القوات: شراء أصوات في بعلبك الهرمل والهدف خفض الحاصل الإنتخابي
موقع الخنادق-
مريم السبلاني:
مع اكتمال الإعلان عن اللوائح المتنافسة في كل الدوائر، بدأ المشهد الانتخابي يكتمل في دائرة بعلبك- الهرمل، والتي لطالما استحوذت على اهتمام المكونات السياسية إضافة لمرجعية بعضهم الدولية والتي يتقاسمون معها “هَمّ مواجهة حزب الله”، لما تمثّله من “عمق استراتيجي” له، حيث يرى هؤلاء ان نيل مقعد واحد في البقاع يعادل مجمل المقاعد في دوائر أخرى، مع ظنهم بانهم قد يسجلون “هدفاً” في شباك الحزب وعلى ملعبه.
رست المنافسة لملئ 10 مقاعد على 6 لوائح، من بينها 4 غير مكتملة، ولائحتان مكتملتان لائحة القوات اللبنانية التي حملت اسم “بناء الدولة”، ولائحة الثنائي الوطني (حزب الله وحركة أمل) التي تحمل اسم “الأمل والوفاء”، في حين يتوقع مراقبون ان تنحصر المنافسة بينهما على المقعد الماروني بالتحديد، والذي يتنافس عليه كل من أنطوان حبشي عن القوات، وعقيد حدشيتي عن الثنائي.
بالنسبة لحزب الله، فقد أكد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، في حفل إطلاق الماكينة الانتخابية لدائرة بعلبك الهرمل والذي أقيم في الضاحية الجنوبية للناخبين البقاعيين القاطنين في بيروت، رغم تأكيد الطرف الآخر على ان الحزب “مرتاح انتخابياً في بعلبك الهرمل وقد يحصل على 10 مقاعد مقابل 0 للوائح المنافسة، إلا أن الحزب ليس مهتماً بعدد المقاعد، و “إذا حصّلنا عدد مقاعد أقل أو عدد مقاعد أكثر هذا كله خارج حساباتنا”، بل الهدف هو رفع الحواصل الانتخابية ونسبة المشاركة في الاقتراع.
يخوض الحزب معركته وفق برنامج انتخابي، يرتكز بشكل أساسي على الشق الاقتصادي بالاعتماد على الموارد الداخلية للبلاد، والسعي الدائم لمكافحة الفساد، والكشف عن مكامن الهدر والسرقة في مفاصل الدولة، والعمل على إقرار خطة التعافي المالي والاقتصادي، العمل على انفاذ الاستراتيجية الصحية، تنويع علاقات لبنان الاقتصادية الخارجية شرقاً وغرباً وغيرها من الميادين في القطاعات المختلفة (الزراعية، الخدماتية، الضريبية…).
أما المعركة بالنسبة للقوات اللبنانية فهي في مكان آخر، فلا برنامج انتخابي ولا حلول يقدمها للبنانيين والأزمة القائمة، فقد خاطب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في 25 آذار/ مارس الماضي، -خلال إعلانه ترشيح حبشي- أهالي دير الأحمر إلى الهرمل واليمونة ودورس وشليفا… معلناً عن أنه “لن يسمح أبداً بأن تبوخ مسيرته الحمراء وتتحول لبرتقالي وأصفر”.
هذا “الخصم الدخيل” على هموم المنطقة اختار ان يقوم خطابه الانتخابي على مهاجمة “سلاح حزب الله ومحور المقاومة ” متهماً إياه ” بممارسة الإرهاب والترهيب على أهالي البلدات البقاعية”، حيث احتلت كلمتا “حزب الله” و”سلاح المقاومة” حيزاً في خطابات إطلاق ماكيناته الانتخابية أكثر مما ذكرت كلمة “القوات اللبنانية” نفسها.
هذا الخطاب القائم على فكرة الإلغاء، وعدم الاعتراف بالآخر ليس مجرد تفصيل عابر، بل هو نهج يتبعه جعجع والمحيطون بفلكه، فكلام رئيس جهاز التواصل والاعلام بحزب القوات شارل جبور في 30 كانون الثاني/ يناير بأن “حزب الله ماسكنا تحت عنوان عقيدة تجليطة تنتمي إلى العصور الحجرية يريد أن يحارب لأجلها”، نابع من ان مشكلة هؤلاء مع جمهور حزب الله ليست سياسية فحسب بل عقائدية ثقافية دينية وتاريخية، مشكلة هؤلاء بأصل “وجود المكون الشيعي” في لبنان، وليس فقط في المجلس النيابي وإدارات الدولة.
القوات تخوض معركة خفض الحاصل الانتخابي
على المقلب الآخر، تقول مصادر مطلعة في حديث خاص لموقع “الخنادق” أن المرشح على لائحة القوات، عباس الجوهري، يشتري أصوات الناخبين بمبلغ يصل إلى 200$ للصوت الواحد، فيما تؤكد المصادر نفسها، انه في حال عدم رغبة الناخب بالاقتراع لصالح اللائحة، يعرض الجوهري “حجز” بطاقة الهوية إلى ما بعد الانتخابات مقابل المبلغ نفسه، فيضمن بالتالي عدم مشاركته بالاقتراع ولو بورقة بيضاء، حرصاً على خفض نسبة المشاركة مما يسهل إحداث الخرق والتي سيستفيد منها مرشح القوات حبشي بالدرجة الأولى.
في دورة 2018 الانتخابية، وبعد اعلان الشيخ نعيم قاسم أسماء المرشحين في دائرة بعلبك- الهرمل، قال الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في جلسة مغلقة مع الناشطين في التيار ان “الفوز بمقعد شيعي في تلك الدائرة يساوي بالنسبة إلينا فوز 127 نائباً، وخصوصاً إذا كان هذا المقعد هو مقعد جميل السيد”. يومها رد اللواء جميل السيد بتغريدة على تويتر بالقول “أولاً، شكراً أحمد، على هذا الغباء والدعم. ثانياً، أفضل الشهادات على قوتك وهيبتك ونزاهتك هو ما جاء على لسان أعدائك”.
هذا ويبلغ عدد الناخبين في دائرة بعلبك-الهرمل 341263 ناخباً من بينهم 251417 ناخباً شيعياً، هم بغالبيتهم الساحقة الكتلة الصلبة التي يمتلكها حزب الله برصيده، فهي التي تؤمن بنهجه وامكاناته وقدراته في ظل غياب الدولة منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث تتوقع مصادر مطلعة على صلة بالانتخابات واستطلاعات الرأي ان نسبة الاقتراع في الدائرة ولو تدنّت عما كانت عليه عام 2018 -59%- بفعل تجمع عدد من الأسباب كالأوضاع الاقتصادية الصعبة وعزوف تيار المستقبل عن خوض المعركة الانتخابية، فإن نسبة الاقتراع في الدائرة لن تقل عن الـ 50% كحد أدنى، وربما تصل إلى 55%”.