القاعدة: الواقع الميؤوس
صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
اختصر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله استنتاجات صائبة بقوله إن تنظيم ” القاعدة” وقع في الفخ الذي نصب له في سوريا. كأنما أراد القول ان اللعبة الجهنمية التي أودت بذلك التنظيم إلى سوريا، انما كي يلاقي حتفه على يد الجيش العربي السوري، هو ومن معه من تنظيمات أخرى تصب فيه.
فتحت الجغرافيا السورية الباب واسعا لاستقبال العناصر الجهادية الإسلامية من كل البقاع التي تريد التخلص منهم .. فلقد باتوا في عرف الأميركي ومن لف لفه قوى هدامة ينبغي ان يوضع لها حل يكون إما بإبادتها أو التخفيف من “شرورها” وقدرتها. ولئن فكر الغرب بهذه المعطيات، فلأنه رأى في الأزمة السورية ملاذا لهذا الحل الجهنمي الذي خدم الفكرة الغربية ويدفعها إلى التخلص من أكثر القوى خطورة على بلدانه .. إذ يريد الغرب ان ينعم بعدها بالهدوء الممكن كي يبدأ في تحديد مسيرته باتجاه مصالحه في المنطقة العربية.
وبالفعل، باتت سوريا مسرحا كبيرا للجهاديين من كافة التسميات الموحدة والمتنابذة .. ولكم ظنت تلك القوى الجهادية منذ انتقالها إلى الداخل السوري أن دورها سيكون جوهريا في إسقاط الدولة والنظام وبالتالي القفز إلى معجن السلطة للتحكم بمساراتها. ومن الواضح أن ثمة من أقنع هؤلاء بالفكرة القائلة بالسقوط القريب للرئيس السوري، ما يعني حكما الاستيلاء على سوريا، وبذلك يكون أكبر هم لهم في تاريخهم العسكري والسياسي قد تحقق بوصولهم لحكم سلطة ما بطريقة مباشرة.
اليوم يكتشف الجهاديون ان الواقع لم يكن كذلك.. اذ ما زالت سوريا على مناعتها، وما زال جيشها قادرا على حماية البلاد، بل والتصدي لهم والفتك بأفرادهم حتي قيل انه انزل بهم مقتلة عظيمة، ما دفعهم لإرسال المزيد من عناصرهم ممنوحة بتسهيلات من شتى الدول التي تريد الخلاص منهم، مع تقديم السلاح والمال الكافيين.. وعندما وصل الصراع بين الولايات المتحدة و”الائتلاف” السوري حين أدرجت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون “النصرة” على لائحة الإرهاب وقام رئيس “الائتلاف” معاذ الخطيب وكذلك جورج صبرا بالدفاع عنها، كان هنالك خيط رفيع يجمع الطرفين وهو ضرورة احتضان الجهاديين من كل التسميات تحت الفكرة القائلة بأنهم خير من يلعب الدور الانتحاري ويملك الشجاعة الكافية في الاقتحام والنزال .. وهكذا سكتت الولايات المتحدة، لكن الوقائع ما زالت تقدم حتى الآن عرضا ميؤوسا للجهاديين في تحقيق اهدافهم القريبة والبعيدة.
يثبت للجهاديين أنهم في ورطة وقد خدعوا، فلم يعد لهم أمل بتحقيق أهدافهم، مقابل عدم القدرة من الانسحاب بعد تورطهم، فهم اليوم يمارسون أنشطتهم على سبيل المزيد من التجربة.. ريثما.. لكنهم حقيقة في ورطة قد تكون سوريا آخر المعاقل لهم وآخر الممكن في بقائهم قيد القدرات التي عرفوا بها.