القدرة اليمنية الرادعة تثير الرعب الأميركي السعودي
وكالة أخبار الشرق الجديد-
غالب قنديل:
اليمن الذي يجمع المزايا الاقتصادية والاستراتيجية النوعية، هو رافعة ثورية للتحرّر والتقدّم في بلادنا. وسوف تبرهن التجارب المقبلة على أن ملحمة الصمود والبناء اليمنية، هي قلعة مزدهرة ومنارة مشعّة في التنمية والتطوّر الحضاري.
تؤكد الوقائع والتداعيات اليمنية مزيدا من مظاهر الرعب الأميركي السعودي أمام قدرة صاروخية متصاعدة بِيد أنصار الله، تُكسِب الحركة فاعلية نوعية في التحكم بالممرات البحرية الاستراتيجية، وبموارد وثروات طائلة في بؤر ومخزونات غاز ونفط، بعضها مكتشف منهوب والبعض كامن، يخشى المعتدون أن يتحوّل الى مصدر لنهضة يمنية مقبلة، سيكون انبثاقها واكتمالها عتبة تحوّل كبير في المنطقة كلها.
اليمن الحرّ المستقل دولة نفطية، يعني صدمة مثيرة للرعب السعودي، وكابوسا أميركيا يفوق الوصف، لأنه بلد سيجمع بجدارة بين الثروة الضخمة والقوة البشرية الفتية المتعلمة والمنتجة المنتمية لخط استقلالي تحرّري ولثقافة المقاومة ومحورها الإقليمي، الذي لن يبخل على اليمن الشقيق بنجدة ممكنة من الكفاءات والخبرات المساعدة، ولا سيما إيران وسورية والعراق ولبنان.
هذا إضافة الى كون اليمن الجديد الصاعد نقطة جذب نرتقبها للطاقات والخبرات الباحثة عن فرص للعمل وللحياة. وستكون دول المشرق عموما على موعد مع مواسم الهجرة الى اليمن، كما تعاقبت في السابق دول الخليج الفارسي على استقطاب الكفاءات والقوى العاملة في مستهلّ الحقبة النفطية. وكم نعرف مباشرة ممن راكموا خبرات وثروات، كانت خميرتها ما حصّلوه وراكموه في سنوات أمضوها في الكويت والمملكة السعودية والعراق وليبيا وغيرها.
القدرات اليمنية الهائلة تمثّل قوة تحكم فاعلة في معادلات وتوازنات حساسة، وبممرات ومضائق بحرية حساسة نفطيا وتجاريا. وقد بات أنصار الله يمسكون بقدراتهم الصاروخية بخناق العالم وبواردات النفط والغاز وبحركة التجارة العالمية والشحن البحري، وكذلك بأسعار التأمينات البحرية، التي تتأثّر بالمتغيرات الأمنية في مناطق النقل والمعابر المهدّدة.
سبق للشركات العالمية العملاقة في تجارب سابقة أن دفعت غاليا وبالمليارات لتكفل سلامة ما تنقله من البضائع والمنتجات أو الركاب. ولحسن الحظّ يتمسّك أنصار الله بمعايير أخلاقية وإنسانية، تنأى بهم عن الغطرسة والابتزاز، وهم يقيسون مواقفهم وخطواتهم بمعيار دقيق أخلاقيا ومبدئيا.
بمقدار أمانتهم لمصالح شعبهم، التي لا يفرّطون بذرة واحدة منها، وبالحصانة الأخلاقية والأمانة المبدئية، يواصلون كفاحهم ويحققون الانتصارات بتواضع، يتعمّق ويتوسع مع تعاظم الإنجازات المبهرة، التي تزيدهم وهجا وتألقا وريادة.
الرعب الأميركي يتعاظم من هذه القوة الصاعدة المفاجئة. بينما تلقّفها المحور الإقليمي المناهض للهيمنة، الذي يحتفل بالبشائر اليمنية، ويبدي كلّ استعداد للمؤازرة، ولا سيما الشقيقة إيران. وكم نتمنى ونرتقب تطوّرا مستحقّا في الموقف السوري، ونتوقع من السيد نصرالله أن يكون المبادر في ذلك، وهو الحريص الأمين على تعزيز الحلف المقاوم في المنطقة، وصاحب الهيبة والتأثير والكلمة الموثوق بحكمتها وصوابها ورشادها.
اليمن الذي يجمع المزايا الاقتصادية والاستراتيجية النوعية، هو رافعة ثورية للتحرّر والتقدّم في بلادنا. وسوف تبرهن التجارب المقبلة على أن ملحمة الصمود والبناء اليمنية، هي قابلة قلعة مزدهرة ومنارة مشعّة في التنمية والتطوّر الحضاري. وما التكالب الاستعماري إلا دليل على ما ظهر لديه عن مكامن القوة والثروة، وما أخفي أعظم.
فليرتعب المستعمرون وأذنابهم في الخليج الفارسي، وليسمو اليمن العظيم منارة شامخة، تزهو وتزدهر وتفيض بوعود تفتّح وصعود قوة هائلة وواعدة، تثير بهجة واحتفالا في وجدان ووعي كلّ حرّ وشريف في الوطن العربي.