الكلمة الفيصل: في ذكرى مجزرة بئر العبد
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً كان لنا موعد آخر – لن يكون الأخير – مع ديمقراطية وحضارة وإنسانية الولايات المتحدة الأميركية.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً انتقل عشرات من أهلنا شهداء إلى السماء، ونُقل عشرات أضعافهم إلى المستشفيات موسومين بشعار واحد made in USA.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً بُقرت بطون الحوامل، وتناثر لحم أهلنا حياً ليتعلق على حديد الشرفات ويلتزق بجدران البنايات.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً وقع انفجار بئر العبد، في ضاحية بيروت الجنوبية، في محاولة من المخابرات المركزية الأميركية للنيل من مجاهد كبير وأستاذ كبير وعلّامة كبير، السيد محمد حسين فضل الله.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً كان وجه الإدارة الأميركية يزداد قبحاً، وكان البيت الأبيض يُطلى بالأحمر القاني، طبقة أخرى فوق طبقات، وكان ريغان يشاهد في مرآته وجهه الأسود.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً كان بندر السعودي يقهقه ضحكته القردية، وينزو في قصره يغمره الفرح، شارباً من كأسه نبيذ العنجهية.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً كان بعض النظام اللبناني يتلقى اتصال التهنئة من أسياد خارجيين، مقدّرين جهوده على مشاركته في المجزرة، واعدينه بالخير الجزيل والمال الوفير.
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاماً رفعت الضاحية الجنوبية قبضتها نحو السماء، من بين حطام الأبنية وبكاء اليتامى والثكالى، مرددةً هتاف كربلاء: القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.