القناة الأولى الإسرائيلية: عبوات ناسفة اسرائيلية شبيهة بالعبوات اللبنانية!
كشفت القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي كان يستخدم عبوات في عملياته الخاصة في لبنان، شبيهة بالعبوات المستخدمة من قبل اطراف لبنانيين، بهدف اظهار عملياته، كجزء من الصراع اللبناني الداخلي والايحاء بان التفجيرات التي كانت من تنفيذها، ليست الا عملية تصفية حسابات، بين اطراف داخلية لبنانية.
وبثت القناة الاولى تقريرا طويلا عن عملية انصارية التي جرت في العام 1997، كاشفة جزءاً من تكتيكاتها، ومن بينها وجود عبوات مشغولة ومعدة جيدا، كي تبدو لاحقاً لبنانية، وذلك في سياق مقابلات أجرتها مع اهالي الجنود القتلى، الذين تقدموا بشكوى لدى المحاكم الاسرائيلية، ضد المؤسسة العسكرية.
وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا، قد قررت قبل ثلاثة اشهر، ان يتسلم ممثل عائلات الجنود القتلى، مواد التحقيقات التي اجراها الجيش الاسرائيلي، في اعقاب عملية انصارية، الامر الذي لم ينفذ حتى الان. وهو ما اضطر العائلات، وتحت ضغط المؤسسة الامنية في اسرائيل، الى استخدام رئيس الموساد السابق، داني ياتوم، من اجل تمثيلهم لدى الجيش، والاطلاع على مواد التحقيق، الامر الذي يتيح له، إبقاء المواد السرية طي الكتمان، بموجب خبرته وتجربته السابقة، بينما يجري استخدام المواد الاخرى، في سياق الدعوى القائمة حاليا لدى المحاكم الإسرائيلية.
واشارت القناة الى ان “ما شجع العائلات على خوض الدعاوى والاحتجاجات، وبالتالي النبش من جديد في صفحات التحقيقات المختلفة، هو اعلان (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، أن حزب الله اعترض بثت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية، مسبقا وخلال التخطيط وتنفيذ عملية انصارية، الامر الذي مكّنه من نصب كمين قاتل لمقاتلي الشييطت”.
وكشفت القناة أن العبوات التي اودت بحياة الجنود في انصارية، كانت ثلاثاً: واحدة تابعة لحزب الله، واثنتان كان الجنود يحلمونهما على ظهورهم، مشيرة الى ان احد الضابط الاسرائيليين اشرف لاحقا على معاينة جثث المقاتلين والشظايا التي كانت في جثثهم، وقد اشار الى ان الشظايا لا تشبه تلك الخاصة بالجيش الاسرائيلي، الامر الذي يعني، وبحسب الضابط، ان مصدرها عبوة معادية، او “عبوة خاصة بالجيش، أُدخلت لاهداف عملانية”، ومرتبطة بالهدف، وموضوع المهمة نفسه.
بحسب تقرير القناة، فان “أحد التقديرات السائدة في الجيش، يشير الى ان العبوتين، كانتا مشغولتين بصورة تتلاءم مع طبيعة واهداف العملية، اي إن الوحدة المسؤولة عن اعداد وتجهيز العبوتين، أعدّتهما بصورة تتيح تفسير عملية التفجير لاحقا، على انها عملية ضمن اطار النزاع اللبناني الداخلي”.
محامي عائلات الجنود القتلى، صموئيل سعدية، اشار الى ان حادثة أنصارية، شهدت اربع لجان تحقيق مختلفة، كل منها توصلت الى نتائج مختلفة عن الاخرى: إحداها اشارت الى ان الجنود وقعوا في مصيدة حزب الله، بينما نفت الثانية ذلك، وتحدثت عن رواية “الحظ العاثر”، أما اللجنة الثالثة، فأكدت ان حزب الله تلقى بالفعل معلومات استخبارية مسبقاً، فيما نفت الرابعة ذلك.
واعرب رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي السابق اللواء احتياط داني ياتوم، عن امتعاضه من التعاطي مع ملف العملية، مشيرا الى ان لديه “شعوراً قوياً بأننا لم نصل حتى الان، الى إجراء تحقيق حقيقي، الامر الذي يفسر كيف ان كل لجنة تصل الى استنتاجات مغايرة للاخرى”.