القناة الدبلوماسية الخلفية بين #أنقرة و #دمشق
نائب رئيس حزب الوطن التركي يشكل اليوم قناة دبلوماسية خلفية في العلاقات التركية السورية، يكشف في مقابلة مع موقع “المونيتور” تفاصيل المحادثات الروسية التركية وجدوى المصالحة بين أنقرة ودمشق، معلناً عن زيارة مرتقبة له إلى العاصمة السورية في سياق محادثات غير رسمية بين البلدين.
كشف نائب رئيس حزب الوطن التركي والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية اسماعيل حقي بكين أنه زار دمشق ثلاث مرات في كانون الثاني/ يناير ونيسان/ أبريل وأيار/ مايو 2016 في إطار دوره كقناة دبلوماسية خلفية في العلاقات بين البلدين.
وفي مقابلة مع موقع “المونيتور” قال بكين الذي ظل محافظاً على علاقات جيدة مع النظام السوري منذ بدء الأزمة، إنه بصدد زيارة دمشق للمرة الرابعة ضمن وفد من النواب الجدد والسابقين ورجال الأعمال، كاشفاً عن نتائج الاتصالات غير الرسمية التي أجراها في دمشق حيث لا تزال تربطه علاقات بشخصيات بارزة من بينها الأمين العام لحزب البعث عبدالله الأحمر ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك ووزير الخارجية وليد المعلّم ونائبه فيصل المقداد.
ولفت بكين إلى أن “أنقرة لم تبدّل موقفها من الرئيس السوري باشر الأسد الذي يجب أن يرحل”، موضحاَ “أنّه من حق السنة والعرب والتركمان أن تكون لديهم أصوات في الائتلاف المزمع إنشاؤه في سوريا” وأضاف أنّ تركيا لا تزال تعارض الحكومة السورية.
وفي التفاصيل روى المسؤول التركي أن السوريين رفضوا بشكل قاطع مطلب تركيا برحيل الأسد بيد أنهم أعربوا “أنهم جاهزون لمناقشة جميع الخيارات لكنهم لن يسمحوا بتقسيم البلد، ولن يقبلوا نشوء فدرالية. كما أنهم يريدون من أنقرة التوقف عن دعم المعارضة وعدم السماح للإرهابيين بالمرور عبر حدودها”.
وأوضح بكين أنه خلال المحادثات كان اللواء علي مملوك يغادر إلى غرفة مجاورة لإطلاع الرئيس السوري على مضمونها، مؤكداً أنه كان يوصل رسائل أنقرة بأمانة إلى السوريين بما يتناسب بشكل كامل مع المصالح التركية، كما لفت إلى أن القوات المسلحة ووزارة الخارجية في تركيا كانتا على اطلاع على مجريات المحادثات في دمشق بشكل متواصل.
وبين أنقرة وموسكو
وفي ما يتعلّق بتسوية الخلاف الروسي-التركي الذي لعب فيه أيضاً دوراً بارزاً، قال بكين إنّ قادة حزبه تلقّوا طلباً غير مباشر من الحكومة التركية للتوسط بين البلدين في ظل التوترات التي أعقبت إسقاط سلاح الجو التركي طائرة حربية روسية العام الماضي.
وروى بكين مجريات المحادثات التي سبقت اللقاء القمة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان قائلاً إن “رجال أعمال مقربون من حزب العدالة والتنمية زاروا مستشاري الرئيس ونائبه موضحين الأثر السلبي الذي لحق بأعمالهم بعد زيادة منسوب التوتر”.
فما كان من المستشارين إلا أن اقترحوا على رجال الأعمال لقاء رئيس حزب الوطن دوغو بيرنيتشك، وهو ما اعتبر بمثابة “طلب غير رسمي من الحكومة كي نتّخذ المبادرة” وفق بكين.
الخطوة التالية كانت تواصل المسؤولين في حزب الوطن مع الحكومة التركية ومن ثم مع موسكو التي تم تحديد موعد لزيارتها في كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.
كان بكين على معرفة عميقة بالممثّل الشخصي ومستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي الكسندر دوغن. وبمجهود الطرفين تم التواصل مع الكرملين. وخلال الزيارة، التقى رجل الأعمال دوغن كوستانتين المقرّب من الكرملين، حيث تحدّثا عن الخطوات التي يمكن اعتمادها لاستئناف العلاقة بين أنقرة وموسكو والمقاربة التي تعتمدها الأخيرة تجاه الأزمة السورية.
وكان المسؤولون الروس الذين شاركوا في اللقاء أبلغوا حزب الوطن أنّ موسكو تنتظر اعتذاراً خطيّاً، كما أنّهم شرحوا مطالب روسيا وتوقعاتها حول سوريا. تفاصيل الاجتماعات هذه قام الوفد التركي بإطلاع المكتب المختص في وزارة الخارجية عليها.
وفي هذا الاطار، قامت الحكومة التركية بإرسال دعوة رسمية الى دوغن عبر الاتحاد الأوراسي المعروف بقربه من الحكومة في أنقرة.
زيارة دوغن كانت بمثابة الخطوة غير الرسمية الأولى من قبل موسكو. كان ذلك في 13 تموز/ يوليو حيث التقى مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان ومستشار الأمن والنظام العام محمد درويش أوغلو وتباحثوا في الملف السوري.
وفق رواية بكين فإن رسالة دوغن التي وجّهها الى المستشارين الأتراك خلال الزيارة تمحورت حول تعاون أنقرة لإيجاد حل في سوريا واتخاذها خطوات ملموسة وسريعة في تقييد دعمها اللوجستي والسياسي للعناصر المعارضة للنظام في سوريا.
“المونيتور” نقل عن بكين أن حزب الوطن لعب دوراً هاماً في تحسين العلاقة بين البلدين، في حين يقول البعض في الأروقة الدبلوماسية “إنّ الحزب يحاول إيجاد حيثية له من خلال المناورة السياسية”.
المصدر: الميادين نت