الكلمة الفيصل: الأسير ولعبة الكلة
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
يقال، والتركيز على “يقال” في تاريخ وتأريخ لبنان لا بد منه وإن كان تاريخاً غير بعيد، إن سبب الحرب بين الدروز والموارنة في العام 1860 سببه الخلاف على لعبة كلة بين ولدين درزي وماروني.
لا شكّ أن الكلة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأنها كانت ما ظهر من جبل جليد الخلافات المتبادلة بين الطائفتين.
والتاريخ يعيد نفسه، كما يقال، وإن كنت أعتقد أنه لا يعيد نفسه، وإنما نحن من نعيد حماقاتنا نفسها.
ولأنه يقال إنه يعيد نفسه، ها هو الولد أحمد الأسير يطوف بكلته بين الشمال والجنوب، بين بيروت والبقاع، باحثاً عن ولد آخر يلعب معه لعبة الكلة.
حتى الآن أجهد الأسير نفسه، نفخ أوداجه، جعجعَ وصاحَ، هدّد بالحرب سلمياً، ثم هدد بالدم واصلاً حتى الرؤوس، لبس جعبة حربه، حرّك رأسه الحردونيّ لفوق وتحت، يساراً يميناً، كاد يقول: “أرجوك يا عدوي، أطلق عليّ ولو رصاصة، ابصق عليّ، هددني، يا رجل اشتمني ولو بكلمة، يا رجل تحدّث عني ولو تلميحاً، أكاد أجن يا رجل، لا أجد من يلعب معي لعبة الكلة”.