المستشارة السياسية للرئيس السوري: الغرب بدأ يدرك ضرورة تغيير أساليبه والاتفاق النووي سيخدم الاقليم والعالم
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية ، الدكتورة بثينة شعبان أن أولوية سورية اليوم إنهاء الإرهاب وتجفيف منابع دعمه لافتة الى أنه لولا صمودها لكانت الصورة في الاقليم والعالم مختلفة وان الغرب بدأ يدرك ضرورة تغيير أساليبه والاعتراف بحقوق وكرامة الشعوب.
وقالت الدكتورة شعبان في حديث الى قناة الميادين .. ان الاتفاق النووي الايراني سيخدم الإقليم والعالم برمته لأنه يمثل توجها نحو الحوار والحلول السلمية والتعامل مع الدول بعيدا عن العقوبات ويعبر عن صمود الشعب الإيراني وقدرة إيران على الدخول في حوار مع الغرب والحصول على نتائج مهمة لها وللإقليم.
وحول إمكانية انعكاس هذا الاتفاق ايجابيا على سورية أوضحت الدكتورة شعبان.. “إن سورية كدولة في هذا الإقليم تستفيد جدا من التوجه نحو السلام وسورية مع الحد من انتشار الأسلحة النووية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط منها” مضيفة.. إن هذا الاتفاق “عبر عن استدارة من الغرب مرحب بها باتجاه الحوار بدلا من العقوبات والتهديد وهذا دون شك يخدم سورية والمنطقة والعالم”.
وعن إمكانية أن تكون إيران قناة تواصل بين سورية والغرب لفتت الدكتورة شعبان الى أن ايران كانت قبل الاتفاق جسر تواصل بين سورية والغرب وعقدت اجتماعات بين إيران وسويسرا وسورية في إيران وفي سويسرا لكن المشكلة أن التواصل مع الغرب بحد ذاته ليس أمرا مهما فهو يتواصل من أجل مصالحه فقط مؤكدة أهمية التواصل مع سورية بشكل مباشر.
وأشارت الدكتورة شعبان الى أنه منذ الفيتو المزدوج الذي أخذته روسيا والصين لصالح الشعب السوري في 4 تشرين الثاني عام 2011 بدأت استدارة العالم بالوقوف مع حق الشعوب والعدل في العلاقات الدولية لكن الغرب ما زال يصارع من أجل فرض الهيمنة.. وقد بدأ يدرك أن عليه ان يغير أساليبه ويعترف بحقوق الشعوب وكرامتها.
وردا على سؤال حول الربط بين الاتفاق النووي الايراني وتفاهمات ستحدث مع ايران حول ملفات في المنطقة بما فيها سورية قالت الدكتورة شعبان: “الذي نعرفه هو أن إيران رفضت أن تربط التفاهم على برنامجها النووي مع ملفات أخرى في المنطقة” معتبرة أنه رفض مبدئي من قبل ايران لأن الغرب لديه أساليبه في الابتزاز.
وشددت الدكتورة شعبان على متانة العلاقات التي تجمع سورية وايران مشيرة الى أن ايران بلد ناضج لا يمكن أن يرضخ للشروط لافتة الى أن علاقات البلدين مبدئية وأساسية وهما حليفان وشريكان حقيقيان أساسيان في التوجه نحو السلم والامن الدوليين.
وحول إمكانية انعقاد مؤتمر /جنيف 3/ ولا سيما بعد تغير الكثير من الظروف أوضحت شعبان أن الموقف السوري كان دائما إيجابيا في الجلوس والذهاب إلى جنيف وفي المبادرات العربية والدولية وحين جلسنا مع ما سمي /الائتلاف/ كنا نعرف اننا نجلس مع صنيعة الدول الاخرى وليس مع معارضة وطنية وهذا نتيجة الاسلوب الغربي في التعامل مع الازمة في سورية مشددة على أن المهم هو سقف الوطن ومن يكون مع وحدة ومستقبل سورية فليعارض ما شاء.
وبشأن الاجندات المطروحة من قبل تركيا لإقامة منطقة عازلة شمال سورية أشارت شعبان الى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بذل اقصى جهده لكي يحصل على موافقة غربية على هذا المشروع ولكنه لم يحصل على هذه الموافقة وأعتقد أن هذا المشروع لم يعد قائما.
وعن زيارة مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا أشارت شعبان الى أن دي ميستورا كان في الصين والتقى الروس والأمريكان و/المعارضة/ ومتوقع أن يصل إلى سورية غدا ليطلعنا على نتيجة محادثاته قبل ان يقدم تقريره الى مجلس الامن في 29 الجاري.
ولفتت شعبان الى الظلم الذي تعرضت له سورية من قبل الاعلام مبينة أن الامر يعود الى واقع اعلامي حيث إن 90 بالمئة من إعلام العالم تسيطر عليه شركات صهيوامريكية و80 بالمئة من الإعلام العربي تموله السعودية وهذا ما جعل مشكلة في الاعلام لدى محور المقاومة والممانعة.
وردا على سؤال عن حل قريب للازمة في سورية قالت شعبان.. “إن التوجه في العلاقات الدولية والاقليمية الان بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني وبعد العلاقة الروسية الامريكية التي مرت في مخاض صعب وعودة الولايات المتحدة الى التعاون مع روسيا في الملفات الاقليمية والدولية كلها موءشرات على ان العالم بدأ يدرك ان هناك خطرا على كل دول العالم وانه لا بد من حوار ذي تكاتف ما لإنهاء هذا الخطر”.
وأوضحت شعبان أن السياسات الغربية في المنطقة وصلت الى طريق مسدود بعد الصمود الذي ابدته سورية والصمود الايراني لافتة الى أن ايران كانت بالأمس بالنسبة الى الغرب دولة معاقبة وتمثل محور الشر وكل هذا تغيير.
وحول الموقف العربي من الاتفاق النووي الايراني أشارت شعبان الى أن مواقف بعض العرب كانت منسجمة تماما مع موقف الكيان الاسرائيلي وتصب في خدمته معتبرة أن صفة العربي يجب أن تطلق فقط على المواقف التي تأخذ مصلحة العرب بعين الاعتبار ولا تؤخذ على المواقف التي تأخذ موقف عدو العرب بعين الاعتبار.
وبشأن المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقامة حلف لمحاربة تنظيم /داعش/ الارهابي قالت الدكتورة شعبان.. “إن الطرح الروسي عن موضوع الحوار مع تركيا والسعودية والاردن مفاجئء والسيد وزير الخارجية قال ان هذه الدول هي التي تستهدف سورية بالأساس وهي التي توءمن التمويل والتسليح ولكن في روسيا صناعة المعجزات وهذا يحتاج الى معجزة اكبر ومع ذلك إذا كانت روسيا ترتئي ان هذا الطريق قد يكون له افق فنحن مع أن نحاول فسورية والقيادة السورية والسيد الرئيس بشار الأسد لن يتوانوا لحظة واحدة عن اي محاولة يمكن ان توقف سفك الدم السوري ويمكن ان تضع حدا لهذه الازمة”.
وأضافت الدكتورة شعبان: “إن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد الارهاب لم ينجز شيئا في العراق وسورية ولم يحقق على الاقل الهدف الذي اعلن انه سيحققه من محاربة /داعش/ ولذلك مجرد طرح الرئيس بوتين لهذا الموضوع قد يعني ان هناك تفاهما ما امريكيا روسيا بان تتغير طبيعة هذا التحالف ليصبح تحالفا فعالا بوجود روسيا وتركيا والسعودية معتبرة أنها استدارة من قبل الولايات المتحدة للمنطق الروسي الذي نبه منذ بداية هذا التحالف الى انه لن ينجح ما لم يضم الدول المعنية روسيا ودول المنطقة”.
وأكدت الدكتورة شعبان أن الاولوية في سورية اليوم هي مكافحة الارهاب ووقف تمويله ودعمه وايجاد تعاون حقيقي بين الدول في محاربته اما بالنسبة للإصلاحات والوضع السياسي في سورية وما يجب ان يجري فهذا قرار الشعب السوري منذ اليوم الاول فالأمور واضحة في ذهننا لكن المشكلة في التداخلات والاجندات الاخرى التي تريد ان تفرض ذاتها على بلدنا.
وفيما يتعلق بتصريحات نبيل العربي تجاه سورية أشارت الدكتورة شعبان الى أن مواقف نبيل العربي تجاه سورية كانت منذ بداية الازمة متذبذبة ولن تعنينا كثيرا لافتة الى أن /الجامعة العربية/ وقفت رأس حربة ضد الشعب السوري منذ 2011 وحتى قبل الازمة لم تكن ذات موقف فعال في الوضع العربي.. سورية تريد أن تعود الى جامعة عربية فعالة لديها قرار وتساهم في الموقف العربي فعلا وما يعنينا هو اعادة صياغة العالم العربي بما يؤمن استقلالا وكرامة حقيقية لسورية والعرب جميعا.
وقالت الدكتورة شعبان.. إننا أمام لحظة فارقة في الاقليم وفي العالم مشيرة إلى ما تسير به روسيا من مؤسسات سواء كانت /بريكس/ أو شنغهاي وإلى التعامل الروسي مع الولايات المتحدة ومع الغرب عبر أسس لمنهجية جديدة هادئة ومتوازنة.