القوة الجوية السورية: تحليل للموقف إزاء هجوم أمريكي محتمل
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
نظراً للدروس السابقة من العدوان على العراق والعدوان على ليبيا، فإن دور القوة الجوية السورية فى صد أي عدوان غربي سيكون بالقطع أقل بكثير من دور الدفاع الجوي والقوات الصاروخية، وسيكون عنوانه الأول هو “امتصاص الضربة الأمريكية بأقل قدر من الأضرار النوعية”، و يتم تلخيصه في ما يلي: “الحفاظ على الطائرات و المطارات”، نظراً لاعتبارات عديدة من أهمها “المحدودية المتوقعة للهجوم الأمريكي” و”التفوق العددي للطيران المعادي فى حال تم تطوير الهجوم ليكون بالمقاتلات القاصفة”.
يجب أن يكون لدى قيادة القوة الجوية السورية خطة لإعادة توزيع المقاتلات الرئيسية الموجودة لدى أسطولها الجوي. وهذه الأستراتيجية قامت بها القوة الجوية السورية منذ بداية المعارك بينها وبين المعارضة المسلحة، حيث تم إفراغ مطارات الشمال بكاملها من الطائرات الصالحة للعمل أو النوعية وتم الاعتماد فى المجهود الحربي في هذه المناطق على الطائرات القديمة أو المستهلكة مثل الطرز القديمة من الـ “ميج 23” و مروحيات الـ “مي 8”.
أيضاً ينبغي على قيادة القوة الجوية السورية أن تضع خطة احتياطية تشمل إرسال أعداد من مقاتلاتها إلى دولة أخرى ـ إيران على سبيل المثال ـ تجنباً لتدميرها في حال ما إذا كانت الضربة الصاروخية أقوى مما يحتمل الدفاع الجوي السوري..
بالنسبة للإستراتيجية الجوية في حالة تطوير الهجوم الأمريكى، فإن الأولوية فى هذه الحالة ستكون حماية المطارات وأماكن مستودعات الوقود الخاصة ومقرات القيادة والسيطرة التى نجت من الهجوم الصاروخي الأمريكي، حيث يجب توفير مظلة حماية جوية لها بالتعاون بين الدفاع الجوي السوري والقوة الجوية.
بالنسبة لسلاح الجو فإن هذه المهمة منوطة بالمقاتلات الإعتراضية التي تمتلك القوة الجوية السورية منها حوالى 17 سرب قتالي به أكثر من مائة مقاتلة عاملة تتوزع ما بين الميج 29 “خصوصاً النسخة “أس أم تى” و الميج 25 “النسخة بي دي” والميج 23 “النسخة أم أل دي” و نسخ أخرى” من ضمن 27 سرب جناح ثابت تمتلكه القوات الجوية السورية.
هذه الأسراب من المفترض أن يتم توزيعها بحيث توفر حماية لأجواء المناطق التي من الممكن استهدافها بغارات جوية “هذا فى حال تطور الهجوم الأمريكي”.
بالنسبة للعمليات الهجومية الجوية فأنه من الواضح، نظراً لكل ما سبق، أن أي عملية هجومية للطيران السوري، سواء فى اتجاه البوارج الأمريكية فى البحر المتوسط أو ضد قاعدة “اكروتيري” الجوية فى قبرص أو حتى ضد قاعدة “إنجرليك” الجوية فى تركيا ستكون فاشلة بجميع المقاييس نظراً للرصد الراداري المكثف، سواء من تركيا أو الأردن. كما ان الصواريخ بعيدة المدى المتوفرة لدى مقاتلات الميج 29 تحتاج إلى قطع مسافات كبيرة تحت الرصد الراداري المعادي. ومن هذه الصواريخ صاروخ “كي أتش 31” المضاد للقطع البحرية والذى يبلغ مداه الأقصى 50 كيلو متراً ولا يمكن أبداً استخدامه لاستهداف قطع بحرية تبعد 1000 كيلو متر على الأقل عن الساحل السوري. لذلك فإنه من وجهة نظري يجب الحفاظ على هذا العدد الكبير من المقاتلات الإعتراضية الموجودة لدى الجيش السوري للدفاع عن المطارات والعمق الأستراتيجي لسوريا في حالة دخول مقاتلات معادية إلى المجال السوري الجوي.
إدامة المطارات الهامة في سوريا فى حالة جيدة، والحفاظ عليها، هي من أهم المهام التي ينبغي على المخطط السوري أن ينتبه لها، لذلك فإن التركيز الدفاعي يجب أن ينفتح حول المطارات التالية
– مطار “شايرات”: مطار مهم جداً يقع في غرب حمص ويتمركز فيه السرب السابع “ميج 25” و السرب 675 “ميج 23” و السربان 677 و 685 “سوخوي 22”
– مطار المزة: الذي يقع فى دمشق والذي يتمركز فيه سرب النقل الجوى الأستراتيجي 522 الذي يضم أنواع “انتونوف 24 و 26 بالأإضافة إلى اليوشن 76” – يتمركز فيه أيضاً سربان “976 و 577” مروحيات مضادة للدبابات من طراز “غازيل” فرنسية الصنع بالإضافة إلى ثلاثة أسراب لمروحيات النقل وطائرات التدريب
– مطار الضمير: في ريف دمشق يتمركز به 3 أسراب سوخوى 22 وميج 23 و25
– مطار التي فور: في حمص ويتمركز بها سربان سوخوي 22 و24 بجانب سرب ميج25
– قاعدة صيقل الجوية: جنوب دمشق تعد هذه القاعدة أهم قاعدة موجودة لدى سلاح الجو السوري لأنه يتمركز به أهم أسراب اعتراضية لديه وهي الأسراب “697 و698 و699” ميج 29 والتي ـ بالتاكيد ـ سيكون عليها العبء الأكبر فى التصدي لأي اقتحامات جوية من قبل المقاتلات الغربية.
المطارات السابقة تعد أهم قواعد جوية لدى سلاح الجو السوري و بالتالى فإنها بجانب مستودعات وقود الطائرات فى السادكوب وغيرها تعد من أهم الأهداف التي يجب التخطيط لحمايتها
فى المقال القادم سنتحدث حول دور الدفاع الساحلي و القوات البحرية السورية في الخطة الدفاعية العامة للجيش السوري ضد الضربة الصاروخية الأمريكية المحتملة وملامح استراتيجية “الرد” الصاروخي و العملياتي من جانب سوريا على هذا الهجوم.