الفصائل المُسلَّحة ومخاوف وأد “مهد الثورة”.. ما الاحتمالات؟
مع اقتراب إعلان العاصمة السوريّة خالية من المظاهر المسلّحة، يتمّ الحديث عن فتح ملفّ درعا؛ ليكون الجنوب السوريّ قاب قوسين أو أدنى من عملٍ عسكريٍّ قد يُفضي إلى تسويةٍ شاملة كما بقيّة ملفّات محيط دمشق وغوطتها الشرقيّة التي عاد الاستقرار إليها بهذه الطريقة.
وفي مرحلة الاستعداد لتحديد مصير الجنوب، أعلنت فصائل مسلَّحة في درعا عن توحيد نحو 5 تنظيماتٍ في تشكيلٍ جديد تحت راية “قوّات أحرار نوى”، بعد أيّامٍ على إعلان تشكيل “الجبهة الجنوبيّة” التي تضمُّ حوالي 90 فصيلاً في ريف درعا.
وتحالف المجموعات المسلَّحة يأتي في ظلِّ ترقّبٍ مجهول لمصير جبهة درعا، التي تضمُّ عشرات الفصائل تحت مسمّياتٍ مختلفة، ومنها من تقاتل تحت مظلّة الجيش الحر، بعد اتّجاه العديد من الفصائل والعناصر من جبهات الداخل السوريّ إلى درعا وريفها جرّاء العمليات العسكريّة التي شنّها الجيش السوري نهاية العام الماضي في محيط دمشق.
وبدأت الدعوات من قِبَل قادة الفصائل المتواجدة في الجنوب السوريّ إلى توحيد الصفوف والجهود لإنهاء حالة الانقسام والقتال تحت رايات ومسمّياتٍ متعدّدة، مطالبين بسباق الوقت للتوحّد والاستعداد لمواجهة القوّات السوريّة والحفاظ على “مهد الثورة”، بحسب قولهم.
ومع إعلان التوحيد في “الجبهة الجنوبيّة”، ركّزت قادة الفصائل على ضرورة التغاضي عن أيّة خلافاتٍ داخليّة ووأدها في أرضها مقابل النظر إلى المعركة الكبرى التي تنتظر حوران بأكملها، مبيّنين أنَّ المرحلة الصعبة قادمةٌ وتكاد تكون الأصعب منذ بدء الثورة في درعا التي تعدُّ المدينة الرمز للثوار.
وأكّد قادة الفصائل أنَّ لا قائد لهذا الفصيل حتّى تكتمل ملامحه وتنضمّ إليه كلّ الفصائل المتواجدة في جنوب البلاد، مشدّدين على ضرورة مواجهة المرحلة القادمة بالتكاتف والقتال كيدٍ واحدةٍ وجسدٍ واحد.
ومن لواء عامود حوران إلى شباب السنّة، وأبابيل الجنوب، وجبهة الشام، وسيف الإسلام والمغاوير، ولواء فجر الدين، وكتيبة الردع، وجيش الثورة، وفصائل أُخرى، جميعها فصائل أعلنت الانضمام إلى الجبهة الجنوبيّة، مقابل رفض فصائل أُخرى العمل تحت راية من وصوفوهم بالمتطرّفين”، داعين إلى تشكيل جبهةٍ منفردة لحماية درعا وأهلها، كما ذكروا.
ويمثّل رفض حوالي 25 فصيلاً دعوات الفصائل الأُخرى للتوحّد، بمثابة طعنٍ جديد في “ظهر الثورة”، كما ذكرت مصادر معارضة، مشدّدةً على وجوب نزع الخلافات من طريق الثورة وعدم الارتهان للخارج في هذه المرحلة المجهولة المصير.
وتبقى جبهة درعا غير مكتملة الملامح من الجانبين، سواء الدولة السورية أو الفصائل المسلّحة، فلا مصير محدّد حتّى اللّحظة لمعرفة ما إذا كانت تتّجه إلى العمل العسكريّ أو التفاوض وإغلاق الملفّ الجنوبيّ أسوةً بملفّ الغوطة الشرقيّة بالريف الدمشقيّ، كما ذكر مصدرٌ مطّلع لـ”وكالة أنباء آسيا”، مبيّناً أنَّ أيّ عملٍ عسكريّ في المنطقة سيتم الإعلان عنه من خلال التجهيز للمعركة، في حين أنَّ العمليّة التفاوضيّة قد تتّسم بالسرّيّة خلال مراحلها الأُولى منعاً لأيّ ضغوطٍ خارجيّة قد تُمارس على الفصائل فتؤدّي إلى إفشال التسوية في المنطقة.