المتهم… هستيريا الفشل؟!

تفجير “منطقة الجناح” المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت صباح هذا اليوم (الثلاثاء) له هدف واضح ولا رسالة من وراءه.. هدفه جر الجمهورية الاسلامية والمقاومة الى حرب هامشية على الساحة اللبنانية تكون قوى المقاومة فيها بحالة ردة فعل.

لكن لماذا هذا التصعيد الخطير، الذي يستهدف كيان الدولة اللبنانية وما هي اسبابه؟

الاجابة على هذا السؤال تستدعي استقراءاً لجميع الساحات التي يدور فيها الصراع بين مشروع “المقاومة” ومشروع “الخيانة” والاستلاب الخليجي والاعرابي.. ولابد من الاحاطة بالوضع في العراق وسوريا واليمن ومصر وفلسطين ولبنان وافغانستان ومشاهدة تعثر المشروع الخياني رغم الاموال والجهود التي انفقت عليه والحشد الذي قام به اتباع الشيطان.. انهم يتراجعون ولم يبق امامهم سوى الانتقام من الجميع بسياراتهم المفخخة!

ان “هستيريا الفشل” الذي تعاني منه السعودية وجبنها في مواجهة الحقيقة والمواجهة الرجولية يدفعها الى هذا النوع من الافعال التي ـ حسب حساباتها ـ لاتكلفها شيئاً فالانتحاري وضحاياه كلهم من خارج دائرتها ولن يكلفها ذلك سوى بضعة براميل من نفط اهل الجزيرة العربية الذين لا يجدون ما يحميهم امام سيول الامطار في كل عام!

وما المال الذي بين يدي الامراء الا للهو او البغاء او القتل.. هو ـ اي المال النفطي ـ للقمار في لاس فيغاس والعهر في روتانا وام بي سي وال بي سي واي ار تي و… ولشراء ذمم في العربية والحياة والشرق الاوسط، وللقتل عند النصرة وداعش وجيش محمد وجيش جهنكوي وطالبان وفتح الاسلام ولواء التحرير وجند الله وجيش النقشبندية و… الخ، من المتأسلمين الذين تحول الدين على يديهم الى ثوب قصير ولحية طويلة وسكين للذبح!!

ان تفجير سفارة يعني بالدرجة الاولى الاعتداء على سيادة البلد المضيف وكيان دولة لطالما تشدق “الحريريون” حواضن الارهاب بالدفاع عنها، ويعني الذهاب بالوضع الامني اللبناني الى حرب سفارات، وهم يعلمون جيداً ان الطرف المقابل بامكانه الوصول الى اوكار التجسس والارهاب في اي نقطة من لبنان، لكنهم بالمناسبة يراهنون على مبدأية ايران وجبهة المقاومة والتزامها بادب المخاصمة حتى، كما راهن من قبل “احد الصحابة” الفارين من امام سيف علي بن ابي طالب عليه السلام على عفته ومبدأيته، فنجا بعد ان كشف عورته!! وهؤلاء اتباع ذلك البطل المغوار!!!!

قد يقول قائل انك تتجنى قبل الكشف عن ملابسات الجريمة وتصدر حكماً متسرعا، فقد يكون هناك طرف ثالث يريد الوقيعة بين المسلمين، الم يقل الايرانيون انفسهم ذلك؟

اقول: اقول في تحليلي لا يوجد طرف ثالث، فالطرف الثالث الذي ترونه (وتقصد به دويلة الصهاينة) يقف في جبهة واحدة مع التكفيريين والوهابيين والخليجيين.

هو يعلن عن ذلك مراراً وتكراراً.. ثم ان الوقائع والاحداث كلها تقول بوجود حلف متطرف في جبهة العدو عماده “فرنسا واسرائيل والانظمة الخليجية والتكفيريين”..

انظروا الى المواقف السياسية للاطراف التي ذكرتها وقارنوا بينها، انظروا الى صفقات السلاح الجديدة والاتفاقيات العسكرية والامنية والتدريبات المشتركة.. ستجدون ان الكيان الاسرائيلي في عمق المشهد الخليجي ـ التكفيري وليست خارجه.

ولن اتحدث عن الرد هنا.. فكل يرد على شاكلته؟ لكنني اتهم السعودية واسرائيل معاً لان النظامين يعيشان هستيريا القوة الايرانية والاتفاق النووي وجنيف 2.
علاء الرضائي – موقع قناة العالم