المشاركون في مؤتمر دعم الانتفاضة: هذه المؤتمرات تستطيع أن تعيد اتجاه البوصلة صوب القضية الفلسطينية
صحيفة الوفاق الإيرانية ـ
منى خواسته:
شهدت طهران إقامة المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية تحت شعار (معاً لدعم فلسطين)، فاغتنمت صحيفة الوفاق الفرصة والتقت بعدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر حيث سألتهم عن أهمية مؤتمر طهران وسبل تعزيز دعم القضية الفلسطينية.
في هذا الإطار قال الدكتور عبدالله كتمتو نائب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام والمنسق العام للملتقى العلمائي العالمي من اجل فلسطين: نحن نرحب بأنفسنا في ايران، لأن ايران هي أرض الإسلام ونحن من المسلمين في جميع الأرض، وبإعتقادي فإن عنوان المؤتمر يفسر نفسه وهو دعم فلسطين وتوجيه بوصلة الأمة كلها نحوها.
وأضاف: أكبر ما يجمع الأمة حول فلسطين هو أن نشعر أن دعم فلسطين تكليف شرعي، فلسطين ليست للفلسطينيين فقط، فقد شاءت حكمة الله أن تكون فلسطين رأس حربة، وكل من يدعي حبه للإنسانية، فادعاءه كاذب ان لم تكن بوصلته باتجاه فلسطين، واذا قال: انه مع المظلومين لكنه ليس مع فلسطين، فبوصلته هي الأخرى قد ضاع اتجاهها.
وفلسطين هي سورة الاسراء وهي الارض المقدسة وفيها كل ما يجعل الانسان في هذا الكون يقرّ بانتماءه الى الإرث النبوي المحمدي (ص) الأصيل.
واذا عملنا على استقطاب ابناء الامة حول هذا المبدأ العقائدي علينا ان نشعرهم انك عندما تتوجه نحو فلسطين انما تقوم بعبادة الباري تعالى، فنحن نعبده باشكال عدة، في العبادات وفي الصيام والزكاة والحج وايضاً في حركتنا، وهذه الحركة في الواقع من اجل فلسطين وهي العبادة التي علينا ان نجتمع حولها لتضحى فلسطين عبادة ولكن من نوع خاص، عبادة محراب، محراب الحرية ومحراب العدالة والعطاء والحضارة ومحراب احترام الانسان.
وفيما يتعلق باقتراح حل الدولتين، قال الكتمتو: عندما كنا في محور المقاومة نقول ان حل الدولتين هو وهم، كان الكثيرون يقولون (انتم الواهمون) ولستم موضوعيين وانتم بعيدون عن الواقع وتعيشون في عالم الغيب، لكن شاء الله سبحانه وتعالى ان يبين حقيقة الغرب على لسان الكبير الذي يمثلهم، الا وهو الشيطان الاكبر ترامب الذي قال: لا يوجد حل الدولتين وسنعود الى نقطة الصفر.
اذن ترامب كشف، وربما العناية الالهية هي التي كشفت، عن وجه الغرب الحقيقي للذين لا يزالون يراهنون على ديمقراطية هذا الغرب، الله كشف هذا القناع وأظهر بانهم لن يعطوكم شيئاً وعليكم ان تستعيدوا ثقتكم بانفسكم باديء الامر، والتي تستمدونها من ثقتكم بربكم سبحانه وتعالى، وعندها ستتغير المعاملة.
من جهة أخرى قالت المحامية الدكتورة ديمة اسكندراني، وهي فلسطينية سورية وعضو الهيئة النسائية في جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية: في الوقت الراهن وبهذا الزمن الذي تعيشه المنطقة نحن بأمس الحاجة لهكذا مؤتمرات التي تستطيع أن تعيد البوصلة للإتجاه الحقيقي للصراع وهي فلسطين، أن تعيد السلاح الشريف القادر على تحرير الأرض الفلسطينية، من خلال دعم ايران والمقاومة التي تُتحِفنا بالفعل بانجازاتها وبفعاليتها وبدعمها المباشر وغير المباشر لمحور المقاومة وجعل فلسطين هي محور القضية وهي كما قال الإمام الخميني (قدس): اليوم طهران وغدا القدس ان شاء الله.
وفيما يتعلق بازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين تجاه جرائم الكيان الصهيوني قالت الدكتورة اسكندراني: بداية لنكون واضحين وصريحين، ان شرعة حقوق الانسان أو ما يسمى بجمعية الأمم المتحدة ورسمة الأمم المتحدة، من أقامها؟ أقامها الأقوياء للمحافظة على مصالحهم، بعد ما ضجت شعوب العالم وطالبت بحريتها، فلذلك نحن لا يمكن ان ننظر الى القانون الدولي إلا وكأنه مجيّر لمصلحة الغرب والصهيونية بالذات، فلذلك لا إستغراب في ان نرى بأن هناك مكيالين، مكيال للشعوب المستضعفة المظلومة كالشعب الفلسطيني والسوري واليمني أو البحريني، في هذا الوقت الراهن، وهناك مكيال للاقوياء.
وفي الأخير عبّرت الدكتورة اسكندراني عن تحيتها للشعب الايراني والحكومة الايرانية وقالت: نحن نعتبر ان أي نصر يتحقق الآن سواء في سوريا وان شاءالله في اليمن والبحرين وفلسطين هو نصر للأمة الإسلامية جميعاً ان شاءالله.
بدورها قالت المهندسة مها لطف جموّل الناشطة الاجتماعية اللبنانية: ان هذا المؤتمر هو أحد أهم المؤتمرات التي تُعقد على الاطلاق لحساسية المكان وأهميته، لأنه منذ انطلاق الثورة الاسلامية فان عنوانها كان واضحاً منذ البداية وهي: ان فلسطين قبلتنا وإسرائيل غدة سرطانية، وقد اغلقت ايران السفارة الاسرائيية لتحل محلها سفارة فلسطين. وعليه فان القبلة والوجهة كانتا واضحتين والعنوان كان واضح. ان أهمية مثل هذه المؤتمرات، بعد 38 سنة من الثورة الاسلامية وبعد 70 سنة من الاحتلال الاسرائيلي، هي ان فلسطين لا تزال موجودة وحية بقلوبنا وضمائرنا بشجرة الزيتون، وهي حية في دمائنا جميعاً، والأهمية الثانية للمؤتمر انه جعل القضية الفلسطينية، هي القضية المحورية وليست هامشية ويتجمع حولها ليس المسلمين فقط، كما رأينا في المؤتمر، انما هي قضية جامعة وشاملة لكل العالم، هي قضية الانسانية واحرار العالم، مثل هذه المؤتمرات تقول ان فلسطين موجودة ولا تزال حية وستبقى حية الى الأبد.
وفيما يتعلق بازدواجية المعايير تجاه جرائم الكيان الصهيوني قالت جمّول: اعتقد بوجود تقصير من الشعوب العربية التي لا توصّل صوتها الى المنظمات الدولية بسبب المعايير المزدوجة، لذلك يجب التعامل بالمثل مع هذه المنظمات من خلال تفعيل دور المنظمات الأهلية والمجتمع المدني اكثر مما هو عليه حالياً.
من جهة أخرى قال الشيخ علي هاشم السّراج أمين عام مجمع أهل البيت (ع) في السودان: لقد شاركت في المؤتمر السابق الذي عقد في لبنان ونحن كمجتمع مدني وضعنا خطة متكاملة للضغط على الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها بشأن الاستيطان ولدينا موقع الكتروني، تخرج منه بيانات متكاملة ومتراصة وقوية. ان منظمات المجتمع المدني لو عملت بنشاط في المجال الافتراضي فانها ستؤدي الى تصدع أوصال الامبريالية في العالم، نحن الان نملك أكثر من 85 منظمة وقادرون ان شاء الله على أن نفعل شيئاً في هذه المواقع فالحرب اليوم اصبحت اعلامية.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال الشيخ السرّاج: هي القضية الاولى باعتبار أنها قضية وطنية وسياسية وقضية ايمانية وكلنا نتفق في الايمان بان لا إله الا الله محمد رسول الله، فحينما نخرجها من اطارها السياسي او الوطني أو الجغرافي ونجعلها قضية ايمانية ثابتة فان الجميع سيدافع عنها.
واعتبر الشيخ السرّاج بان الحكومة الايرانية كانت دوماً سباقة لنصرة المستضعفين في العالم كله وليس فلسطين فحسب، والشعب الايراني اهل الجهاد والمجاهدة والصبر.