المستقبل مأزوماً.. يبحث عن ذرائع للتعطيل

صورة “العهد” تفتح الشهية للتفسيرات السياسية

موقع إنباء الإخباري ـ
علي مطر:

ما زال لبنان ينتظر انفراجات سياسية سواء على صعيد تشكيل الحكومة العتيدة، أو على صعيد التوافق على قانون انتخابات يؤمن التمثيل الصحيح للبنانيين لا سيما المسيحيين، في خضم الهجمة التي يتعرض لها هؤلاء في الشرق الأوسط وما حصل في العراق ويحصل في سورية.
واستبشر المسيحيون في لبنان خيراً عندما تم طرح قانون “اللقاء الارثوذكسي” ووافق حزب الله وحركة أمل على السير بما يراه المسيحيون مناسباً.
ولكن هذا التوافق المسيحي لم يَرُق حزبَ “المستقبل”، لا سيما أن هذه العملية ستخسره ليس فقط مقاعد نيابية، إنما ستخسره حليفيه “الكتائب” و”القوات”، فبدأ مسلسل التعطيل “المستقبلي” بوجه قانون الانتخابات.

بعد إستقالة حكومة الرئيس ميقاتي، تم التوافق على النائب تمام سلام لتشكيل الحكومة، علماً أن سلام يتبع “14 اذار”، ولكن سارعت قوى “8 اذار” للموافقة على سلام كبادرة حسن نية منها من أجل السير بلبنان إلى بر الامان، في ظل الأوضاع الدائرة في المنطقة، لا سيما ما يحصل في سورية والخوف من توسع الازمة في لبنان.

هنا أيضاً لم يَرُق “المستقبل” هذا التوافق فبدأ التعطيل، عبر طرح حكومة التكنوقراط التي من المستحيل تشكيلها في هذا الظرف بالذات، كون لبنان يمر بظروف حرجة ولا بد من حكومة تدير الدفة السياسية في حال حصول أية مشاكل أمنية سياسية واقتصادية.

قدم حزب الله مبادرة للتوصل إلى اتفاق حول قانون الانتخابات عبر النائب علي فياض في لجنة التواصل، واستطاعت هذه المبادرة داخل اجتماع لجنة التواصل أن تحرّك نشاط اللجنة، خلافاً للرتابة التي اتّسمت بها جلساتها الماضية. وفيما خص تشكيل الحكومة أبدى حزب الله رغبته في تسهيل مهمة الرئيس سلام، ولم يضع عقبات في طريقه، على عكس ما يفعل حزب “المستقبل” الذي طرح صيغة التكنوقراط وحاول تسويقها لدى الرئيس المكلف دون تراجع عنها.

ما تنطلق به قوى “8 اذار” لتشكيل حكومة وفاقية، هو ما يعلنه أيضاً النائب وليد جنبلاط، الذي لن يوافق على أية حكومة غير توافقية، وما يريده رئيس الجمهوية ميشال سليمان، وهو ما أعلنه حليف “المستقبل” حزب “الكتائب”، وما تطلبه المصلحة الوطنية، وهذا ما يؤكد أن “المستقبل” يسير عكس تيار التأليف الحكومي، ويحاول وضع العقبات في وجه سلام، وينشر أجواءً من التشاؤم، وبالتالي يريد أن يرمي تعطيله على حزب الله.

وما قالته أوساط في “تيار المستقبل” لـصحيفة “النهار” بأن “ثمة أربعة مؤشرات لا توحي بأن هناك انفراجاً في الأفق وهي: “التصعيد السلبي في لجنة التواصل النيابية على خلفية موقف حزب الله، والتصعيد في اتجاه المصالح التركية في لبنان، والتمسك بحكومة سياسية، ونشر موقع “العهد” الالكتروني التابع لحزب الله صورة للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مع مرشد الجمهورية الاسلامية الامام علي خامنئي للايحاء بأن سلوك الحزب في لبنان هو بتوجيه خامنئي” على حد تعبيرها. هو ينطبق تماماً على حزب “المستقبل” وليس على حزب الله.

فالتصعيد السلبي في لجنة التواصل النيابية هو من قبل “المستقبل” الذي حاول أن يوحي نائبه أحمد فتفت ـ بعد اجتماعات لجنة التواصل ـ بأن الأجواء كانت ساخنة وليس هناك أجواء تفاؤلية، بعكس ما أكده جميع الاطراف، ومنهم نائب رئيس “القوات اللبنانية” جورج عدوان. أما فيما يخص التصعيد بوجه المصالح التركية في لبنان، فإن ما يحصل هو مطالبات من قبل أهالي خُطف ذووهم من قبل مسلحين في سورية، يدعمهم “المستقبل” بشكل أو بآخر، فلماذا لم يسعَ نواب “المستقبل” ورئيسهم سعد الحريري بشكل جدي للإفراج عن المخطوفين، وهل أصبحت المطالبات بالافراج عن لبنانيين تصعيدا؟. وفي حين أن المصادر تقول إن من بين المؤشرات التمسك بحكومة سياسية، فلماذا يتمسك “المستقبل” بحكومة تكنوقراط ولا يناقش في حكومة مطعمة سياسياً على أقل تقدير.

أما فيما يتعلق بالصورة التي نشرها موقع “العهد الالكتروني” للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، فمن المعروف انها ليست الزيارة الاولى للسيد نصرالله الى ايران، وحزب الله يجاهر علناً في هذا الشيء، وبالتالي فما يتحدث عنه “المستقبل” هو ليس إلا هجوما يريد شنه على حزب الله.