القمة الخليجية في الكويت: وجه آخر لتعقيد الازمة
شبكة النبأ الإخبارية:
انطلقت في الكويت القمة الخليجية الـ38، في ظل أزمة حادة تعصف بالمنطقة جراء مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، منذ 6 شهور، وتحديداً منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، بدعوى “دعم الإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة مراراً. ويعول الخليجيون على انعقاد القمة لحل الأزمة القائمة مع قطر منذ 6 أشهر، خاصة أنها تنعقد في الكويت التي تقود وساطة لحلها. وقام أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بعدد من الرحلات لحل الأزمة دون أن تسفر هذه التحركات عن انفراجة بين المتخاصمين. وقال مصدران دبلوماسيان إن الكويت ستحاول مجددا استخدام القمة لحل النزاع.
وفي تطور قد يلقي بظلاله على القمة الخليجية قالت الإمارات إنها تريد تشكيل لجنة مشتركة مع السعودية في القضايا الاقتصادية والسياسية والعسكرية تهدف لتعزيز العلاقات بعدما أحدث الخلاف مع قطر شقاقا داخل صفوف دول المجلس، ويرى بعض المراقبين ان الغياب شبه الجماعي لزعماء دول الخليج الذين اكتفوا بإرسال ممثلين عنهم، ربما سيكون سببا في استمرار الخلافات التي تحتاج الى جلسات مطولة ومباشرة بين أصحاب القرار ومنها ملف “المقاطعة القطرية”، الذي يعد اهم ملفات هذه القمة، خصوصا وان استمرار المقاطعة والخلاف، يعني أزمة سياسية حقيقية للمنطقة وعبئاً اقتصادياً على المواطن الخليجي. كما ان استمرار المقاطعة بدعوى دعم الإرهاب الذي نفته الدوحة مراراً وتكراراً، يُقلل من فرص استمرار التعاون الخليجي في المستقبل.
وعقدت دول مجلس التعاون الخليجي 37 قمة منذ تأسيس المجلس في عام 1981، استضافت دولة الكويت 6 منها، وجميعها كانت تبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك لدول الخليج كافة. وتم عقد أول قمة خليجية في العام 1981 بمدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما انعقدت القمة الأخيرة (37) في العام 2016 بمدينة المنامة عاصمة مملكة البحرين.
حضور القمة
وفي هذا الشأن بدأ قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ينوب عنهم، بالتوافد إلى الكويت لحضور أعمال القمة الخليجية الـ38، ووصل إلى الكويت تباعاً رؤوساء وفود قطر والبحرين وسلطنة عمان والسعودية، وكان في مقدمة مستقبليهم في المطار الأميري أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح. وصل إلى الكويت لترؤس وفود بلاده في القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وهذا هو التمثيل الطبيعي للدوحة، استناداً إلى القمم الخليجية الأخيرة.
ووصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليترأس وفد بلاده؛ ما يعني تخفيض المملكة مستوى تمثيلها في القمة. كما وصل إلى الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني محمد بن مبارك آل خليفة، ليترأس وفد بلاده، وهو ما يؤشر إلى أن المنامة خفضت تمثيلها في القمة، التي اعتاد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة المشاركة فيها. أيضاً، وصل الكويت نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد، لترؤس وفد بلاده في القمة.
ويعد هذا هو التمثيل الطبيعي بالنسبة لعمان؛ حيث يغيب السلطان قابوس بن سعيد منذ عام 2011 عن حضور القمم الخليجية. والقمة الخليجية الحالية تستمر يوم واحد وستغادر جميع الوفود بعد الجلسة المغلقة، وقد بدأ توافد قادة وممثلي الدول الخليجية، حيث كان أول الواصلين محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء في البحرين، ثم تبعه وصول وفد سلطنة عمان برئاسة فهد بن محمود نائب رئيس مجلس الوزراء. وعقد وزراء الخارجية الخليجيون، اجتماعهم التحضيري للقمة، بحضور وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن، الذي غادر الكويت عقب الاجتماع.
توحيد الخليج
من جانب اخر تسعى الإمارات لتشكيل لجنة مشتركة مع السعودية في القضايا الاقتصادية والسياسية والعسكرية تهدف لتعزيز العلاقات بعدما أحدث خلاف مع قطر شقاقا داخل صفوف مجلس التعاون الخليجي. وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يريد تشكيل ”لجنة للتعاون والتنسيق المشترك“ مع السعودية. ولم يصدر تعليق من السعودية بعد.
وتعقد الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والإمارات والبحرين وعمان والكويت وقطر قمتها السنوية في الكويت. وقد يلقي إعلان الإمارات بظلاله على القمة التي يشارك فيها أمير قطر. كما يتزامن الاقتراح أيضا مع تصاعد النزاع في اليمن الذي تشارك فيه السعودية والإمارات بكثافة. وقُتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في هجوم استهدف موكبه بعدما غير الجانب المتحالف معه في الحرب الأهلية اليمنية وتخلى عن الحوثيين الذين تدعمهم إيران وانضم للتحالف الذي تقوده السعودية. وقال مصدران دبلوماسيان إن الكويت، التي قادت جهود وساطة غير ناجحة بين الجانبين، ستحاول مجددا استخدام القمة لحل النزاع.
وتُعاني منطقة الخليج من أزمة حقيقية نشبت في مطلع مايو الماضي، بعدما قررت 3 دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب وهو ما نفته الدوحة بعد ذلك. وتبع قرار المقاطعة إجراءات سريعة اتخذتها دول المقاطعة ضد قطر كقطع حركة الطيران والملاحة مع الدوحة، ووقف التعامل مع مصارف قطر، وإدراج أفراد وكيانات خاصة على قوائم الإرهاب، وغيرها من الإجراءات التي رفضتها الدوحة؛ بل بدأت في اتخاذ خطوات احترازية لتقليل الآثار الناجمة عن المقاطعة.
وقال أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، إنه يأمل في أن تسفر القمة الخليجية في دورتها الـ38 عن الخروج بنتائج تساعد في المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها وتحقيق تطلعات الشعوب نحو توطيد التعاون والتضامن وبلوغ الأهداف المنشودة للمجلس الخليجي. ونوه تميم بن حمد آل ثاني في بيان صحفي إلى أن المنطقة تمر بظروف وتحديات بالغة الدقة في مسيرة مجلس التعاون.
استطلاع سريع
الى جانب ذلك وفي استطلاع رأي على تويتر استمر لمدة 24 ساعة، وكما نقلت صفحة مباشر نيوز، توقع 57% من المشاركين بالاستطلاع نجاح القمة الخليجية في حل الخلافات ولمّ شمل البيت الخليجي مرة أخرى، فيما توقع 29% عدم نجاح القمة في ذلك، وتوقع 14% عدم انعقاد القمة من الأساس. ويرى المشاركون في استطلاع “مباشر” أن فشل القمة في حل الخلافات بين الأشقاء وتقريب وجهات النظر يعود بالسلب على دول الخليج بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام، حيث سيؤول فشل القمة إلى بداية نهاية مجلس التعاون الخليجي؛ ومن ثَمَّ نهاية عمل مشترك امتد لعشرات السنين وانعكست ثماره الإيجابية على الجميع.
أما المُتفائلون، فيستبشرون في القمة بأن تؤتي ثمارها التي طال انتظارها ألا وهي جمع الشمل مرة أخرى، وتنحية أية خلافات بين الأشقاء وفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي المشترك بين دول الخليج والعالم العربي ككل؛ ومن ثم السير على نفس الخطى السابقة التي دائماً ما كنت تصب في صالح المواطن وتنمية المجتمع. وهناك شريحة من المشاركين باستطلاع “مباشر”، ليست بالقليلة، أبدوا عدم اهتمامهم بالقمة الخليجية أساساً لأنهم يرون أنها لن تأتي بالجديد، وأنها ستكون في إطار بروتوكولي فقط لإثبات الحضور دون أن تُسفر عن قرارات وإجراءات حازمة وشجاعة تُنقذ مجلس التعاون من الأزمة التي يُعانيها حالياً. ويرى المُحلل الفني لأسواق المال، نواف العون، أن الأسباب الجيوسياسية تضغط على أسواق المنطقة في الفترة الأخيرة، وخاصة الأزمة الخليجية وما تبعها من أثر والتي قد نشهد له انفراجة قريبة بحكمة رؤساء وزعماء وملوك دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح العون أننا كعرب وخليجيين نترقب ما ستُسفر عنه القمة الخليجية في الكويت، وما سيترتب عليها من بالغ الأثر على أسواق المنطقة بشكل إيجابي كان أم سلبي. وأكد العون أن القمة الخليجية ستكون هي الحدث المُسيطر على الأجواء العامة لكافة أسواق المنطقة خلال هذا الأسبوع لترقب ما ستؤول إليه الأحداث أثناء وبعد هذا الاجتماع.