القائد كيم جونغ وون يَنتصر للقدس وفلسطين
موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*
لم تكن هي المرة الأُولى التي يَنبري فيها القائد العظيم كيم جونغ وون للانتصار للقدس المُصهينة وفلسطين الجريحة، برغم أن بلاده، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، تقع على الطرف الشرقي الأقصى من قارة آسيا، وعلى الرغم من أن الوصول إليها يتطلب السفر لمدة 4 أيام بعدة طائرات تابعة لعدد من الشركات والدول، و7 أيام على الأقل بالقطار عبر سيبيريا الروسية، بسب عقوبات منظمة الامم المتحدة، هذه الجهة الظالمة للبشرية والمنتصرة للأغنياء والظالمين الغربيين الذين يسيطرون عليها، والتي سبق وفرضت هذه العقوبات عدة مرات على كوريا وغيرها من الدول الحرة، براً وبحراً وجواً.
وفي رأي القائد كيم جونغ وون وحكومته، أن “إسرائيل تشكل عائقاً في منطقـتـنا، فهي تحتل مناطق عربية، وتنفذ جرائم ضد الإنسانية”، وإلى أنه من “المستحسن أن تفكر “إسرائيل” مرتين في العواقب التي ستترتب على حملتها التشويهية ضد كوريا”..
أمس، رفض الزعيم كيم جونغ وون الاعتراف بالكيان الصهيوني، لأنه أكد للعالم بأن لا وجود لمثل هذا الكيان، حتى يتحدث عنه، وحتى يكون له عاصمة هي القدس..، وما ذهب إليه القائد، هو توصيف دقيق للعدو المشترك، لم يذهب لتوصيفه على هذا النحو أي زعيم أجنبي آخر.. فجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لم تعترف بالكيان الصهيوني منذ إقامته إمبريالياً، وهي ترفض مبدئياً الاعتراف به، وتعتبره الدولة الكورية الحليفة لنا، مُلحقاً بالعدو التاريخي والعالمي، ومَخفراً أمامياً للاستعمار العالمي، مهمته الأساسية هي قمع حركات التحرّر العربي والجماهير العربية، ووقف عمليات التقدم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للامة العربية.
وقد سبق في أبريل/نيسان الماضي، أن هدّدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وتوعّدت في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الرسمية، كيان الصهيونية الدولية بضربة قاصمة وعقاب لا يَرحم، كما وصفته بدقة متناهية، بعدما اصطف الكيان الى جانب ترامب ضد كوريا وضد القائد المحترم والحليف الكبير كيم جونغ وون. ومَن لا يَعرف كيف تنتقم كوريا، عليه أن يَعرف ذلك من خلال الحروب العربية الصهيونية، حيث ألحقت القوات الكورية المشاركة في حماية التراب العربي والدفاع عن أُمتنا، ضربات قوية وقاصمة بالعدو وسلاح طيرانه على وجه التحديد، ولقّنته كوريا درساً مؤلماً يَستذكره الكيان وأزلامه في كل صراع في منطقتنا، لذلك تحاول تل أبيب ومنذ عشرات السنين جمع المعلومات عن الدول العربية ويديها على قلبها، خشية منها بوجود قوات كورية تقاتل على الجبهة السورية الصهيونية، إذ أن المقاتلين الكوريين هم مشروع شهادة متنقل، بكل ما في الكلمة مِن معنى، وهم يرفضون الاستسلام حتى، ويُفضلون الموت على ذلك، كما شهدنا في تاريخهم أكثر من مرة.
البيان الكوري وضع النقاط على الحروف، عندما تحدث عما تجهد أمريكا والغرب للتغطية عليه، وهو أن الكيان الصهيوني الاستثماري الدولي هو الوحيد الذي يمتلك أسلحة نووية في منطقة “الشرق الاوسط” بحماية مطلقة من الولايات المتحدة، وهذا: يُشكّل عائقاً في المنطقة، لكون الكيان يحتل مناطق عربية، ويُنفّذ جرائم ضد الإنسانية. وأشار البيان أيضاً إلى أن وجهة نظر جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتلخص في تسييد العدالة والسلام، ولذلك فإن موقفها بشأن الصراع هو: أن الفلسطينيين على حق في نضالهم لنيل حقوقهم في الأراضي المحتلة وإقامة دولتهم الخاصة بهم.
إن على غير العارفين بكوريا وعلاقاتها ووضعها العربي والدولي، قراءة التاريخ بتمعّن بالغ، واستخلاص العِبر والدروس والمعلومات منه، كما والبحث فيه عن خفايا الصراع الدولي ما بين بيونغ يانغ واشنطن وكيان الشركة الصهيونية الاستثمارية في فلسطين.. إذ شاركت هذه الشركة الاستثمارية في حروب كوريا، وأولغت أياديها في دماء الكوريين، فلم يكن هذا الإيلاغ مُستثمَراً في حروب منطقتنا العربية فقط، بل تعدّاه الى بقاع أخرى في العالم ومنه كوريا، ذلك أن أسراب طائرات كيان الشركة الصهيونية شاركت في حرب كوريا العنيفة بين سنتي (1950-1953م)، في محاولة يائسة من الكيان لتدمير الدولة الكورية الاشتراكية، بسبب مناهضة كوريا للولايات المتحدة ورفضها تمدّد أمريكا في آسيا وعلى حدود روسيا والصين، ولأجل أن “يكسب” الكيان خبرات قتالية في حروب كوريا وتطبيقها في حروبه ضد البلدان العربية، أي أن واشنطن عملت على التدريب المباشر والعَملاني للعدو الصهيوني في كوريا، بتسميم الكوريين وقتلهم وتدمير بلادهم، من أجل “نقل خبرات” هذا القتل وهذا التدمير والتسميم الى فلسطين والدول العربية. وهنا بالذات وفي غيره من النقلات الكورية العربية الكفاحية، ترتبط كوريا بعالمنا العربي بالكثير من صفحات التاريخ والنضال اليومي والمصيري، والهدف المشترك لكوريا والعرب هو تحجيم الصهيونية في عالمنا والقضاء عليها كونها شراً مُستطيراً ومرضاً عضالاً، ولحماية الاستقلاليتين الكورية والعربية اللتين تكمّلان بعضها بعضاً أمس واليوم وفي كل يوم وسنة وعقد وقرن ودهر.
شكراً للقائد الشريف كيم جونغ وون، وللقادة الشرفاء من قبله لهم المجد، كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، لمساهماتهم ومساعداتهم العسكرية والإعلامية والسياسية لأمتنا العربية وقضاياها العادلة، ونأمل أن تـُفتح صفحات التاريخ المشترك العربي الكوري، في يوم مُقبل على امتدادها، لنغرف منها ما نشاء، ولتعلم الأجيال الشابة والمُقبلة، أن لنا في كوريا الزوتشية والسونكونية الحمراء، سنداً لا يُقهر، يَفتح مخازن أسلحته أمام المخلصين من قادتنا وبلداننا المناضلة بلا تأفف، لنغرف منها ما نحتاج وما نشاء..
وليس ختاماً، استذكر هنا بالذات، روح النبيل الشهيد الشريف والصديق المتخصص بالشأن الفلسطيني ونقد الصهيونية، ومؤسس ورئيس الجبهة العالمية لمكافحة الصهيونية، الجنرال الروسي الكسندر زخاروفيتش رومانينكو، الذي قاتل ببطولة وبسالة في الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي (العالمية الثانية)، وفي الحرب الكورية – الدولية (1950-1953م)، ضمن وحدات النجدة الأممية الصينية، في سلاح المدفعية ضد الطائرات الصهيونية والأمريكية، والذي وضع روحه على كفّه مُتصدّياً لها في عمليات إسقاطها.. وأوجه لروحه التحية، معاهدين إيّاه بأننا لن ننساه ولن ننسى أمثاله الأبطال الصناديد، الذين استشهدوا في خضم مواجهاتهم للصهيونية الدولية في روسيا العظيمة وخارجها ومن أجل فلسطين والقدس، ومن أجل حياة سلمية وإنسانية وعادلة لكل الأجبال العالمية المُقبلة، بدون صهيونية ولا إمبريالية أو رجعية ووحشية تنال من البشر وحَيواتهم الخيّرة.
*مروان سوداح: مؤسس ورئيس المجلس الاردني والعربي للتضامن مع الشعب الكوري ومناصرة توحيد شطري كوريا ومجالس ولجان ومنتديات التضامن والصداقة مع كوريا، وحامل الأوسمة الرسمية الكورية، والصحفي والمواطن الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وإتحاد الصحفيين الكوريين.