القبض على أمير سعودي يهرّب طنين من الكبتاغون وجلسة حوار جديدة بين حزب الله و’المستقبل’ اليوم
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت بنتائج جلسة الحوار الوطني في مجلس النواب، والتي تم تحديد الجلسة المقبلة لمتابعة جلساتها في الثالث من الشهر المقبل.
كما اهتمت الصحف بالقاء القبض على الأمير السعودي في مطار بيروت بعد محاولته تهريب طنّين من حبوب الكبتاغون المخدرة.
ولم تغفل الصحف عن تسليط الضوء على مواقف لرئيس الحكومة تمام سلام والشلل الحكومي الذي يصيب البلد، بالتزامن مع جلسة حوار جديدة بين حزب الله و”المستقبل” في عين التينة.
بانوراما الصحف اللبنانية
“السفير”: طنّان من «الكبتاغون» في طرود ملكية سعودية
فقد كتبت صحيفة “السفير” ان الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز آل سعود (29 سنة)، وقع في قبضة القوى الأمنية خلال محاولته تهريب طنيّن من حبوب «الكبتاغون» على متن طائرة خاصة مستأجرة لمصلحته، من مطار بيروت الدولي متجهة إلى السعودية.
وفي التفاصيل، أن قوى الأمن الداخلي ألقت القبض في حرم المطار على الأمير عبد المحسن وبرفقته خمسة سعوديين آخرين، فيما سرت معلومات عن فرار وكيل أعماله يحيى بن شائم سعد الشمري، وهو سعودي الجنسية.
وأحبطت فصيلة التفتيش في سرية درك المطار قرابة الثانية من فجر الأحد ـ الاثنين المنصرم، عملية تهريب لحبوب «الكبتاغون» (طنان) كانت معدة للتحميل على طائرة الأمير عبد المحسن، وهي العملية الأضخم منذ ضبط 15 مليون حبة «كبتاغون» معدة للتهريب عبر مطار بيروت قبل أشهر.
وعلمت «السفير» أن الأمير عبد المحسن الذي يحمل جواز سفر ديبلوماسياً حاول التنصل من شحنة المخدرات عبر تهديد الدركي الذي أصر على تفتيشه، قائلا إن هذه طائرة ملكية وأنه يهوى جمع الآثار وقطع «الأنتيكا»، لكن عندما انكشف أمره حمّل المسؤولية لمدير أعماله الفار المدعو يحيى بن شائم سعد الشمري (30 سنة)، مدعياً عدم علمه بالشحنة من أساسها، خصوصا أن الشحنة كانت باسمه.
وقد تم ضبط الشحنة في قاعة الشرف بعدما أودعها الشمري لمصلحة الأمير عبد المحسن الذي وصل لاحقاً مع مرافقيه السعوديين الخمسة الذين تم توقيفهم أيضا. وبدت صور الطرود وعليها عبارة «خاص المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي، الأمير عبد المحسن بن وليد آل سعود».
وقال مصدر أمني لـ «السفير» إنه لم تتم تورية حبوب «الكبتاغون» أو محاولة إخفائها، بل كانت موضوعة في 24 طرداً يبلغ متوسط كل صندوق كرتوني نحو خمسين كيلوغراماً، بالإضافة إلى ثماني حقائب، ليصل مجموع الكمية المنوي تهريبها إلى طنين اثنين من «الكبتاغون».
من جهة اخرى، قالت الصحيفة أن رئيس الحكومة تمام سلام رمى كل ما يملك من معطيات أمس أمام المشاركين في طاولة الحوار الوطني، قبل أن يحزم حقائبه ويعتكف في دارته في المصيطبة، متخففا من أعباء «السرايا الكبيرة» والمسؤوليات التي تفرضها عليه.
وقال سلام لـ «السفير»: «لقد أبلغت موقفي الى المجتمعين في الحوار الوطني وقلت لهم اذا لم يكن هناك قرار سياسي موحد لدى الحكومة بكل مكوّناتها بشأن خطة النفايات، فهذا يعني أنه لا لزوم لبقاء الحكومة».
ما لم يقله سلام هو أن الجميع زايد عليه بتبني الخطة من دون أن يترجم ذلك عمليا، وخصوصا من «الكتائب» وباقي المكوّنات المسيحية للحكومة، كما قال سلام إنه لن يقبل برفض مكوّن حكومي واحد لخطة معالجة النفايات، فإن رفضها مكوّن واحد أو حتى ربع مكوّن، فلن أدعو الى جلسة لمجلس الوزراء، وستكون لي خياراتي المناسبة.
“النهار”: الحوار “يُنجز” مواصفات الرئيس “على الورق”
من جهتها علّقت صحيفة “النهار” على الجولة الثامنة من الحوار في مجلس النواب، وقالت انها لم تقدّم أي معطيات جديدة ايجابية من شأنها دفع الآمال التي علقت على “قرار سياسي” جدي و”مرجعي” بتوفير الدعم لرئيس الوزراء تمام سلام في أزمة النفايات التي تبدو هائمة بلا أفق واضح، وقت بدت مقاطعة حزب الكتائب لجولات الحوار الى حين ايجاد حل لهذه الأزمة بمثابة مؤشر لتصاعد التداعيات التي يمكن ان تتوالد تباعاً لاستمرار الأزمة.
وإذ بدا من الغرابة بعض الشيء ان تسجل الجولة الحوارية “جدية” اعترف بها معظم المتحاورين في النقاش حول مواصفات رئيس الجمهورية، فإن ذلك لم يحجب أيضاً الترقّب الذي يثيره اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب اليوم والذي سيتقرر فيه مبدئياً مصير الجلسة التشريعية للمجلس التي تحاصرها معركة فيتوات معروفة.
وأبرز ما شهدته جولة الحوار تمثل في وضع رئيس المجلس نبيه بري جدول مقارنة لمواصفات رئيس الجمهورية، مختصراً فيه ما ورد في الأوراق الخطية التي قدّمتها قيادات طاولة الحوار في الجلسة السابقة. وأدرجت المواصفات في خط أفقي، وهي: “الحيثية (حيثية الرئيس في طائفته ومكونات اخرى)، محاور (تدوير زوايا، تواصل مع الجميع، جامع، الانفتاح ) المقاومة (تأييد)، إصلاحي (محاربة الفساد)، الدستور (تطبيق الطائف، التقيّد بالدستور، الغاء الطائفية)، تعديل الدستور، النأي بالنفس، العودة الى الشعب، غير مؤيّد من رعاة إسرائيل، عصامي، لا استتباع للخارج”.
وعمودياً أدرجت الأسماء بدءاً من الرئيس تمام سلام الذي لم يشارك في إبداء الرأي، وكالكلمات المتقاطعة، وضعت علامة “موافق” الى جانب كل اسم على الصفة التي يريدها في رئيس الجمهورية. وظهرالاجماع على “الحيثية وصفة المحاور، والاصلاحي والملتزم مكافحة الفساد، والملتزم الدستور وتطبيق الطائف، والعصامي، وغير المرتبط بالخارج”.
“البناء”: «النفايات» تحدّد مصير الحكومة
أما صحيفة “البناء” فرأت أنه لم يحصل أي تطور في الملف الحكومي على صعيد خطة النفايات التي على أساسها سيحدد رئيس الحكومة تمام سلام مصيرها في مهلة أقصاها الخميس المقبل كما قالت أوساطه، في ظل استمرار العقبات أمام اختيار موقع لمطمر في البقاع وغيره من المناطق، ما يهدد بتكرار مشهد سيول النفايات التي اجتاحت شوارع العاصمة بيروت أول من أمس وبالتالي تزايد أخطار موجات أمراض قد تجتاح البلاد جراء امتزاج المياه الجوفية بالقمامة العائمة.
وأكد مصدر بقاعي لـ«البناء» أن محاولات إيجاد موقع بيئي وصحي لمطمر في البقاع قد وصل إلى طريق مسدود، وأشار المصدر إلى أن «رؤساء بلديات بعلبك والهرمل أبلغوا وزير الزراعة أكرم شهيب وعبره رئيس الحكومة رفضهم إقامة مطامر في البقاع، لكنهم أبدوا استعدادهم للموافقة على إنشاء معامل لفرز النفايات».
ولفت المصدر إلى أن «مطمر سرار في عكار لن يشغَّل بسبب المخاوف من أحداث أمنية دامية قد تقع إذا تم نقل النفايات إليه»، وأوضح أن «تيار المستقبل أعطى الموضوع طابعاً مذهبياً، إذ ربط اعتماد مطمرَي سرار وصيدا باعتماد مطمر في البقاع وتحديداً في بعلبك – الهرمل وليس في البقاع الغربي».
وأضاف المصدر: «تمّ رفض الموقع الأخير لمطمر في البقاع وتحديداً في الهرمل القاع لأسباب أمنية، كما تم رفض موقع رياق- كفرزبد لأسباب صحية وبيئية لقرب المطمر من مياه نبع شمسين ونبع الغزيل».
وعلمت «البناء» أن «عرضاً تلقاه صاحب شركة «ورد» شريف وهبي بأن تلزم شركته إدارة النفايات في الجنوب مقابل أن يبحث عن موقع لمطمر في الجنوب».