القتلة لا يدخلون الجنة
صحيفة الراي الكويتية ـ
جعفر رجب:
أيها المواطن الأهبل، الذي تم استغلال طيبتك تارة، وحماسك لعقيدتك تارة، حقدك على الآخرين، وغبائك السياسي تارة أخرى… نبارك لك مشاركتك المادية والمعنوية في قتل الناس، والمشاركة في المجازر التي حصلت والتي ستحصل من سورية إلى المحيط الأطلسي غرباً ولسور الصين شرقاً، نبارك لك تلطخ يديك وروحك بدماء الأبرياء، ونزول اسمك في قائمة من يدعي عليهم من قبل المظلومين… جعل الله تبرعاتك الدموية في ميزان أعمالك!
منظمة «الهيومن رايتس وتش» أكدت أن المجازر في اللاذقية والتي قتل فيها 190 مظلوماً من الأطفال والنساء تمت بتمويل كويتي، ومن أشخاص في الكويت – الحكومة كعادتها آخر من يعلم أو يعلم ولكنه مطنش خوفاً – التقرير يخبرنا بأن الأموال التي تبرعت بها ذهبت لقتل الناس الأبرياء…!
ولكن لا بأس، التبرير جاهز، وابرة التخدير الإنسانية مستعدة دائماً لتخدعك، فنيتك من التبرع شريفة، وهدفك مساعدة المجاهدين ضد الكفار، وليس عليك ذنب من استغل أموالك، أو هناك تبرير آخر قد تريح أكثر وهو، أن الأطراف الأخرى أيضاً تمارس القتل، وانت تساعد في الثأر، حتى لا يقوموا بممارسة مزيد من المجازر… ما رأيك أيها المواطن بهذا التبرير؟! أعتقد أنه يناسب ضميرك!
أيها الناس «اللي عندكم شوية فلوس»، أعتقد ان صرف أموالك على مدرسة، أو ملعب، أو مكتبة، أو مبرة تساعد فيها الفقراء حول العالم خير من قصص الجهاد والحور العين وجنات النعيم… انت تعرف انهم يدلسون عليك ليستغنوا على قفا غبائك، يشترون من القصور عشرة ويتزوجون من النساء أربعاً على حسابك… بزعم انك ستحصل في النهاية على بيت في الجنة وسبعين من الحور العين تحت خدمتك، فقط لأنك ساهمت بتبرعاتك السخية في قتل الناس!
لا بأس، لا تهتم بما كتبت، واعتبرني كذاباً، نصاباً، طائفياً، عنصرياً… وضع ألف صفة وصفة، وألف تبرير وتبرير، وقد تكون على حق، ولكني أيضاً على حق عندما أقول لك إنه لا يوجد مكان في الجنة مخصص لتوزيع القصور على أمثالك من القتلة!