الكيان الإسرائيلي بين نافذة جحيم غزّة وبوابة جحيم لبنان
موقع العهد الإخباري-
عمر معربوني:
امّا وقد أظهرت المقاومة الفلسطينية بأسها الى العلن يبرز السؤال الطبيعي: هل شاهدنا كل بأس الفلسطينيين ام ان طوفان الأقصى في بداياته؟
لا يختلف اثنان في العالم ومن بينهم قادة الصهاينة انفسهم ان المقاومة الفلسطينية باغتت الجميع وحقّقت المفاجأة بابعادها الثلاثة الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية مقابل اخفاق إسرائيلي استخباراتي وعسكري واعلامي.
لكن يبقى ان التضليل الإستراتيجي الأعظم هو ما فعلته حركة حماس على مدى السنتين الفائتتين حين اوهمت كل العالم بأنها خارج المعادلة الصراعية وتركت حركة الجهاد الإسلامي تخوض جولات القتال لوحدها.
في السابع من تشرين الأول/ اوكتوبر 2023 ادركنا جميعاً ان مواقف حماس السابقة وعدم اشتراكها في جولات القتال كان أمراً مخطّطاً ومتفقاً عليه مع حركة الجهاد ومع باقي قوى محور المقاومة.
في الكيان الإسرائيلي توحد الجميع باعتبار ان ما يحصل هو تهديد وجودي وهو امر يعكس حالة الإرباك التي ضاعفت التوحش الإسرائيلي في استهداف قطاع غزة، وعلى فداحة الثمن الذي سيُدفع من دماء الفلسطينيين إلا أن هذا الكيان خطى خطوة كبيرة نحو الزوال على الرغم من كل الحشد العسكري الذي أتى به الى غلاف قطاع غزّة وعلى الرغم من كل الدعم السياسي والمالي من الغرب الجماعي.
على المستوى النفسي من المؤكد ان ما يمر به شعب الكيان هو باعتقادي الأقسى والأصعب عبر التاريخ ليجعلهم يعيشون مجددًا عقدة نبوخذ نصّر والهلع من دخولهم في مرحلة الخراب التام.
على المستوى العسكري حقّقت المقاومة الفلسطينية المفاجأة على المستويات الثلاثة: الإستراتيجية والعملياتية – التعبوية والتكتيكية، حيث كنّا أمام عمل عسكري لا نمطي. يقابله فشل كبير استخباراتي وعسكري واعلامي وتقديري أن الفشل الإعلامي هو الأخطر على كيان العدو حيث تربح المقاومة ومعها كل المحور معركة الصورة لدرجة أن من تمت تعبئتهم من جنود وهم بحسب إعلام العدو 300 الف جندي سيدخلون المعركة مهزومين سلفًا حيث سترافقهم في كل خطوة صور رفاقهم في فرقة غزّة والوية النخبة وهم يُقتلون ويُؤسرون.
ما حقّقته المقاومة حتى اللحظة هو كسر لا يمكن ترميمه لهيبة الكيان برمّته وليس للجيش فقط، والأخطر على كيان العدو هو سقوط الفكرة التي قام عليها الكيان وهي الهجرة الى فلسطين حيث سنشهد بالتأكيد هجرة مئات الآلآف بعد انحسار العاصفة مضافًا إلى ذلك السقوط النهائي لمقولة بن غوريون وهي الرهان ببقاء الكيان على موت الصغار ونسيانهم، لنكون أمام ملحمة يُسطّرها أحفاد الكبار الذين رحلوا.
في غزّة بعض بأس في القدرات والإمكانيات هزّ أركان الكيان، وإن صحّ التعبير هي نافذة من نوافذ الجحيم الذي سيُدخل الكيان في اللاعودة.
وإن كان ما يحصل الآن على أرض فلسطين المحتلة هو نافذة من نوافذ الجحيم أربكت ودفعت قادة الكيان إلى الجنون فكيف سيكون الحال اذا ما دخل حزب الله المواجهة؟
حينها ستُفتح على الكيان بوابة الجحيم بالنظر إلى أن ما تمتلكه المقاومة الفلسطينية من إمكانيات وقدرات هو بنسبة واحد الى مئة ممّا يمتلكه حزب الله.
وان كانت مجموعات من المقاومة الفلسطينية لم تتجاوز في عددها الألف مقاوم تقدموا بموازة غطاء ناري لا يتجاوز الـ 5000 قذيفة وصاروخ قد فعلوا ما فعلوا، فكيف سيكون الحال مع عشرات الآف الصواريخ ومئات المسيرات التي ستنطلق من لبنان؟
والسؤال الأكثر طرحاً الآن: متى يدخل حزب الله على خط المواجهة؟
الحزب وضع خطوطاً حمراء على العدو الصهيوني ألاّ يتخطاها، وهي ترتبط بمستوى معين من استهداف غزة ويرتبط بمسار العملية البرية ونتائجها.
من الواضح أن قادة الكيان لم يتلقفوا حتى اللحظة رسالة حزب الله، ومن الواضح أكثر أن الأمور تقترب بشكل متسارع من المواجهة الشاملة والتي إن حدثت لن تكون مقتصرة على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية بل ستتعداها إلى الجبهة السورية وستدخل قدرات المقاومتين العراقية واليمينة وستضع ايران كل ثقلها فيها وتُفتح على الكيان بوابات الجحيم وليس نافذة جحيم غزة وبوابة جحيم حزب الله فقط.
فهل يفهم قادة الكيان رسائل الحزب والمحور أم أنهم سيسيرون قدماً نحو حتفهم؟