المشاكل الداخلية تلازم إسرائيل
صحيفة الوفاق الإيرانية-
مروة ناصر:
على بُعد شهرين من الانتخابات الخامسة في الكيان المؤقت نتيجة استقالة رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت والتوصّل الى قرار حلّ “الكنيست” الرابع والعشرين، لا تزال الأزمة السياسية الداخلية في الكيان تحتلّ الواجهة لأكثر من 3 سنوات دون أفق للحلّ مع عودة المشهد نفسه قبل الانتخابات الرابعة التي اجتمعت فيها الأحزاب اليهودية غير المنسجمة وتشكّل ذاك الائتلاف الهشّ الذي لم يصمد أكثر من سنة بين اليمين واليسار الإسرائيلي لتحييد رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو من المنصب.
يحاول اليسار اليهودي رصّ صفوفه لتحصيل الأغلبية في “الكنيست” المقبل والاحتفاظ بمنصب رئاسة الحكومة من جهة، ولإبقاء نتنياهو خارج اللعبة السياسية من جهة أخرى. فقد قال رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد أنه “من المهم للغاية أن يكون هناك اتحاد بين حزب العمل (حزب يساري علماني) وميرتس (حزب يساري) في الفترة التي تسبق الانتخابات.
كما قالت رئيسة حزب “ميرتس”، زهافا غالون، أنها لا تتراجع عن وصفها لرئيس حزب “إسرائيل بيتنا” (حزب يميني قومي) برئاسة أفيغدور ليبرمان، بأنه “فاسد…لكن سأجلس معه في الحكومة فقط لمنع نتنياهو من الحصول على 61 مقعداً”.
لم تتوقف محاولات نتنياهو سواء عبر الضغط الإعلامي والتجييش والتحريض ضد الأطراف الحاكمة الحالية في الكيان أو عبر زعمه طرح القضايا التي تهمّ الجمهور (ومنها الاتفاق النووي) أو عبر الضغط لتشكيل تحالفات تؤمن له أصوات مؤيدة في “الكنيست” المقبل بهدف العودة الى الحكم. فقد جمع بين رئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش ورئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتمار بن غفير اللذان توصلا إلى اتفاق وسيخوضان الانتخابات معاً.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الأسبق ايهود أولمرت قد أوضح في حديث مع إذاعة عبرية أن “احتمال وصول نتنياهو وبن غفير إلى سدة الحكم هو الخطر الاستراتيجي الأكبر الذي يهدد الكيان أكثر من النووي الإيراني، أقترح أن نركز على هذا الخطر، لأنه يهددنا أكثر من أي شيء آخر”.
وأيّاً يكن رئيس الحكومة المقبل فإنه سيواجه جملة من التحديات التي لخصها رئيسا أركان جيش الاحتلال الأسبقين غادي آيزنكوت الذي قال ” هناك تهديد وجودي داخلي، وأكثر ما يعرّض الكيان للخطر هو عدم التضامن في المجتمع الإسرائيلي، أكثر من الخطر الذي يمثله الإيرانيون والفلسطينيون، لأن الحصانة الوطنية والاجتماعية للكيان هي العنصر الأساسي في قدرتها على حماية أمنها القومي”. وايهود باراك الذي قال من جهته إن “كل رؤساء الأركان والموساد والشاباك، سيوافقون على هذا، أعني أن كل المنخرطين في ترؤس الأجهزة الأمنية يدركون اليوم أن التهديد الأكثر خطورة على مستقبل الكيان لا يأتي من إيران، أو حزب الله، أو حماس، بل ما يحدث داخلنا، الخطر يتمثل في فقدان الارتباط والتضامن الداخلي، والخشية من الانزلاق إلى وضع المتعصبين من جهة، وممن فقدوا ثقتهم بالصهيونية من جهة أخرى، فيما طالب غانتس بإخراج الجيش من كل هذه النقاشات والانقسامات الداخلية”.