثلما نبكي كل شهيد سقط دفاعا عن أرض فلسطين الغالية، ونبكي أيضا كل الرموز التاريخية التي تم تدميرها بمنهجية وخطة مدروسة لطمس كل تاريخ سوريا والشام الاسلامي والعربي والكنعاني، وعلينا أن ندرك بمنتهى الوعي، ان المستهدف مما يحدث في سوريا، ليس فقط الضحايا سواء من عناصر وأتباع وحلفاء النظام، أو من المعارضة السورية المسلحة، أو من اولئك المقاتلين الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض لمقاتلة نظام بشار الأسد، أو من عموم أبناء الشعب السوري والفلسطيني اللاجئ الى سوريا، انما المستهدف حقا هي سوريا التاريخ/ سوريا الجغرافيا/ سوريا الدور الإقليمي المؤثر، سوريا الحليف لإيران والعراق وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والتيارات القومية والعربية، والأحزاب الثورية، سوريا التي وقفت حجر عثرة أمام عجلة (السلام الأميركي) في المنطقة، سوريا بوابة فلسطين، والأمة الشمالية، سوريا التي قدمت لفلسطين منذ بداية الصراع العربي/ الاسرائيلي ما لا يمكن حصره أو وصفه، ويجب ألا ننسى أن فلسطين ولبنان وسوريا، والأردن كانت تشكل ما قبل مؤامرة (سايكس بيكو ) وحدة جغرافية واحدة هي (بلاد الشام)، وقد أكد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم ) في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة ، أن بلاد الشام هي: من الفرات الى العريش)، وأن من سكن ساحلا من سواحلها: (فهم في رباط وجهاد الى يوم القيامة)…. مثلما سوريا البوابة الشمالية لفلسطين والأمة، وهي كذلك بالنسبة إلى مصر تحديدا، فمصر وسوريا، ومعهما العراق، تمثل الدول الثلاث الكبرى والمركزية للأمة العربية، وهناك مقولة رسخها العديد من الخبراء الاستراتيجيين كقانون من قوانين وثوابت (الجغرافيا السياسية) بالمنطقة: (لاحرب بدون مصر، ولاسلام بدون سوريا)، وهي نظرية تجسد الواقع الى حد كبير… وهنا تبرز ملامح الصورة بوضوح شديد، أن أي استهداف وتمزيق واستنزاف وتدمير لسوريا، يتم من أجل التفرد بالشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة وبمصر ولبنان، وبقية الجيوش العربية التي مازالت متماسكة، لذلك كان الموقف التاريخي للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) واضحاً كالشمس في رفضه لتوجيه أية ضربة أميركية أو غير أميركية لسوريا…
وللأسف باتت كافة المؤشرات تؤكد قرب تنفيذ الضربة الأميركية / الغربية / الصهيونية ضد سوريا، والتي سيكون من صميم أهدافها جر حزب الله الى دائرة المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني والقوات الأميركية بالمنطقة ، بهدف القضاء كليا على حزب الله، وإضعاف النظام السوري الى أقصى درجة، ولا مانع من إسقاطه وتمزيق وتقسيم سوريا، وقد بدأ الكيان الصهيوني بالاستعداد المكثف في شتى المجالات لمواجهة تداعيات هذه الضربة، واحتمال تطور الوضع الى مواجهة شاملة أو محدودة في المنطقة، وتم ترميم وإعادة تأهيل وصيانة مطار قلنديا/ شمال القدس المحتلة ، وهو متوقف عن العمل منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منذ يوم الاربعاء 28/8 بتنظيف المطا، ونصب اشارات ضوئية على اطرافه، وعاكسات ضوء لمهابط الطائرات، وأجهزة خاصة بالطائرات استعدادا للعمل به خلال الفترة القادمة، وشهد المطار حركة غير طبيعية، وتتواجد فيه أعداد كبيرة من الاليات العسكرية الاسرائيلية، وتم اختبار أرضية المطار، ومدى صلاحيتها لتحمل هبوط واقلاع الطائرات.
ومن ناحيته أكد رئيس وزراء العدو، ان: (إسرائيل جاهزة ومستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات، ونحن لسنا جزءاً من الحرب الأهلية في سوريا، لكن إذا تعرضنا لهجوم، أو رصدنا أية محاولة للمس بنا سنرد بكل قوة ممكنة )، واستبعد ضابط كبير في وزارة الحرب الصهيونية: ( احتمال الرد السوري بضرب “إسرائيل”، مشيراً إلى أن المنظومة الأمنية وهيئة الاستخبارات لم تتلق معلومات مؤكدة حول توجه النظام السوري بتوجيه ضرباته نحو “إسرائيل”)، وأوضح: (أن الاستعدادات الإسرائيلية لم تتوقف وهي سارية على قدم وساق، في ظل استمرار التهديد السوري بضرب “إسرائيل”) .
ورصد متابعون أردنيون وسوريون وأجانب حشودا للقوات الأميركية/ الأردنية المشتركة على امتداد الحدود الأردنية مع سورية، البالغ طولها 370 كيلومترا، وانتشرت العشرات من الدبابات، وحلقت الطائرات المقاتلة على طول الحدود، وقال قائد عسكري أردني: (تدربت القوات الاميركية والاردنية معا لعدة أشهر للتحضير لهذا السيناريو)، وأكد عدد من السكان المقيمين بالقرب من مدينة الرمثا الأردنية الحدودية، وهي تبعد بضعة كيلومترات من مدينة درعا السورية الجنوبية، إن العديد من الطائرات الأميركية من دون طيار تراقب المنطقة الحدودية.
وقرر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر “الكابينت” استدعاء محدود لجنود الاحتياط الذين يخدمون في وحدات سلاح الجو الصهيوني، وقيادة الجبهة الداخلية، وهيئة الاستخبارات العسكرية الصهيونية، وصرح مسئول عسكري صهيوني كبير بأن: (الجنود الذين سيتم استدعاؤهم يخدمون في أجهزة حيوية كقيادة الجبهة الداخلية وغيرها)، وأكد أن: (رئيس هيئة الأركان الصهيوني “بيني غانتس” على اتصال مستمر مع نظيره الأمريكي)، وبقيت حالة التأهب لدى جيش العدو ــ حتى الآن ــ بالمستوى الاعتيادي، وستتغير فور تحديد موعد توجيه الضربة العسكرية لسوريا، ونصب جيش العدو بطارية صواريخ تابعة لمنظومة القبة الحديدية إضافية في منطقة الوسط وفي عدة مواقع في منطقة “غوش دان” على مشارف تل أبيب، إضافة إلى البطارية الموجودة في مدينة حيفا، وبطارية صواريخ باتريوت في منطقة الجليل الأعلى، وكذلك تم نشر بطاريات لصواريخ ( حيتس 2و3 ) والمخصصة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، وأعلن مسؤول عسكري سوري كبير: (أن إسرائيل ودول أخرى في المنطقة ستحترق وتتحول الى كتلة لهب اذا تعرضت دمشق للعدوان ) ، وتسود قناعة لدى القيادة العسكرية الصهيونية بأن النظام السوري: ( لن يجرؤ على إقحام الدولة العبرية في مواجهة معه، كرد فعل على الهجوم الأمريكي المحتمل الذي قد تتعرض له سوريا ) ، وكشف مصدر أمني صهيوني للإذاعة الصهيونية العامة “ريشت بيت” يوم الاربعاء 28/8 أنه: (هناك استعدادات لجميع الخيارات، وأن الجيش الاسرائيلي يستعد تحسباً لرد فوري على أي هجوم محتمل من الجانب السوري أو أطراف أخرى مؤيدة له) ، وأكد : ( أن المنظومة الامنية تدرس مختلف الاحتمالات المتوقعة للعملية العسكرية الامريكية، والرئيس السوري غير معني لإقحام “اسرائيل” في المواجهة في حال هاجمته الولايات المتحدة الامريكية ، لأنه يدرك أن إقحام “إسرائيل” في المواجهة سيكون أمر مصيري بالنسبة له ، وأن “إسرائيل” لن تتحرك عسكرياً إلا في حال كان هناك رد سوري) .
والتقديرات الصهيونية تشير إلى: (أن النظام السوري سيتجنب إقحام الدولة العبرية في الحرب المتوقعة في الأيام المقبلة، والأسد يدرك تماماً أن إقحام “إسرائيل” في المواجهة سيفتك به، فهو يخوض حالياً صراع بقاء نظامه)، وقالت الإذاعة العامة الصهيونية : (إن الجيش السوري يمتلك قدرات إطلاق صواريخ أرض – أرض، في حين أنه فقد جزءاً كبيراً من قدراته الخاصة بقوات المشاة ) ، وأكد مسؤولون عسكريون صهاينة ، أن جيش العدو: (يمتلك قدرات تمكنه من رصد أي عملية إطلاق صواريخ تجاه “إسرائيل”، وبحوزته قدرات تمكنه من اعتراض صواريخ بالستية قد تطلق تجاه “إسرائيل”)
وتتوقع المصادر الصهيونية أن : (العملية العسكرية الأمريكية ضد سوريا ستكون عبارة عن هجوم موضعي ومحدود)، وبحسب الإذاعة العامة الصهيونية فــإن: (العملية العسكرية الأمريكية ستكون محدودة، يتم خلالها ضرب أهداف استراتيجية، أو رموز سيادية للنظام، ولن تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر فيما يجري في سوريا) وأضافت اذاعة العدو: (أنه بالرغم من تلقي الجيش السوري ضربات موجعة خلال الحرب الاهلية الدائرة هناك، إلا أنه لا يزال يمتلك قدرات عسكرية، وعلى الاخص الجوية منها، ويدرك أن أي رد اسرائيلي مثل قصف ما تبقى من مطارات سيتسبب له بأضرار جسيمة، وفي حال قام النظام السوري بهجوم على “اسرائيل” بشكل مباشر أو من خلال جهات مؤيدة له في المنطقة تتأهب “اسرائيل” لرد مضاد، حيث قامت المنظومة الامنية باستنفار منظومة القبة الحديدية ومنظومة حيتس والباتريوت وأنظمة أخرى، وأن “إسرائيل” تتأهب، وهي لا ترغب في تفاقم حالة التوتر وتدهور الأوضاع، وأن الرغبة الامريكية في ضرب سوريا، المراد منها معاقبة النظام فقط، دون إحداث حالة من الفوضى أواسقاط النظام، أو اشعال حرب مفتوحة).
وأكد مصدر امني صهيوني: ( أن مستوى حالة التأهب في الجيش الاسرائيلي كافية لرد فوري، وتواصل المنظومة الأمنية الصهيونية وجيش العدو استعداداتهما لكل السيناريوهات المتوقعة).
ومن المؤكد بأن الولايات المتحدة ستبلغ الكيان الصهيوني مسبقاً بموعد الهجوم المحتمل ضد سوريا وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي “مارتين دمبسي” قد التقى يوم الثلاثاء 27/8 بنظرائه في عشر دول أبرزها بريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا والسعودية والأردن لبلورة تشكيل تحالف عسكري دولي لضرب سوريا، وتشكيل هذا التحالف الأمريكي/ الدولي/ والإقليمي لمعاقبة سوريا، يبعث برسالة ضمنية لإيران، وليس مجرد عمل عسكري واسع، ونقلت صحيفة (معاريف) الصهيونية في عددها الصادر صباح اليوم الخميس 29/8 عن وزير الحرب الصهيوني “موشيه يعالون” قوله “: (في نهاية الأمر نحن مستعدون، وجاهزون ونتخذ إجراءات لازمة وملائمة، نحن نقوم بذلك بمسؤولية عالية وحذر شديد، والتحضيرات واجب علينا القيام بها، لكن يجب في الوقت نفسه أن نحافظ على الحياة اليومية الروتينية)، وهدد يعالون بــ: ( رد قاسيٍ على كل من يحاول ضرب المناطق الإسرائيلية، ونقول لكل من يحاول تهديد أمننا القومي بأنه سيصطدم بقوتنا التي ستدمر كل من يحاول المس بمواطنينا، و”إسرائيل” لا تنوي التدخل بما يحدث في سوريا، وما يحدث في سوريا حدث استثنائي وتاريخي، و “إسرائيل” غير متورطة بما يحدث هناك، ولا تنوي التدخل، ومن يقوم بمهاجمة سوريا والاستعداد لذلك ليس نحن، وإنما العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة) !!.
ومن ناحية أخرى ، وفي ظل احتمال تطور الأوضاع بشكل دراماتيكي وغير متوقع أصدرت الجبهة الداخلية بالكيان الصهيوني التعليمات لتجهيز جميع باحات المركبات التحت أرضية لإستيعاب حوالي مليون صهيوني، وتبين من فحص أجرته جمعية “ثقافة السكن” الصهيونية أن 83% من الملاجئ العامة في تل أبيب غير صالحة للإستعمال زمن الطوارئ، وكشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية الصادرة يوم الجمعة 30/8 أنه في حال هاجمت سوريا الدولة العبرية، فإن مدينة تل ابيب لن تكون جاهزة للتعامل مع هجوم كيماوي، وتحتاج بلدية تل أبيب لشهرين من أجل تركيب باحة وقوف المركبات المسماة “ساحة هيكل الثقافة” كملاجئ ضد الهجوم الكيماوي، 241وتتكون من ملجأ عام، مزود بــ 111 منظومة تصفية من الغازات الكيماوية،على مساحة 25 ألف دونم، وتستوعب حوالي خمسين ألف شخص، وحتى بدء تجهيز هذه الملاجئ سيبقى حوالي 50,000 شخص دون تحصين، وجميع الملاجئ التحت أرضية تابعة لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية، حيث أن عناصر الجبهة الداخلية تدربوا للوصول إليها، والإمداد بمعدات، وشراب، وغذاء، وتشغيل مداخل الخروج والدخول من باحات السيارات.
وحول الموعد المتوقع للضربة العسكرية الأميركية لسوريا، نقلت القناة الصهيونية العاشرة عن مصادر بالبيت الأبيض الأميركي ترجيحها تنفيذ الهجوم على سوريا فور التصويت في مجلس الشيوخ من دون انتظار تصويت الكونغرس، وكشفت شبكة “ABC” الأميركية أن الولايات المتحدة الأميركية تخطط لهجوم كبير على سوريا، يستمر لمدة يومين على الأقل، تستهدف خلالها العديد من المواقع التي تحتوي على الأسلحة الكيماوية، وستستخدم في هجومها طائرات حربية من نوع “B2” المعروفة باسم “الشبح”، وتستطيع هذه الطائرات ضرب الأهداف السورية، وهي تجوب خارج مدى أنظمة الدفاع الجوية السورية المضادة للطيران والمنتشرة داخل الأراضي السورية ، وقاذفات القنابل الاستراتيجية بعيدة المدى “B52″، والتي باستطاعتها الإقلاع من قواعدها في الولايات المتحدة والوصول مباشرة إلى سوريا، وبالإضافة إلى الطائرات الحربية تنوي الولايات المتحدة إطلاق 200 صاروخ من طراز “التوماهوك” المتواجد على ظهر 4 مدمرات بحرية أميركية في عرض البحر المتوسط.
ونقلت الشبكة المذكورة عن أحد المقربين من الرئيس الأميركي “باراك أوباما” قوله: (إن الهجوم الأميركي سيتسبب لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بأضرار جسيمة خلال يومين، ستكون أكبر بكثير من التي سببها له الجيش السوري الحر خلال سنوات القتال الماضية ) .
ومن ناحيته زعم رئيس جهاز “الشاباك” الصهيوني الأسبق ووزير العلوم الحالي يعقوب بيري خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة “معاريف”الصهيونية: (أن بقاء الأسد أفضل لإسرائيل ، لأن البديل الذي سيحل محله هم رجال الجهاد العالمي ومنظمة القاعدة، وان اسرائيل تفضل نظام مرتب ومستقر على مجموعة متمردين غير منضبطة على حدودها الشمالية ) ، وهذه التصريحات لبيري تعكس حالة ومستوى النقاش اليومي الدائر في الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية حول خيارات الكيان الصهيوني اتجاه سوريا.
ولتوضيح مستوى وحالة النقاش والجدل الصهيوني العلني والسري، الرسمي والشعبي حول الملف السوري، فقد نشرت صحيفة “معاريف” الصهيونية وجهة نظر بيري مقابل وجهة نظر عضو الكنيست الصهيوني تساحي هنغبي، الذي شغل منصب الوزير المسؤول عن الأجهزة الأمنية، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني سابقا، وهو من الخبراء بقضايا الأمن الصهيوني، ويرى:(ان رحيل الأسد يعني تفكك سوريا وهو بمثابة ضربة مميتة لـ”محور الشر” سترفع التهديد الجدي عن اسرائيل لسنوات طويلة تحتاجها سوريا كي تعيد بناء نفسها مجددا ) .
ورغم تحذير رئيس “الشاباك” الصهيوني الأسبق من مرحلة (ما بعد الأسد) إلا أنه يؤيد الضربة الأمريكية لنظامه وينتقد التكتيك الأمريكي حيال التعامل معها، من حيث الاعلان عن موعدها وأهدافها والمواقع التي ستستهدفها، كون هذا التكتيك يمنح نظام الأسد فرصة الاستعداد، وأن الأسد يعرف كل شيء عن الضربة عدا موعدها المحدد فقط، وحسب بيري: (هذا يعطيه فرصة للاستعداد، ليس فقط لامتصاصها بل للرد عليها نحو اسرائيل أيضا، ورغم ان هذا الاحتمال ضئيل، إلا أننا لا ندفن رؤوسنا في الرمال، بل نستعد لمثل هذا الاحتمال).
وحول رد الفعل الصهيوني في حال إطلاق صواريخ من سوريا قال بيري: (إذا سقط صاروخ في أرض مفتوحة، لن نرد، ولكن اذا ضربت حيفا سنرد بقوة كبيرة، والمهم من جهتنا هو تدمير مخزون أسلحة الدمار الشامل السورية، ويجب أن نذكر أن ما يحدث في سوريا له تداعيات مباشرة على المعركة ضد ايران).
ــ ونشرت صحيفة (معاريف) الصهيونية الخميس 29 /8 (تحليلاً موسعاً) حول احتمال مشاركة جيش الاحتلال الصهيوني في العملية العسكرية ضد سوريا، ويستعد الكيان الصهيوني لعدة سيناريوهات ، ومن أبرز السيناريوهات التي توقعتها الصحيفة الصهيونية:
السيناريو الأول: مشاركة الكيان الصهيوني في الهجوم على سوريا.
وبحسب الصحيفة المذكورة فــ: (إن أي هجوم سوري ضد الدولة العبرية سيمنحها الشرعية الدولية للرد ، والمشاركة الفعلية بضرب أهداف من شأنها أن تقضي على النظام السوري ، والرد الإسرائيلي سيكون فرصة سانحة للقضاء على ” محور الشر” المتمثل في “إيران – سوريا – حزب الله”، وأن ضرب الكيان الصهيوني للنظام السوري يشكل إسقاطاً للبنَة المركزية في هذا المحور ) .
السيناريو الثاني: مهاجمة الجماعات المسلحة في سوريا للكيان الصهيوني .
وهذا السيناريو متمثل بــ : ( مهاجمة بعض الجماعات المسلحة الموجودة في سوريا والمؤيدة للنظام السوري الكيان الصهيوني ببعض الصواريخ لإشعال الحدود مع سوريا أو لبنان، وسينأى النظام السوري بنفسه عن تلك الجماعات ، وقد يضرب حزب الله الكيان الصهيوني من لبنان أومن الأراضي السورية، ، ومن المتوقع أن تضغط إيران على حزب الله للقيام بعمليات عسكرية ضد الدولة العبرية بشكل علني ، أو عن طريق مجموعات سرية تابعة له تعمل في سوريا ، و بسبب اهتزاز مكانة حزب الله ، وأمينه العام السيد حسن نصر الله في العالم العربي والإسلامي ، نتيجة مشاركته مع النظام السوري بالقتال ضد المعارضة المسلحة ، سيساعد العدو في المساس وبشكل كبير بالحزب ) .
السيناريو الثالث: نقل حزب الله أسلحة إستراتيجية من سوريا إلى لبنان .
تتوقع الصحيفة أن 🙁 ينقل حزب الله أسلحة إستراتيجية من سوريا إلى لبنان، خلال الهجوم الأمريكي على سوريا، وسيحبط الجيش الصهيوني تلك المحاولات بالقوة ، واعتبر وزير الحرب “موشيه يعالون” بأن نقل حزب الله أسلحة معقدة إلى لبنان ، تجاوز الخطوط للحمراء التي لن توافق الدولة العبرية عليها بأي ثمن ) .
السيناريو الرابع: إطلاق صواريخ كيماوية على الكيان الصهيوني .
تؤكد الصحيفة أن : ( احتمال إطلاق صواريخ كيماوية على الكيان الصهيوني ضئيل جداً ، لكن لا يمكن استبعادها ، وفي حال تم ذلك فمن المتوقع أن يهاجم الجيش الصهيوني سوريا بكامل قوته ،لإعادة سوريا إلى العصر الحجري ـ كما هدد قادة جيش العدو) !!.
السيناريو الخامس: التزام الدولة العبرية الصمت وعدم الرد.
وهذا السيناريو : ( يشبه ما حصل في حرب الخليج الثانية ، حينما أطلق الرئيس العراقي الراحل حينها صواريخ سكود على الكيان الصهيوني ، وطالبت الولايات المتحدة في وقتها رئيس الحكومة الصهيوني “إسحاق شامير” بعدم الرد، لعدم المساس بالائتلاف الواسع الذي بلورته الإدارة الأمريكية في حينه ، ولكن الولايات المتحدة لم تتقدم هذه المرة بطلب مشابه للكيان الصهيوني لعدم الرد على سوريا ، إلا أن تصريحات أمريكية دعت الى التزام الكيان الصهيوني بالصمت حتى لو تم ضربه جزئياً ) .
السيناريو السادس: مشاركة فصائل فلسطينية من قطاع غزة .
( تتوقع الدولة الصهيونية احتمال تعرضها لهجمات صاروخية من قطاع غزة من حركات فلسطينية صغيرة ، بالتزامن مع الهجوم الأمريكي على سوريا، و تتمنى أن تلتزم حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة الصمت ،ولكنها لا تستبعد أن تشارك حماس بإطلاق صواريخ نحوها ، لتوجيه رسالة للإيرانيين لتجديد العلاقات معها )، وتهدد الدولة العبرية في هذه الحالة برد قاس على قطاع غزة ، بينما لاتتوقع أن تشهد الضفة الغربية أية أعمال اوعمليات فدائية ) .
ــ ومن المؤسف أنه في ظل هذا الضجيج والنزيف الدموي المؤلم ، والمشاهد المأساوية والصعبة التي تعيشها الأمة والمنطقة العربية والإسلامية عموما ، والدول العربية المجاورة والقريبة لفلسطين ( سوريا / لبنان / العراق / مصر / ليبيا / والسودان ) خصوصا ، يواصل العدو المجرم تنفيذ مخططاته العنصرية العدوانية لتكريس وجوده الاستعماري و الاستيطاني فوق الأرض الفلسطينية المسلوبة ، ويسعى بمختلف الوسائل لتغيير ( التوازن الديمغرافي ) لصالحها ، فقد تم نقل ( 450 ) من الفلاشا الأثيوبيين مساء الأربعاء 28/8 إلى مطار اللد المحتل ،على متن طائرتين استأجرتهما الوكالة اليهودية، وهم آخر مجموعة من اليهود الأثيوبيين ( المزعومين) الذين يهاجرون إلى الكيان الصهيوني …. و( الفلاشا ) هم ( أقلية عرقية أثيوبية ) تعتنق المسيحية ،وتزعم ( الوكالة اليهودية الصهيونية ) والتي تنظم عمليات التهجير والاستيطان الإستعماري في فلسطين المحتلة أن : ( هذه المجموعة هم أساسا من يهود أثيوبيا اجبروا على اعتناق المسيحية في القرن التاسع عشر) .
ومقابل تهجير هؤلاء الأثيوبيون الفلاشا الى الكيان الصهيوني ، اعلنوا موافقتهم على اعتناق اليهودية ، وتم نقل أكثر من 100 ألف أثيوبي مستعمر منهم الى فلسطين المحتلة في السنوات العشرين الأخيرة ، منهم 30 ألفا من الفالاشا، من خلال عمليات تهريب ونقل معقد ، اعتمدت السودان خلال حكم المقبور جعفر النميري كمحطة لتهريبهم من أثيوبا الى فلسطين المحتلة ــ ويعيش حاليا في الدولة العبرية أكثر من ( 120 ألف أثيوبي ) ، ولد 80 ألفا منهم في أفريقيا ، ولكنهم يواجهون تمييزا واضحا في المجتمع االصهيوني ، مما اضطر بعضهم للإنتحار.
ويعمل العدو لإستغلال الظرف العربي والإقليمي والفلسطيني الراهن ، لفرض تقسيم المسجد الاقصى المبارك ( زمانيا ومكانيا ) بين المسلمين والصهاينة ، قالت صحيفة ” معاريف ” الصهيونية في عددها الصادر يوم الجمعة13 /09 أن : ( ظاهرة اقتحام اليهود لباحات المسجد الأقصى آخذة في الازدياد) ، وأشارت إلى أن : ( مئات اليهود يقتحمون ساحة حائط البراق بشكل يومي) ، وزعمت الصحيفة ان : ( الصلاة عند حائط البراق في عيد الغفران اليهودي هي محل خلاف منذ حرب عام 1967م ، وبدأت عندما أصبح الحاخام العسكري “سلوفو غورين” مديراً عاماً للمسجد الأقصى ، حيث أقام عدة أماكن لصلاة اليهود العسكريين فيها، وطالب حينها بإقامة صلوات جماعية ، والحكومة منذ ذلك الوقت لم تتخذ قراراً رسمياً بمنع اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى).
وللأسف الشديد ، وفي ظل انشغال العرب والمسلمين والفلسطينيين بمشاكلهم الداخلية تشهد ( منطقة باب المغاربة وحائط البراق الشريف في هذه الأيام ارتفاعاً كبيراً في أعداد اليهود القادمين إلى حائط البراق للصلاة فيه) ، بينما كان اليهود في السابق يأتون كمجموعات كبيرة يرأسها مرشد يعلمهم كيفية الصلاة فيه.
وفي نفس الوقت يواصل العدو الصهيوني إستعدادته لإحتمال المواجهة مع سوريا ، او حزب الله والمقاومة الاسلامية اللبنانية والفلسطينية ، وتخوفا من حدوث تطورات دراماتيكية مفاجئة تعيد الى الواجهة احتمالات ( العدوان الأميركي / الغربي / الصهيوني ) ضد سوريا ، ومن ثم ضد لبنان وغزة والمقاومة الاسلامية اللبنانية والفلسطينية ، ولذلك بعث “دان رونين” مدير وزارة حماية الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني برسالة لرؤساء السلطات المحلية بالاستمرار في رفع حالة التأهب والاستعداد تحسباً لأي طارئ ،وطالبهم بالعمل ضمن برامج الطوارئ المعمول به لفترة زمنية محدودة ، ويتضمن برنامج الطوارئ المسمى “الوقت الثمين” فحص شامل لغالبية العوامل المتعلقة بالاستعداد للطوارئ عقب الترقب الحذر لتصعيد أمني محتمل في المنطقة ، وكتب رونين في رسالته: ( الانتقال من الوضع الاعتيادي الى وضع الطوارئ يأتي استجابة لتغيرات أمنية في منطقتنا، ويوجب علينا الاستعداد الجيد لإعطاء استجابة مناسبة وقت الحاجة ، والخطة تنص على تنفيذ سلسلة من الانشطة في وقت زمني قصير لتعزيز جاهزية مجالات الطوارئ في الجبهة الداخلية عشة الوضع الامني محتمل التدهور وتعرض الجبهة الداخلية للضرب) ، وتنص الخطة على عمل فحص شامل لموظفي البلدية الذين سيعملوا خلال وقت الطوارئ، وفحص جاهزية الوسائل في مخازن الطوارئ التابعة ، بما فيها خزانات المياه والاضاءة، ونشر التوجيهات الحيوية للجمهور ، وتسريع عملية التزود بالمعدات الناقصة. والخطة هدفها نفض الغبار عن اجراءات الطوارئ ، وقال رئيس الشعبة الامنية في السلطات المحلية وسط الكيان الصهيوني : ( نحن استكملنا الاستعدادات ، و رغم ذلك نحن اليوم بحسب الطلب نقوم بإنعاش الاجراءات ، ونتأكد من جاهزية الملاجئ لاستقبال الجمهور) ، وشهد الكيان الصهيوني في الأسابيع الأخيرة ، مسبوقة من الهستيريا، حيث توجه عشرات الآلاف الآلاف من الإسرائيليين إلى مراكز توزيع الكمامات الواقية.
وعلى جانب آخر جهزت الدفاعات الجوية الصهيونية في إطار إعداد منظومة دفاعية متعددة الطبقات، والتي يضعها جيش العدو ضد كل سيناريو متوقع ، وتم مؤخرانصب بطاريتين من المنظومة في المنطقة الشمالية بالإضافة الى البطارية التي نشرت في مدينة حيفا، وبطارية الباتريوت التي التي نشرت في حيفا وعلى مشارف تل ابيب ، وعبرأهالي مدينة الطيبة الفلسطينية المحتلة في منطقة المثلث / شمال فلسطين عن استيائهم الشديد من تدريبات عسكرية صهيونية في أحياء مدينتهم، ما أثار حالة من الذعر والتوتر لديهم، وتواجد في أحياء الطيبة الغربية مؤخرا جنودا يجرون تدريبات عسكرية في محاكاة لحالة حرب ، ومن ضمن التدريبات قام الجنود بالزحف على الأرض، والتسلق على الجدران والأشجار، والقفز من مكان إلى آخر، وهم مدججون بالسلاح .
قالت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) الصهيونية : ( أنه في الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي التوصل إلى تفاهمات حول تفكيك السلاح الكيماوي السوري, تتابع الدولة العبرية عن قرب خطوات الرئيس السوري بشار الأسد، وإن “إسرائيل” لن تتراجع عن الخطوط الحمراء التي وضعتها للأسد, وفي حال تم نقل السلاح الكيماوي أو الأسلحة التي تخل بالتوازن مع حزب الله فإن “إسرائيل” ستعمل على منع ذلك بالقوة) .
وأكد مسئول عسكري صهيوني : ( إن خطوطنا الحمراء لم تتغير ، وأن الأسد يدرك جيدا أنه من الأفضل له عدم اللعب معنا في هذه القضية, وسياستنا لم تتغير رغم ما يحدث في الساحة الدولية, وكل ما سنراه شاذا وغريبا سنعالجه ) ، وعلى صلة وثيقة بإحتمالات إندلاع الحرب في المنطقة ومخاطر تطورها لتطال الكياتن الصهيوني ، قرر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تمديد فترة جديدة لرئيس أركان الجيش الصهيوني الجنرال “بيني غانتس” والبالغ من العمر 45 عام لولاية أخرى لمدة عام آخر ، ومدح نتنياهو غانتس قائلاً : ( قاد غانتس الجيش الإسرائيلي بنجاح مذهل ) ، واكد أن (أمام الجيش تحديات أمنية على كافة الجبهات ) .
وشغل غانتس عدة مناصب رفيعة في الجيش الصهيوني ، أبرزها قائد المنطقة الشمالية، وقائد وحدة الذراع البري، ونائب رئيس هيئة الأركان ، وولد في (موشاف كفا أحيم) وحصل على ليسانس تاريخ من جامعة تل أبيب، وماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وماجستير إضافي في إدارة الموارد الوطنية من جامعة نوتردام في الولايات المتحدة ، وأيد شمعون بيرس” قرار تمديد فترة ولاية غانتس، واصفاً القرار بالصائب والحكيم، وقال : ( إن غانتس يحظى بثقة واحترام المستوى السياسي كما انه يشكل قدوة للجيل الناشئ في الجيش الإسرائيلي ، وإن اختيار غانتس يشير إلى رغبة إسرائيل في السلام من منطلق القوة وليس الضعف ) .ورحب رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية عضو الكنيست الصهيوني “أفيغدور ليبرمان” هو الآخر بتمديد فترة ولاية غانتس، وقال : (إن هذا التمديد جاء في الوقت المناسب، إذ إننا نعيش حقبة حافلة بالتحديات الأمنية الخطيرة،وغانتس يشكل مصدر إلهام حقيقي للجنود تحت إمرته ) ، بينما قال وزير الحرب الصهيوني “موشيه يعالون”: ( إن غانتس هو الرجل المناسب في المنصب المناسب, ولا يمكن الكشف عن الانجازات التي حققها, الا ان هذه الانجازات تتيح للجمهور الإسرائيلي الفرصة لمواصلة حياتهم بشكل طبيعي) ، وايضا أيدت رئيسة المعارضة الإسرائيلية في الكنيست “شيلي يحيموفيتش” تلك الخطوة قائلة : ( غانتس بأعماله شخصية تمثل قيادة نوعية وملائمة، وآمل أن تحظى الولاية الجديدة اهتماماً أعلى بما يخص أمن الجمهور الإسرائيلي، وعرف غانتس كيف يعيد العلاقة بين المستويين السياسي والعسكري إلى مساره الصحيح ) . وبالطبع فإن دعاة الحرب في اميركا هم من المحافظين الجدد وأصحاب الولاء للكيان الصهيوني ، بالإضافة للحكومة الصهيونية التي تريد من الولايات المتحدة أن تدمر ما بقي قائماً من سورية، و أن تهاجم إيران وتدمر برنامجها النووي، لتبقى الدولة العبرية وحدها بترسانتها النووية تهدد العرب والمسلمين ، وحسب تقدير الخبراء فإن الدولة الصهيونية تستطيع توسيع مجال وعدد الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها وحتى مضاعفتها إذا أرادت فعل ذلك، وكشف تقرير أمريكي أعده الخبيران الأمريكيان “هاتز كريستنان و” رويرت نوربس” حول انتشار الأسلحة النووية في العالم نشر في مقالة صحفية مؤخراً، أن الكيان الصهيوني ، لم ينتج سلاحاً نووياً منذ عام 2004،و أن بحوزته حوالي 80 رأس حربي نووي حتى عام 1999،وأن مستودع الأسلحة النووية الإسرائيلية سوف يصعد صعودا بسيطا حتى عام 2020.،وزودالكيان الصهيوني جزءا من غواصاته بقدرات صواريخ نووية ، وأنتج موادا مخصبة من مادة اليورانيوم تكفي لحوالي من 115 إلى 190 رأس حربي نووي ، وما يشجع الكيان الصهيوني على إدارة السياسة الخارجية الأميركية العدوانية وجود أمثال دانيال بايبس ،وتشارلز كراوتهامراللذان يعترضان على حرب «محدودة» ضد سورية …..
//// ختـــــاماً :
عندما تقرر أمريكا والغرب الصليبي بمشاركة مباشرة ، أو غير مباشرة ، او دون مشاركة الكيان الصهيوني شن هجوم عسكري على أي بلد عربي أو إسلامي ، أيا كانت ظروف هذا البلد ، وأيا كانت نظرة ، أو قراءة ، أو رؤية أينَا لطبيعة الأحداث المأساوية الواقعة في هذا البلد ، او ذاك ، فلايمكن لمسلم ، أو عربي ، او فلسطيني ، أو أي انسان حر يمتلك ذرة واحدة من الوعي ، والفهم ، والعزة ، والكرامة ، والشرف ، والبصيرة السياسية والتاريخية ، ومن المشاعر الإنسانية أن يقف مع هذا العدوان الأميركي /الصهيوني / الغربي ضد أي بلد …..
ولذلك وبكل بساطة ، ودون أي جهد في الحساب والتفكير ، فإنني كمسلم / عربي / فلسطيني ، وكإنسان حر اقف بمنتهى الوعي والفهم والمسئولية ، ضد توجيه أية ضربة عسكرية أميركية / غربية / إسرائيلية لسوريا الشقيقة، ونسأل الله تعالى أن يحقن دماء اخواننا السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا ، وأن يتوقف نزيف الدم المؤسف في سوريا ، وأن ترتد المؤامرة الأمريكية / الغربية / الصهيونية الموجهة الى سوريا والأمة الإسلامية والعربية ، الى نحر أمريكا والغرب والكيان الصهيوني ، وكل اعداء الأمة ، ونسأل الله تعالى أن يسخر للأمة من يوحدها ، ويقودها نحو تحرير القدس وفلسطين .
اللهم احفظ بلاد المسلمين، واحقن دماءهم، ورد العدوان والظلم والبغي عنهم ،اللهم انتقم من كل من تآمر ويتآمر على بلاد المسلمين ،وعلى دماء المسلمين ، اللهم احفظ سوريا وفلسطين ولبنان وبلاد الشام من عدوان الامريكان واليهود والصليبين ، اللهم احفظ جميع بلاد المسلمين من طنجة حتى جاكرتا يا رب العالمين ،اللهم وحد امة المسلمين على قلب رجل واحد ، ووفقه لقيادة الامة من اجل تحرير القدس والاقصى وفلسطين .
أيها المسلمون / العرب / الفلسطينيون توحدوا … ها هو الإستعمار يعود لاحتلال دياركم بشكله الجديد .. ايها الفلسطينيون توحدوا …. أقصاكم المبارك يحتلونه من جديد ..و أرضكم المقدسة تغتصب وتدنس كل ثانية …
ايها الفلسطينيون توحدوا …. انهم يهودون مقدساتكم ومساجدكم وكنائسكم ، وقبور انبيائكم واولياءكم وشهدائكم وفرسانكم وقادتكم ورموزكم العظيمة ….. ايها الفلسطينيون انتبهوا …. انتبهوا : ليس لكم سوى عدو واحد اسمه الكيان الصهيوني الغاصب لحقكم ،وارضكم ،ومقدساتكم ،وماضيكم ،وحاضركم،ويريد سرقة تاريخكم ومستقبلكم ….
ايها المسلمون .. أيها العرب … أيها الفلسطينيون …. انتبهوا : انها المؤامرة الكبرى على قضيتكم ،وعلى قدسكم وأقصاكم وكافة مقدساتكم، انها المؤامرة الكبرى التي تريد القضاء عليكم وعلى قضيتكم للابد … ايها الفلسطينيون …وحدوا قبضاتكم …وحدوا سلاحكم … وحدوا مشاريعكم …وحدوا امكانياتكم ومقدراتكم وجهودكم وتضحياتكم من اجل فلسطين ، وفقط … فقط ضد عدوكم الواحد الاوحد ،الكيان المسخ ،المدعوم من راعية الارهاب. الدولي المنظم امريكا والغرب الصليبي الحاقد ….
توحدوا ايها المسلمون والعرب و الفلسطينيين فالتاريخ لايرحم … والزمن سيف ان لم يكن لكم ، سيكن عليكم .
اللهم انصر الاسلام ، ووحد قلوب المسلمين والعرب والفلسطينيين على محبتك .. آمين يارب العالمين