المصالح وحدها تحرك السياسة الأمريكية
قناة روسيا اليوم:
تناولت صحيفة “كراسنايا زفيزدا” الروسية القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة مؤخرا، بإدراج “جبهة النصرة” المقربة من تنظيم القاعدة التي تنشط في سورية، على قائمة الإرهاب.
ترى الصحيفة أن هذا القرار جاء متأخراً، ناهيك عن أنه غير كاف، خاصة وأن سورية أصبحت مرتعا للمجموعات الإرهابية. فالعمليات الإرهابية المتلاحقة، التي نفذتها “جبهة النصرة” على مدى عام كامل، حصدت أرواح المئات من السوريين الأبرياء. وخلال هذه الفترة كلها، التزمت واشنطن الصمت إزاء هذا الإجرام. وهذا الأمر يظهر بوضوح أن الولايات المتحدة، تتخذ قراراتها، ليس بدافع الحرص على أرواح الشعب السوري، بل لتحقيق أهدافها.
إن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري، ما هو إلا مقدمة لتزويد المعارضة بالسلاح. وليس هناك شك في أن إخفاقات مقاتلي المعارضة هي ما دفع الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها لكي يحصل الائتلاف على اعتراف واسع. علما بأن الولايات المتحدة لم تكن في السابق تخفي صلتها بالائتلاف الذي عملت هي بنفسها على تشكيله. وقد كان الإخفاق واضحا في عمليات السيطرة على دمشق التي امتدت لعدة أشهر. ومن المؤكد أن هذه العمليات تم التحضير لها في الصيف. وقد تم حشد عدة آلاف من مقاتلي العصابات المسلحة على مشارف العاصمة. وهناك بلدان وضعت خططا للتدخل في النزاع السوري، وهذه الخطط لا تتضمن التدريب وتزويد المقاتلين بالسلاح فحسب، بل والمشاركة الفعلية العسكرية المباشرة، بما في ذلك دعم مقاتلي المعارضة عسكريا من الجو والبحر. ولهذا السبب عقد اجتماع سري في لندن بمشاركة مسؤولين عسكريين كبار من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. وخلال ذلك الاجتماع، تم بحث تفاصيل المساعدات التي يجب تقديمها للمعارضة، وتفاصيل التدخل العسكري لإسقاط نظام الأسد. ولقد توصل الحلفاء إلى اتفاق يمنع إرسال القوات البرية إلى سورية، مع الإبقاء على التنسيق مع المعارضة. لذلك، فإن الضباط الفرنسيين والبريطانيين يواصلون لقاءاتهم مع قادة مقاتلي المعارضة في سورية. وقد بدأت الولايات المتحدة بجمع وتخزين الأسلحة التي وصلت من ليبيا لكي تسلمها لاحقا للمعارضة السورية.