المجلس النيابي، من التشكيل والشكل إلى جوهر المضمون
موقع قناة المنار-
أمين أبوراشد:
إنتخاب اللجان البرلمانية ورؤساء ومُقرِّري هذه اللجان، لا يدخل ضمن منطوق المُحاصصة كما درجت التسمية في لبنان، بل هو كما مُتعارف عليه في الأنظمة الديمقراطية المُتقدِّمة، إئتلاف بين القوى السياسية، ولو أن الديمقراطية في لبنان هي ميثاقية توافقية بالنظر الى تركيبة النسيج اللبناني.
وعسى النواب الجُدد، الذين اعتادوا انتقاد المُحاصصة، يقتنعون وبشكلٍ نهائي، بعدم جدوى استخدام هذا التعبير، بعد أن انضموا الى مختلف اللجان ضمن ائتلافات سياسية راعت كل القوى وفق أحجامها، لأنه آن أوان الإنتهاء من الشكليات بعد انتخاب اللجان، وحان موعد الجلسات المُنتِجة وفتح الملفات الضاغطة، والإطِّلاع على مضمون الملفات سواء ما يعتبرونها عالقة في الأدراج، أو تلك التي استجدَّت في ما يرتبط بالأمور السيادية، وفي طليعتها ملف ترسيم الحدود البحرية، حيث لبنان دخل مرحلة مواجهة حول موضوع مصيري كما وصَّفها السيد نصرالله في إطلالته مساء الخميس.
هنا نسمح لأنفسنا بالتوجُّه الى بعض النواب، وخاصة مَن يعتبرون أنفسهم محسوبين على الحراك، بضرورة مقاربة المسائل بمسؤولية وهدوء، وأن يُخرجوا أنفسهم من كونهم “سكُوب” إعلامي سلبي ضدّ الدولة، لسببٍ ومن غير سبب، عند كل خطوة استعراضية يقومون بها.
على أية حال، نُحيي الموقف اللبناني الموحَّد في الحرص على حقوق لبنان السيادية، سواء على مستوى رئيس البلاد ورئيسي النواب والحكومة، أم على المستوى الشعبي المُتضامن من أجل هذه الحقوق، لكن بالعودة الى المقارنة في الأمور الكبرى التي شاءها السيد نصرالله، بين تحرير الأرض الذي يحتمل عامل الوقت بانتظار ضمان مقوِّمات الإنتصار المؤكد مع أقل حجم من الخسائر، وبين حقول وآبار نفطٍ وغاز، حيث عامل الوقت والتباطؤ في استخراج خيراتها من الجانب اللبناني قد يُفرِغ مخزوناتها لو لم يُردع العدو عن ارتكاب حماقة محاولة الإستخراج قبل انتهاء المفاوضات، والرسالة قد وصلته على كل حال، ووصلت إدارة الشركة المُشغِّلة لباخرة الحفر.
نعم، الملفات التي تنتظر النواب القدامى والجُدد كبيرة، كما أية حكومة جديدة، والشعب اللبناني الذي ينتظر من المجلس الجديد تشريعاتٍ وقوانين، من بينها المالية والمصرفية والإقتصادية والحياتية، قد لا تكون حتى أمور الكابيتال كونترول والأموال المنهوبة سابقاً ومكافحة الفساد، أكثر أهمية عنده من مخاطر سرقة خيراته في البحر، ما لم ترتقِ كل الطبقة السياسية عندنا الى مستوى احتضان الأمور الوطنية والخيرات اللبنانية، خاصة تلك التي اعتبرها السيد نصرالله الأمل الوحيد للشعب اللبناني…