المخاوف الإقتصادية ترفع الفائدة التركية إلى 20%
تدهور الوضع الاقتصادي التركي بشدة لدرجة أنّ المصرفيين والتجار بدأوا يتحدثون عن الحاجة إلى تدخل صندوق النقد الدولي، الذي كان موضوعاً محظوراً في الدولة حتى وقت قريب.
وبدأ البعض يشعر بالقلق من قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض ضوابط على رأس المال كمحاولة أخيرة لتجنّب رفع أسعار الفائدة ووقف هبوط العملة. ومُنيت الليرة التركية بخسارة جديدة بنسبة 5% من قيمتها في مواجهة الدولار امس لتسجل مستوى قياسياً جديداً أمام العملة الأميركية.
وواصلت العملة التركية رحلة الهبوط، بعد أن فقدت الخميس 2% من قيمتها حيث وصل سعر الدولار إلى 5.4 ليرات، فيما بلغ اليورو 6.3 ليرات.
وجاء الانخفاضان الأخيران بعد فشل وفد برئاسة نائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال، في التوصّل إلى اتفاق مع واشنطن حول عدد من القضايا، بينها اعتقال القس الأميركي أندرو برانسون الذي تسبب في أزمة في العلاقات بين البلدين.
وتبادل البلدان فرض عقوبات على وزراء من الجانبين، بسبب الخلاف على سجن القس بتهمة الإرهاب منذ نحو العامين.
وألحقت التوترات ضرراً كبيراً بالعملة التركية التي خسرت أكثر من 40% من قيمتها هذا العام.
وبما انّ الانتخابات التي وقعت في شهر حزيران الماضي منحت أردوغان سيطرة على الاقتصاد، نَمت المخاوف من أنه سيتبنى بعض الأفكار غير التقليدية ويضر الوضع الاقتصادي.
لقد أضاعت تركيا فرصة خلال هذه الفترة لتوجيه عشرات المليارات التي حصلت عليها من الخارج إلى مكاسب إنتاجية طويلة الأجل، ودفنت الكثير منها في مشاريع البناء ومراكز التسوق بدلاً من ذلك.
وحالياً لا يبدو الوضع مبشّراً بالخير لتركيا، فقد تجاوزت نسبة التضخم 15%، ووصلت عوائد الديون التي تصدرها الحكومة إلى مستويات قياسية، وبدأت الليرة في الانهيار. ولا تضرّ هذه الأوضاع المستهلك ومدخراته فقط، بل تضرّ ميزانيات الشركات وخاصة تلك التي اقترضت بكثافة وبالعملات الأجنبية، وتعاني الآن من عبء متزايد بسبب تدهور الليرة وارتفاع تكاليف القروض.
وبدلاً من تخفيض الدين الحكومي والضغط على البنك المركزي لتهدئة الاقتصاد من خلال رفع أسعار الفائدة، يريد أردوغان الاستمرار في تخفيض أسعار فائدة لتمويل مزيد من البناء. وفي حين أنّ البنك المركزي رفع أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس منذ نيسان الماضي، إلّا أنّ ذلك لم يكن كافياً للسيطرة على التضخم.
وبالنسبة للاستثمارات، تجاوزت تركيا الأرجنتين باعتبارها أسوأ مكان في العالم لمستثمري الديون السيادية مع ارتفاع العائد على سندات العشر سنوات إلى أعلى من 20%، وهو أعلى مستوى له. كما وصل عجز الحساب الجاري إلى أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي للعام الجاري، وبالتالي يتطلب من تركيا أن تعمل باستمرار على جذب تمويلات خارجية.
أسواق العملات
زاد الدولار الى أعلى مستوى في 13 شهراً مقابل سلة من العملات امس، كما حقق الين مكاسب كبيرة، مع تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية والخلافات الدبلوماسية. وانخفض اليورو الى أدنى مستوياته منذ تموز 2017، فيما هبط الجنيه الاسترليني الى أقل مستوى في سنة وسط تكهنات بأنّ بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق بخصوص العلاقة بينها وبين بروكسل في المستقبل.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل مجموعة من 6 عملات رئيسية، ما يزيد عن 0.6 بالمئة إلى 96.103 وهو أعلى مستوياته منذ تموز 2017.
وانخفض اليورو 0.75 بالمئة إلى 127.13 يناً، وخسر الاسترليني 0.25 بالمئة إلى 142.03 يناً وهبط الدولار الاسترالي 0.85 بالمئة إلى 81.29 يناً.
وتراجع الاسترليني 1.55 بالمئة هذا الأسبوع في ظل مخاوف بشأن ما يطلق عليه الخروج «الصعب» لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وانخفض الاسترليني نحو 0.2 بالمئة إلى 1.2830 دولار، بعد أن بلغ أدنى مستوى في سنة عند 1.2798 دولار.
وهبط اليورو 0.6 بالمئة إلى 1.1438 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ تموز 2017.
وانخفض الدولار 0.1 بالمئة إلى 110.98 ينات، ليبتعد عن أعلى مستوى حققه في الجلسة عند 111.165 يناً.
بورصة بيروت
جرى امس تداول 69348 سهماً في البورصة المحلية قيمتها 0.68 مليون دولار، مع غلبة الاتجاه الانخفاضي لاسعار الاسهم المتداولة. وذلك من خلال 21 عملية بيع وشراء لـ7 انواع من الاسهم. وارتفع سهمان وتراجعت 5 اسهم اخرى.
وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.39 % الى10.183 مليارات دولار. اما انشط الاسهم فكانت على التوالي:
1) شهادات بنك بلوم التي تراجعت 0.9% الى 9.91 دولارات مع تبادل 40500 سهم.
2) اسهم بنك بلوم التي تراجعت 0.5% الى 9.95 دولارات مع تبادل 17200 سهم.
3) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي زادت 1.59% الى 7.02 دولارات مع تبادل 4453 سهماً.
4) شهادات بنك عودة التي تراجعت 3.07 % الى 5.20 دولارات مع تبادل 3343 سهماً.
5) شركة هولسيم لبنان التي ارتفعت 1.71% الى 16.05 دولاراً مع تبادل 200 سهم.
الاسهم العالمية
هبطت الأسهم الأوروبية صباح امس في الوقت الذي أثّرت مخاوف بشأن انخفاض الليرة التركية سلباً على السوق، مع وقوع البنوك الأكثر انكشافاً على أنقرة ضمن قائمة أكبر الأسهم الخاسرة. وانخفضت أسهم بي.إن.بي باريبا الفرنسي وأوني كريديت الإيطالي وبي.بي.في.إيه الإسباني نحو 3 بالمئة بعد أن نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريراً قالت فيه إنّ البنك المركزي الأوروبي قلق إزاء انكشافه على تركيا في ضوء انخفاض الليرة الكبير.
وفيما تراجعت معظم القطاعات، تصدرت البنوك القطاعات المنخفضة ليتراجع مؤشر القطاع 1.3 بالمئة. وهبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5 بالمئة، وانخفض مؤشر نيكي في بورصة طوكيو للأوراق المالية لأدنى مستوى في شهر عند الإغلاق امس في الوقت الذي تراجعت الأسهم بعد أن خفض مورغان ستانلي الأميركي نظرته المستقبلية، ما بدّد أثر أي دعم للسوق من نمو الاقتصاد الياباني الذي جاء أفضل من التوقعات.
وانخفض مؤشر نيكي القياسي 1.3 بالمئة ليغلق عند 22298.08 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 12 تموز.
الذهب
إنخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1206.29 دولارات ليحوم بالقرب من أدنى مستوياته في سنة عند 1204 دولارات، والذي بلغه الأسبوع الماضي. ويتجه المعدن الأصفر صوب تسجيل خامس انخفاض أسبوعي على التوالي.
وانخفض الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.5% إلى 1213.4 دولارا للأونصة. بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.6% إلى 15.32 دولاراً للأونصة.
وتراجع البلاتين 0.4% إلى 827.20 دولاراً للأونصة، فيما خسر البلاديوم نحو 1% إلى 899.10 دولاراً للأونصة.