المعادلات الجيوسياسية الجديدة.. إحدى نتائج “طوفان الأقصى”
موقع العهد الإخباري-
د. زكريا حمودان:
لم تستطع “اسرائيل” إنجاز أي انتصار عسكري في غزة، بل ركزت نشاطها في ترهيب الفلسطينيين داخل القطاع من أجل اسقاط القضية الفلسطينية معنويًا بالتزامن مع تثبيت اسمها دوليًا وأمام الشعوب ضمن مصاف الدول المجرمة.
من أبرز الملاحظات المرافقة لمعركة “طوفان الأقصى”:
١- تشير مصادر قيادية فلسطينية بأنَّ السلطة الفلسطينية قدمت للعدو الاسرائيلي خدمة كبيرة، من خلال البطش الذي قامت به داخل الضفة قبل بداية معركة طوفان الأقصى، وارتفاع وتيرته بعد بداية المعركة.
٢- تحريك جبهة لبنان منذ اليوم الأول، جبهة دعم ومساندة لغزة بحسب معايير المقاومة في لبنان، والتي تثبت اليوم بأنَّ بصيرة القيادة تتقدم على شعبوية البعض في الإعلام.
٣- تحرّك جبهات محور المقاومة في اليمن والعراق شكّل مفاجأة لدول المنطقة، بالتزامن تحوّلت جبهة اليمن إلى محور لمستقبل المنطقة الجيوسياسي، ما يشكّل انتصارًا لتكتيك غرفة عمليات محور المقاومة.
٤- حجم الإجرام الذي شاهده العالم بات يفوق قدرة الدول الغربية على تغطية حقيقة الكيان المنقسم على نفسه، بين الأكثر تطرفًا والأكثر إلحادًا، ويقف بينهما أهالي الأسرى الصهاينة الذين باتوا يشكّلون قنابل موقوتة لحكومة نتنياهو.
٥- دور الدبلوماسية الإيرانية الذي أسهم في تحريك عجلة مجلس الأمن من جهة، وتثبيت معادلة التحالفات المتينة بين روسيا وايران من جهة أخرى، الأمر الذي وضع الفيتو الحليف لإيران في يد القضية الفلسطينية وإلى جانب معركة طوفان الأقصى.
العناوين الخمسة تؤكد بأنَّ معركة طوفان الأقصى وضعت القضية الفلسطينية، اليوم، ضمن القضايا الجيوسياسية المتقدمة عالميًا، والتي بات يتفرع منها قضايا إقليمية معقدة للغاية.
من ضمن القضايا المستحدثة اليوم قضية حرب اليمن التي توقفت من جهة، وفُتحت في مكان آخر حرب يمنية غيّرت معادلات جيو-اقتصادية كبيرة.
اليمن المناصر لفلسطين
يقول مصدر قيادي فلسطيني إنّ ما يحصل في اليمن يرفع من معنويات الداخل، في قطاع غزة، كما أعاد تصويب مسار الضغط الدولي تجاه معادلات جديدة فرضتها الخطوة اليمنية من خلال السيطرة على السفينة المملوكة إسرائيليًا.
ويضيف المصدر القيادي الفلسطيني بأنَّ أمن البحر الأحمر بات في خطر، ما يعني أننا دخلنا في معركة المضائق التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى معظم دول العالم، تحسب لها ألف حساب منذ سنوات.
ما قام به اليمنيون خدمة للقضية الفلسطينية ربما حرّك قضايا تتخطّى ما يحصل في قطاع غزة، لكن من المؤكد أنه أرسل إشارات عدة على الشكل الآتي:
١- إنذار حكومة نتنياهو بأنَّ نوافذ وأبواب وممرات باب المندب قيد الإغلاق.
٢- إيصال رسالة من محور المقاومة مفادها بأنَّ من يحدّد مكان الصراع، في هذه المعركة، هي غرفة عمليات المحور وليس التصاريح الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي.
٣- إيصال رسالة إلى القيادة المصرية مفادها بأنَّ نصرة فلسطين لا حدود لها، كما لا معبر لها، وأن فتح معبر رفح إنسانيًا مع رقابة دولية أمر سهل للغاية.