الكيان الصهيوني.. إهتراء وصراع على السلطة
صحيفة البعث السورية-
محمد نادر العمري:
يبدو أن رئيس الحكومة الصهيونية السابق وزعيم المعارضة الحالي في الكنيست الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ما زال يصر على مجابهة كل الخصوم، واضعاً نصب عينيه العودة للسلطة، وهو السبب الذي أدى إلى فشل الاتصالات السرية التي تمت خلال الأسابيع الخمسة الماضية بين مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وممثلي النيابة العامة والتي تمحورت حول إمكانية التوصل لصفقة لإنهاء أحد قضايا الفساد الموجهة ضد نتنياهو.
وقد أوردت صحيفة “معاريف” السبب في فشل الاتصالات لرفض النيابة العامة طلب نتنياهو تخفيض العقوبة، وألا تصل لمرحلة تمنعه من الترشح للانتخابات في الفترة القادمة، بالإضافة إلى ذلك عدم زجه في السجن، وهو ما قد يشكل عقبة أمام استكمال نتنياهو حياته السياسية والتي على ما يظهر أنه يحاول العودة إليها من خلال ثلاث مؤشرات:
أولاً: سعيه لتحميل حكومة نفتالي بينت الائتلافية مسؤولية كل ما يحصل من تقدم في ملف النووي الإيراني، ونجاح التفاوض الذي يحصل في فيينا، وهذا ما جاهر به نتنياهو أكثر من مرة داخل الكنيست، زاعماً أن بينت يهمه السلطة وهو لايفعل شيء لمنع انتصار إيران.
ثانياً: استمرار اجتماعات نتنياهو مع الأحزاب الدينية المتطرفة بشكل أسبوعي، وزياراته المتكررة لمناطق انتشار هذه الأحزاب داخل الأراضي المحتلة، وإدعائه بأن حكومة بينت تسعى لتكريس العلمانية، وتحرص على احتواء الأحزاب الدينية إلى أن يحين الفرصة لـ بينت لسحب البساط من تحت الأحزاب الدينية ومطالبها وامتيازاتها.
ثالثاً: استمرار التواصل بين نتنياهو مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على إدارة بايدن للوصول لصفقة تتيح لنتنياهو العودة للحكم، أو تدعم ترشحه في حال قدوم إدارة أمريكية جديدة تطيح ببايدن.
بالتزامن مع مسار التفاوض الحاصل بين النيابة العامة ونتنياهو، وفي السياق الذي يؤكد إصرار خصوم الأخير على إخراجه من دائرة المنافسة وحلبة الصراع السياسي، ووضع حد لحياته السلطوية، وصف أحد رؤساء الحكومات الصهيونية السابقين، إيهود أولمرت، “نتنياهو وأفراد عائلته” بالمرضى النفسيين الذين يطمحون فقط للسلطة، وأنهم لايفكرون بشيء غير السلطة، وهم يعلون مصالحهم الذاتية على مصالح الجميع، كاشفاً لتأكيد ذلك بأن لديه الوثائق والأدلة التي تشير إلى أن نتنياهو على استعداد لبيع “إسرائيل” لتحقيق بقائه الشخصي، فهو باع المصالح الأمنية الأكثر حساسية، وسرب أسرار المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” خلال عملية عسكرية لتحقيق إنجاز سياسي.
وفي إطار الحملة التي تشن على نتنياهو، ساهمت وسائل الإعلام الإسرايلية في إدانته وإظهار مدى تورطه في قضاية فساد وامتلاكه للأموال بشكل غير شرعي، ومن بين هذه المواقع موقع “ايديعوت احرنوت”، التي نشرت تقرير مفاده: “صحيح أن الرجل وأبناء عائلته يتميزون بالبخل الشديد وتلقي الهدايا وعدم دفع مقابل مالي لشراء أغراض خاصة، والانتهازية واستغلال المنصب حتى وصل الأمر إلى الكشف عن أن نتنياهو لا يحمل محفظة شخصية، إلا أنه لم يكن يملك الثروة التي يملكها اليوم قبل تسلمه السلطة”، حيث قدرت الصحيفة ثروة نتنياهو الشخصية بأكثر من 17 مليون دولار تشمل الأموال المودعة في البنوك، فضلاً عن البيوت التي يملكها، وعلى نحو خاص القصر في مستوطنة مدينة قيصرية، الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط”.