المراوح الإسرائيلية تحرك الجولانين: رفض شعبي للتغيير الديمغرافي والاقتصادي
خرجت بعد ظهر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني/يناير مظاهرات شعبية في جميع قرى الجولان المحتل، ضد مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتركيب مراوح هوائية لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقالت مصادر لـ “وكالة أنباء آسيا”، إن المظاهرات التي خرجت في ساحة “سلطان باشا الأطرش”، في قرية “مجدل شمس”، المحتلة، هي بداية التحرك الشعبي الذي أسس له منذ شهر نيسان الماضي ضد المشروع الاستيطاني الجديد الذي يأتي ضمن سلسلة من الخطوات التي تعتزم حكومة الاحتلال تنفيذها في الجولان.
المراوح.. ومشاريع أخرى
بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مشروع المراوح الهوائية لتوليد الطاقة الكهربائية خلال الأسبوع الماضي، ويستهدف المشروع تركيب 72 مروحة بين القرى المحلتة المأهولة بالسكان، وبواقع 42 مروحة في منطقة تل الفرس و30 مروحة في سهل المنصورة، وذلك بهدف توليد الطاقة الكهربائية لتخديم المنطقة وفقاً لمزاعم “تل أبيب”، إلا أن استطاعة توليد هذا العدد من المراوح الهوائية يفوق الاحتياج الحقيقي للمنطقة، إذ تؤمن المروحة الواحدة 3 ميغاوات في الساعة، وهي كمية تكفي لـ 1500 بيت، علماً أن عدد البيوت في قرى الجولان لا يتجاوز الـ 5000، أي أن خمس مراوح تكفي لتأمين الكهرباء لبيوت هذه المنطقة.
تعتبر أراضي الجولان المحتل “أراض زراعية”، وفقاً للمعايير الدولية، إلا أن حكومة الاحتلال قررت الاستيلاء على هذه الأراضي بحجة أن سرعة الرياح وكميتها، في الجولان المحتل هي الأعلى من بين الأراضي التي تحتلها، ووفقاً لتقديرات الجدوى الاقتصادية من المشروع الإسرائيلي، فإن حكومة الاحتلال تنوي تأمين مرابح تقدر بـ 206 مليون شيكل إسرائيلي من كل مروحة سنويا، ما يعادل 600 ألف دولار أمريكي تقريبا، كما تنوي حكومة الاحتلال أن تولد نحو 10% من احتياجها السنوي للطاقة مما يسمى بـ “الطاقة النظيفة”، أو “المصادر الطبيعية”.
المشروع الإسرائيلي الذي تم التعاقد مع شركة “إنرجيكس”، على تنفيذه منذ العام 2013، سيقام بين قرى “مجدل شمس – عين قينة – بقعاثا – مسعدة”، وأبعد هذه القرى عنه تفصلها مسافة 1.8 كم عن أول مروحة، وستنصب هذه المراوح على منصات إسمنتية يبلغ وزن الواحدة منها 1100 طن من الاسمنت بقطر يتراوح ما بين 9-15 متر، كما يبلغ ارتفاع المروحة نحو 200 متر، ويحتاج المشروع إلى تعديل في البنية التحتية للتيار الكهربائي في المنطقة وشق طرقات إضافية تصل بين المراوح، ما سيزيد من المساحات التي سيتم الاستيلاء عليها من قبل سلطة الاحتلال، إضافة إلى التغيير الجذري في البنية الاقتصادية للمنطقة وتحويلها من العمل الزراعي إلى الصناعي.
عاد مشروع المراوح الكهربائية للظهور إلى العلن بعد إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، بـ “اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على الجولان السوري”، وهو مشروع يوازي نية “تل أبيب”، إقامة 30 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الموجودة في الجولان، بهدف توطين 250 ألف إسرائيلي في المنطقة، كما سيزيد عدد سكان مستوطنة “كاتسرين”، التي تعد كبرى مستوطنات الجولان، ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى خلق فرص عمل ومشاريع في مجالَي المواصلات والسياحة، إلى جانب الاستثمار في البنى التحتية المتعلقة بالمواصلات والسياحة، وقد أزالت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نيسان الماضي وحتى الآن “حقول ألغام”، من مساحة تقدر بـ 80 دونم من الأراضي القريبة من “شريط الفصل”.
تحرك شعبي
بدأت حركة رفض المشروع عقب إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن نيتها الجدية بتنفيذ المشروع في الربع الأول من العام الماضي، ومن خلال مجموعة من الشبان الذين أطلقوا على حملتهم اسم “التحرك الشعبي دفاعا عن الأرض”، نفذت مجموعة من الاجتماعات والمحاضرات لتوعية سكان القرى المحتلة ضد المخاطر السياسية والاقتصادية والبيئية للمشروع الإسرائيلي، ونفذ الاعتصام الأول ضد المشروع في الثاني من شهر نيسان من العام الماضي.
وتأتي المظاهرات التي خرجت اليوم ضد المشروع الإسرائيلي ضمن استمرارية الحراك الشعبي ضد المشاريع الإسرائيلية التي تستهدف تغيير بنية الجولان السوري الديموغرافية والاقتصادية على حساب السكان الأصليين، ووسط الصمت الدولي المطبق على الأنشطة الإسرائيلية وممارسة تل أبيب لسياسة الأمر الواقع، وذلك رغم اعتبار الأمم المتحدة للجولان السوري “أرضاً محتلة”،يصر السكان على مواصلة العمل على الرغم من ضعف احتمالية التأثير على الرأي العام الدولي أو أي تحرك من قبل “مجلس الأمن الدولي”.