الكلمة الفيصل: شعبُ الله الدوّار
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
انقسم البلد سياسياً منذ سنوات إلى جبهتين، جبهة 8 آذار وجبهة 14 آذار، دون أن يُظهر المستقلون عن الجبهتين تأثيراُ يُذكر في مجريات العمل السياسي اليومي. لكن هذا الانقسام الكبير تضمن انقسامات أخرى جمعت أحياناً بين أطراف من هذه الجبهة وأطراف أخرى من تلك وباعدت أحياناً بين أطراف من نفس الجبهة الواحدة.
هذا ما شهدناه منذ فترة في موضوع الاتفاق على قانونٍ للانتخابات النيابية القادمة، وما شهدناه بشكل أوضح منذ فترة في موضوع الزواج المدني.
ربما في العالم كله لا يوجد مثيل للشعب اللبناني في نشاطه السياسي وتعلقه بزعمائه السياسيين، حتى مع اعتراضه عليهم ونقده لهم ولتقصيرهم في حقه في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. وربما في العالم كله لا توجد جماعة حاضرة لأن تنقلب من اليسار إلى اليمين أو العكس في لحظة واحدة إذا انقلب زعيمها، دون سؤاله حتى عن سر وسبب هذا الانقلاب، فإذا به يدور بها دون رأي لها أو إرادة.
مميزون نحن حقاً، ليس لأننا مخترعو الأبجدية فقط، ولا لأن في بلادنا أرز الرب فقط، بل لأننا أيضاً “شعب الله الدوّار”.