القدس.. روح الله وصراطه المستقيم
فكل الاحتلالات تذرعت بأحقيتها في كفالة القدس ومقدساتها وانها الامينة على تعميق الصلة بين القدس والسماء ولكن المسير المتجنح والفاسد والاجرامي لهذه الاحتلالات كان يكشف عن انفصام وانفصال كان يودي في النهاية لزوال كل كيان اراد اغتصاب القدس بعقد ديني مزيف.
ونحن نحيا الآن زمن الاغتصاب الصهيوني الاشر للقدس الذي سعى لاعادة رسم خريطتها وفق مدخلات تلمودية عنصرية بغيضة وطمس هويتها و تهويد زواياها وساحتها وتهجير اهلها وسكانها شذاذا يستبطنون السوء لكل ما يتحوطهم بما يتفطر عنهم من عداء للبشر والشجر والحجر طالما انه لا يحمل توقيعهم و ينتظم في صفوفهم و ينتسب لعلوهم .
في هذا الزمان انطلقت صيحة حرة من قلب الامة ألجمت وكبحت مخططات ومقررات اذعن لها من وضعوا انفسهم في محل الوصاية على القدس ولكنهم خانوا الأمانة وارتضوا بنفي القدس واستبعادها وشرعنة اغتصابها . فالثورة الاسلامية وقائدها الامام الخميني عقدوا الصلة بين رفض الاستكبار والانتصار للمستضعفين في كل مكان وبين مظلومية القدس الشاهدة على اكبر جريمة انسانية حاضرة اقترفها الاشرار و من مالئهم ومن اذعن لارادتهم . فأميركا الشيطانية والصهيونية العالمية اخضعوا العرب ككيانات رسمية واوهموهم بامكان تقاسم الوجود والتعايش مع الورم الخبيث(اسرائيل) والذي كان ممهورا بتسليم القدس وإبقائها تحت هيمنة أشر خلق الله واكثرهم عداء للامة.
ففي نهاية السبعينات اقترب الاباطرة ومن مالأهم ومن ارتضى طواعية بسيادتهم من تحقيق غايتهم في شطب القدس من قاموس الامة . و لكن السماء تدخلت وكانت القدس على موعد مع الامناء على ميراث الامة وقبلتها ومسرى نبيها. وبركات هذا الحضور ما زالت تشتملنا بوجود حارس المبادئ والمنافح عن المعاني المقدسة السيد القائد الخامنئي.
يوم القدس العالمي يأتي هذا العام وقد فتحت الحدود وازيلت العوائق بين جيش القدس في طهران وبين حدود فلسطين التاريخية فلقد سقطت كل مخططاتهم وصار للقدس عمق اسلامي ينتمي لها وتنتمي له وها هي شهب الحق تنطلق من ارض الثورة لتصل قريبا من القدس لتؤكد ان طريق القدس برا وفضاء مفتحة وان تطهير القدس واستعادتها من النفي القصري خارج الامة لم يعد هدفا يتم الاعداد له بل صار قرارا تنفيذيا يُنتظر اتخاذه.
يوم القدس العالمي يوما أمميا للمستضعفين والاحرار الذين حُرموا من حقوقهم وانتهكت حرماتهم وانتهبت مقدراتهم وسلبت حرياتهم وهُجروا من ارضهم وقُتلوا وأُوذوا .فالكيان الصهيوني تجسيد كامل للبشاعة على هيئة دولة لقيطة انحلها الغرب الوجود الحرام . و لكنه وجود زائل لا محالة لانه يستمد شرعيته من الاستكبار والبطش فالقدس بقببها وصلبانها و ساحاتها ورائحتها واحجارها كاشفة وفاضحة عن حقيقة هذا العالم الذي تقوده طغمة من الاشرار تحلق بهم عرب وعجم تساوقوا مع شرورهم وأذعنوا لارادتهم و يشهد لذلك القمم الاخيرة مع اميركا والمجاهرة بالروابط مع هذا الكيان السرطاني الجاثم على القدس من قبل كيانات عربية لم تر في القدس الا منغصة وعلة وجع ارقتها ليس بدافع من واجبها بل لكون هذه المدينة تعلن في كل صباح ردة و رداءة و تردٍّ و انحطاط من خذلوها، أما صيحة القدس قبل 4 عقود و التي اطلقها الامام الثائر الخميني فقد تحولت لجيش ثم لمحور ممتد من طهران الى فلسطين مرورا بالعراق و سوريا ولبنان . هذه الصيحة الابية هي الضمانة الحاضرة و الحامية للقدس و هي وحدها الجديرة و اللائقة بالانتساب للقدس وكفالتها امام كل الاقلام التي القاها الاحبار الكذبة و الشيوخ الزيفة .
سلام للقدس في يومها و سلام للقدس يوم تعود و سلام للقدس يوم يحاسب الناس على صلتهم بها .
(*) باحث من غزة – فلسطين