’المستقبل’ يهبّ لنصرة الأسير خلال محاكمته
تُظهر تسريبات محاكمة الإرهابي أحمد الأسير حجم الحشد الذي يعمل عليه وكلاء الدفاع عنه حمد صبلوح وأنطوان نعمة وعبد البديع العاكوم من أجل تخفيف الحكم المرتقب بحقّه، وللغاية يركّزون على الادّعاء بعدم قانونيّة القبض على الأسير باعتباره شيخا، ما يستوجب الحصول على إذن ملاحقة من قبل دار الفتوى بشخص مفتيها، وعلى وجود عدد من المدعى عليهم القاصرين وعدم اختصاص المحكمة العسكرية بمحاكمة قاصرين وعلى هتك سرية التحقيقات. لكنّ الأبرز هو دخول المحامي محمّد المراد على خطّ مؤازرة وكلاء الأسير. هذا الدعم يحمل على التشكيك بدوافع المراد الذي وقف أمام القضاة في المحكمة وأعلن تأييده الدفع الشكلي الذي تقدّم به زملاؤه، ولا سيّما الذي يختص ببطلان التحقيقات الأوليّة.
ولكن لماذا فعل “المراد” ذلك؟ لا يعلم البعض إن كان وكيل الدّفاع عن العديد من موقوفي عبرا وعضو المكتب السياسي لــ”تيار المستقبل” والمقرّب من النائب بهيّة الحريري، قد قال موقفه لأمور قانونيّة، فيما البعض لم يستطع أن يُخْرِجَ تبنيه من كونه موقفًا سياسيًا. هكذا يشير البعض إلى أنّ “هبّة النصرة” لا يمكن إلا أن تكون منسّقة ومرتبة من “التيّار الأزرق”!، على ما جاء في صحيفة “السفير”.
الإرهابي أحمد الأسير
وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هؤلاء يريدون تأييد المراد لوكلاء الدفاع عن الأسير بمثابة إراحة لهم، فيما هم يعتبرون أنّ محامِي زعيم معركة عبرا يماطلون ما يرتدّ سلباً على موكليهم. وهذا أيضاً ما فهموه من قرار العميد ابراهيم إرجاء الجلسة لأكثر من شهرين ونصف (تجري العادة أن ترجأ الجلسة شهرًا واحدًا). ويبدو أن الجنرال كمن تحرّر ومعه المحكمة من ضغط إنهاء الملف فيما المحامون يماطلون، فهو الذي كان عازمًا على إنهائه محددًا يومًا خاصًا للدعوى خارجًا عن جدول أيام المحكمة، علما أنّ الجلسات تكبّد الأمنيين عناء عقدها في ظلّ إجراءات أمنية استثنائية ووجود مطلوبين كالأسير ونعيم عباس.
ما فعله المراد يعيد التذكير بـ”نصرة” النائب بهية الحريري لموقوفي عبرا، حينما عيّنت فريقًا من المحامين المحسوبين عليها لتبرئتهم من تهمة قتل جنود الجيش اللبناني في معركة عبرا، بإشراف وزعامة الأسير آنذاك. أداء لا يشير سوى إلى تخصّص تيار “المستقبل” بالدفاع عن قتلة الجيش والإرهابيين، ما يؤكد رعايتهم لكلّ متطرّف هدّد السلم الأهلي في لبنان في الآونة الأخيرة.