المتطرفون يحولون السجون الأوروبية إلى قنبلة موقوتة
الميادين نت
عودة عدد غير مسبوق من الجهاديين من المناطق التي يسيطر عليها داعش خلال العام الماضي وضع السجون الأوروبية في مأزق أكبر. من أجل إبعاد المسلحين من الشوارع ترمي السلطات الكثيرين منهم في السجن بيد أنها تحقن السجون المكتظة بمتطرفين ذوي قدرات قتالية عالية. المسؤولون عن السجون يواجهون أيضاً خياراً صعباً بين استيعاب المقاتلين بين النزلاء الآخرين حيث يمكن أن يتسببوا بتطرفهم أو تركيز وجودهم في عنابر خاصة حيث تكون قدرتهم أكبر على التخطيط للمؤامرات.
فاجأ صعود داعش أنظمة السجون الأوروبية. إرهابيون مدانون بعضهم يقضي حكماً بالسجن أقله لعامين يتصدرون قوائم السجناء في سجون مثل فلوري ميروجي في فرنسا.
بحسب السلطات فإن الكثيرين يستخدمون السجن من أجل إقامة علاقات مع صغار المجرمين في الضواحي التي تقطنها اغلبية مسلمة في المدن الأوروبية بهدف استمالتهم للانضمام إلى المهمات الجهادية في العراق وأفغانستان وسوريا أو تنفيذ هجمات في بلدانهم.
عودة عدد غير مسبوق من الجهاديين من المناطق التي يسيطر عليها داعش خلال العام الماضي وضع السجون الأوروبية في مأزق أكبر. من أجل إبعاد المسلحين من الشوارع ترمي السلطات الكثيرين منهم في السجن بيد أنها تحقن السجون المكتظة بمتطرفين ذوي قدرات قتالية عالية.
مسؤولو السجون يواجهون أيضاً خياراً صعباً بين استيعاب المقاتلين ضمن نزلاء السجون حيث يمكن أن يتسببوا بتطرف الآخرين أو تركيز وجودهم في عنابر خاصة حيث تكون قدرتهم أكبر على التخطيط للمؤامرات.
تقول أدلين هازان التي تترأس الوكالة الرسمية المسؤولة عن السجون الفرنسية “نجلس على قنبلة موقوتة”.
82 فرنسياً ادينوا بتهمة الإرهاب منذ صيف 2012 و154 إرهابياً ينتظرون محاكمتهم في السجون وفق مكتب المدعي العام في باريس. يضاف إلى هؤلاء أكثر من ألف سجين تحت المراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات للاشتباه بأنهم متطرفون بحسب مسؤولين فرنسيين.
يقول أحد السجناء (52 عاماً) الذي دخل وخرج من السجن طوال عقد من الزمن “إن المتطرفين بدأوا يتواصلون مع اللصوص وتجار المخدرات من أجل نشر أفكارهم” مضيفاً إنهم “مستعدون للترويج لقضيتهم بكل الطرق الممكنة”.
بحسب التقارير فإن صعوبة التواصل بين المتطرفين وراء جدران السجون لا تذكر. وصادرت الاستخبارات الفرنسية مجموعة من الهواتف الخلوية في أحد السجون أظهرت أن العديد من السجناء كانوا يتواصلون مع أشخاص في سوريا واليمن. وكانت الصورة الخلفية الأكثر استخداماً علم داعش.
محمدو سي (24 عاماً) سجن لثلاث سنوات في فلوري ميروجي بتهمة تجارة المخدرات يتذكر كيف أن مجموعة من الرجال معسولي الكلام والمتعملين كانوا يقومون بجولات في السجن ويستعبدون سجناء آخرين فضلاً عن تعليمهم القتال بالأيدي كمهارة مفيدة في السجن.
يقول سي الذي نقل إلى سجن آخر قبل خمسة أشهر “إذا كنت ضعيفاً فأنت هالك”.
في محاولة للتخفيف من هذه الهالة حول السجناء المتطرفين بدأت الحكومات الأوروبية باختبار تدابير خاصة مثل عزل المتطرفين عن السجناء الآخرين في طوابق أو عنابر خاصة.
في بلجيكا، أكبر البلاد توريداً لمقاتلي داعش، تم تحديث سجنين خاصين بالمتطرفين في نيسان/ ابريل. ويتضمن كل سجن غرفة لعشرين سجيناً.
تريد الحكومة البلجيكية إبقاء المتطرفين ضمن نزلاء السجن الآخرين لأطول فترة ممكنة على أن تنقلهم إلى العنابر الجديدة في حال ضبطتهم وهم يجندون سجناء آخرين وفق المتحدث باسم وزارة العدل البلجيكية، مضيفاً “لا نريد غوانتانامو آخر”.
أما المقاربة الأكثر ليونة فتعتمد على علاج التطرف من خلال اعادة دمج المتطرفين في المجتمع الأوروبي. وتقضي هذه الطريقة بدخول أطباء ومساعدون اجتماعيون وائمة معينين من الدولة إلى السجون من أجل لقاء المتطرفين ومحاولة تأهيلهم قبل الإفراج عنهم.
ويرى المنتقدون لهذه المقاربة أنها غير فعالة وبعيدة عن الهدف الرئيسي بتأمين السلامة العامة. في فرنسا التي ولدت المزيد من مقاتلي داعش بدأت السلطات بتجميع المتطرفين مع بعضهم البعض في غرف خاصة. لكن هذا الإجراء فشل في عزلهم عن باقي السجناء. إذ إن غرفهم غالباً ما تكون موجودة في تكتلات يتواجد فيها سجناء آخرون وحيث يمكن تمرير الرسائل بين الزنازين من خلال الشراشف أو حتى الكلام الشفهي.
وأثارت هذه المبادرة جدلاً وسط كبار المسؤولين في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند. ففي حين أثنى بعض الوزراء علناً الاجراءات كجزء من إصلاح طال انتظاره فإن مسؤولين آخرين عبروا سراً عن استيائهم وفق مطلعين على هذه القضية.
وقال مسؤول سابق في مكافحة الإرهاب “هذا يعد جنوناً. حيث إننا نضع إرهابيين لم يعرفوا بعضهم من قبل وينتمي كل منهم لجماعات مختلفة في المكان نفسه بما من شأنه مساعدتهم على إقامة شبكات متماسكة يصعب اختراقها”.