الكاتب والباحث الاميركي البارز غاريث بورتر:الاتفاق النووي ليس نهاية العداء الاميركي لطهران
اعتبر الكاتب والباحث الاميركي البارز غاريث بورتر ان الهدف الاساس من اثارة قضية البرنامج النووي الايراني هو تغيير النظام في ايران، معربا عن اعتقاده بان الوصول الى الاتفاق النووي لا يعني نهاية العداء الاميركي لطهران.
وفي مقابلة خاصة اجرتها معه وكالة انباء “فارس” قال هذا الصحفي الاميركي المؤلف لكتاب “الازمة المصطنعة” والباحث في مجال الامن القومي، في الاشارة الى ابحاثه التي اجراها حول الملف النووي الايراني على مدى عدة اعوام، ان الاتفاق النووي لا يمكنه ان يشكل نهاية للعداء الاميركي ضد طهران.
هذا الكاتب الذي الف اخيرا كتابا بعنوان “الازمة المصطنعة؛ القصة السرية للخوف من البرنامج النووي الايراني” استنادا الى مئات الساعات من المقابلات مع مسؤولين امنيين واستخباريين معنيين بالملف النووي الايراني، اعتبر محاولة خلق بديل عن التهديد الذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي السابق والعمل على تغيير النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية، السبب الاساس لفبركة الوثائق من قبل اميركا و”اسرائيل” لاثارة ازمة مصطنعة.
ورغم ان بورتر لا ينفي وجود خلاف في وجهات النظر بين واشنطن وتل ابيب حول المفاوضات النووية مع ايران الا انه يقول بان “اسرائيل” مازالت تمتلك قدرة عالية على الاخلال بمسيرة المفاوضات و”نقض اي مقترح او حل معقول”.
ويرى هذا الكاتب بان “اسرائيل” وعلى النقيض مما تعلنه بان التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الايراني يعتبر قضيتها الاساسية مع طهران الا انها في الحقيقة قلقة من تعاظم قوة ايران في المنطقة وتعتبرها عائقا في طريق تحقيق اهدافها في المنطقة.
واعتبر بورتر الازمة المصطنعة حول البرنامج النووي الايراني بانها “الخدعة الدولية الاكثر نجاحا” خلال الاعوام الاخيرة.
وبشان التاثير الاسرائيلي على القرار الاميركي قال، ان الولايات المتحدة تتفاوض لكنها تنظر الى الخلف دوما لانها تتشاور مع الاسرائيليين في كل جولة مفاوضات، وفي فترة ما اي قبل مفاوضات تشرين الاول / اكتوبر عام 2013 كان الاميركيون يتلقون التعليمات من اسرائيل ويكررونها في المفاوضات ويطرحونها على طاولة المفاوضات بحذافيرها الا ان القضية اصبحت الان اكثر تعقيدا لان حكومة اوباما تتخذ في بعض الحالات مواقف مختلفة عن اسرائيل وبطبيعة الحال تسعى للحفاظ على مصالح الاخيرة في اعلى مستوى ممكن، وبناء عليه فان اسرائيل مازالت تملك قدرة عالية على نقض اي موضوع او مقترح معقول وبامكانها القضاء على اي فرصة للوصول الى اتفاق.
وفيما اذا كانت الخلافات بين اميركا و”اسرائيل” حقيقية حول البرنامج النووي الايراني قال بورتر، لقد اعلن اوباما في العام 2012 “اننا قلقون حقا من مشروع اسرائيل للهجوم” الا ان هذا الامر كان فقط جانبا من استراتيجية لفرض الضغوط الدبلوماسية على ايران ولكن اعتقد انه في نهاية العام 2012 حصلت خلافات في مواقف الولايات المتحدة واسرائيل، وبناء عليه اذا اردنا معرفة هل ان هنالك خلافات في الواقع ام انها بمثابة استعراض سياسي، فان ذلك يرتبط تماما بالفترة التي نتحدث عنها.
واعرب عن اعتقاده بان هنالك الان خلافات حقيقية بين اميركا و”اسرائيل” ولكن حكومة اوباما تواجه قيودا سياسية حقيقية كثيرة حول امكانية الوصول الى اتفاق، وتابع قائلا، ان العامل الاخر الذي ينبغي اخذه بنظر الاعتبار هو ان حكومة اوباما دخلت سيناريو خاطئا حول البرنامج النووي الايراني وهو سيناريو تبلور من قبل الاسرائيليين والمحافظين الجدد في اميركا.
وفيما اذا كانت القضايا بين اميركا وايران ستحل بعد الوصول الى الاتفاق النهائي الشامل حول القضية النووية الايرانية، قال بورتر، لا، لن ينتهي كل شيء، وانني لا يساورني الشك في ذلك، ولقد اعلنت حكومة اوباما صراحة بان التوصل الى اتفاق لا يعني حل جميع القضايا مع ايران، حيث ان اميركا تعتبر ايران “داعمة لارهاب الدولة” و”عنصرا مثيرا للمشاكل في الشرق الاوسط” وهما قضيتان متعلقتان بالامن القومي وان اي حكومة تاتي الى سدة الحكم في واشنطن تعتبر هاتين القضيتين من ضمن مصالحها السياسية وستواصل الضغط فيهما.
وقال في الوقت ذاته، بطبيعة الحال فان الاوضاع تشهد الان تغييرا في منطقة الشرق الاوسط ولا انفي احتمال ان التغيير يحصل عندما تتخذ الولايات المتحدة سياسات اكثر واقعية وعلى اساس اساليب وقيم متفاوتة، ولكن لا اتصور حصول انفراجة في القريب العاجل.
وحول الوصول الى اتفاق بين ايران واميركا قال، لا اعتقد انه (اوباما) يستطيع الوصول الى مثل هذا الاتفاق، هذا هو رايي ولا اتصور امكانية الوصول الى اتفاق في القريب العاجل على الاقل.