“الفيتو” الخارجي عن فرنجية رُفع.. من سيسحب “البطاقة الحمراء” من يد معارضيه داخلياً؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
ترى مصادر سياسية متابعة لمسار الملف الرئاسي، ان تبدل الموقف السعودي، و”الفيتو” الذي رفعته عن اي مرشح يمكن ان يصل الى سدة الرئاسة، بعدما كانت تتمسك سابقاً بضرورة ايصال مرشح غير مقرب من الثنائي الشيعي، يُظهر بأن التسوية الرئاسية الفرنسية إقتربت من النضوج، فبحسب المصادر صحيح ان الرياض اكدت اكثر من مرة انها لن تسير وفق مبادرة باريس إلا انها اليوم ومن خلال تصريحات ومواقف السفير السعودي وليد البخاري خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين، تشي بأن المملكة لن تعرقل هذه التسوية.
عبارة عدم وجود اي فيتو سعودي على اي مرشح، والتي حرص البخاري على تكرارها بعد كل زيارة قام بها للسياسيين، تؤكد بحسب المراقبين، بأن الطريق فُتح امام رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهذا ما تؤكده مصادر متابعة لوكالة انباء اسيا، بأن السعودية كانت قد وعدت الفرنسيين ان السفير السعودي وعند عودته الى لبنان سيجول على المسؤولين ليبلغهم ان الرياض لا تضع فيتو على اي مرشح، وهنا تكون السعودية بحسب المصادر انتقلت من مرحلة الرفض لوصول فرنجية الى بعبدا الى مرحلة رفع الفيتو عنه، وهذا يدل بحسب المصادر ان حظوظ فرنجية ترتفع يوماً بعد يوم، خصوصاً ان المسعى الفرنسي يحظى بدعم أميركي قائم على عدة افكار ابرزها ان الادارة الاميركية تيقنت انه لا امكانية في لبنان للاتفاق على رئيس للجمهورية من دون موافقة الثنائي الشيعي، وانه لا يمكن تجاوزهما، وتُذكر المصادر كيف ان نبرة الادارة الاميركية كانت عالية مع بداية ايام الشغور الرئاسي، ضد اي مرشح مقرب مع الثنائي، وكيف خفتت مؤخراً وهذا ما يتضح من خلال كلام السفيرة الاميركية دورثي شيا في اكثر من زيارة للمسؤولين ان بلادها لا تضع “فيتو” على أحد.
وتؤكد المصادر ان هذا التبدل بالمواقف ليس محبة بالثنائي، ولكن بات للادارة الاميركية اهتمامات مستجدة في لبنان بعدما فشلت بفرض المرشح الرئاسي الذي تدعمه ومعركتها اليوم أصبحت حول من سيصل الى كرسي حاكم مصرف لبنان بعدما اقتربت ولاية رياض سلامة من الانتهاء، اضافة الى اتباع واشنطن في هذه الفترة سياسة تقطيع الوقت، لترى ما ستؤول اليه الامور في اوكرانيا والسودان، فبحسب المصادر، في حال وصل فرنجية الى القصر الجمهوري، وتمت صفقة وصول نواف سلام الى الحكومة، تعتقد كل من فرنسا وواشنطن ان أي انجازات على الساحة اللبنانية ستحدث مستقبلاً من خلال الاصلاحات او العمل على تحسين الاوضاع الاقتصادية، ستُنسب الى الحكومة التي يكون رئيسها شخصاً مقرباً من الاميركيين والفرنسيين، وبناء على هذا الاعتقاد أعطت واشنطن الضوء الاخضر لفرنسا للسير بهذا المسعى، وكلفتها بمحاولة اقناع السعودية بعدم عرقلة وصول فرنجية الى بعبدا.
اما التحول في الموقف السعودي بحسب المصادر، فهو انشغال الرياض بعدد من الملفات التي تهمها في المنطقة خصوصا بعد ابرام الاتفاق مع ايران، وتقاربها مع سوريا، اضافة الى سعيها المتواصل لتحقيق رؤيتها 2030، حتى بات لبنان تفصيلًا صغيرًا وفي اخر سلم اهتماماتها، ولكنها لن تتخلى حكماً عن نفوذها فيه، بحسب تعبير المصادر.
مع هذه التبدلات لا بد من طرح سؤال، هل طريق بعبدا باتت معبدة ومفروشة بالورود امام رئيس “المردة”؟ تجيب المصادر، ان الدعوة لجلسة انتخاب رئيس تحتاج الى ترتيبات تأخذ وقتاً طويلاً، خصوصا ان المعارضين لوصول مرشح الثنائي داخلياً كُثر، وان الاحزاب المسيحية قادرة على رفع البطاقة الحمراء بوجهه في حال اتفقوا على ذلك، ولكن الى اي مدى يمكنهم ان يتحملوا غضب الدول الخارجية التي تحركهم في لبنان؟.
وهنا ترى المصادر انه بعد زيارة البخاري لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط والاعلان من كليمنصو ان لا فيتو سعودي على اي مرشح، تكون الرياض اعطت إشارة الى جنبلاط، ان فرنجية بات يحظى بالغطاء العربي، وهو معيار اول للمرشحين الرئاسيين كان قد وضعه جنبلاط مؤخراً، ونقله عنه عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، حين اشار في حديث صحفي الى أن “الحزب الإشتراكي مستعد للنظر في ترشيح أي شخصية لرئاسة الجمهورية تستوفي شروط التبني العربي”.
وانطلاقا من هذا ترى المصادر ان التواصل الدائم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط والعلاقة التي تجمعهما يمكن ان تُليّن موقفه، وعندها يمكن ضمان قبول جنبلاط والاصوات التي يحظى بها فرنجية، ان يصل مجموعها الى اكثر من 65 صوتاً تمكنه من الفوز.
وتشير المصادر الى انه في الايام المقبلة قد نشهد اتصالات خارجية للضغط على “القوات اللبنانية” لتأمين نصاب للجسلة، اضافة الى تحريك مروحة داخلية تكون مهمتها التأثير على الموقف المسيحي ودفعها للنزول الى الجلسة بالمرشح الذي يختاروه، مؤكدة ان الساحة الداخلية ستأخذ الكثير من الاخذ والرد لتفتيت العقبات ولتأمين نصاب الجلسة، وسحب البطاقة الحمراء من يد معارضي فرنجية، بحسب المصادر.