الفترة الانتقالية للرئاسة الأميركية: تسلُّم وتسليم.. وحقيبة نووية وتعيينات جديدة
كيف تجري عملية التسلُّم والتسليم بين رؤساء الولايات المتحدة الأميركية؟ متى يتسلم الرئيس الجديد مهامه؟ ما “الحقيبة النووية” ومتى يتسلمها الرئيس الجديد؟ وكيف يشكل الرئيس الجديد حكومته؟ أسئلة متعددة تطرأ على الأذهان إبان كل عملية انتقال رئاسي من رئيس سابق إلى رئيس جديد استطاع الوصول الى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
يقول خبراء بحسب صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” إن مراسم التنصيب تجري في الـ20 من كانون الثاني/ يناير من السنة التي تلي الانتخابات الرئاسية أي في هذه الحالة عام 2017، وإلى ذلك الحين، تعيش الدولة مرحلة انتقالية من الإدارة القديمة المنتهية ولايتها إلى الإدارة الجديدة، والمسؤولون القدامى يعرضون الأمور على الذين سيحلون مكانهم، لكي يتمكن الرئيس الجديد عند تسلمه المنصب من تنفيذ مهماته بفاعلية.
أما الرئيس الجديد نفسه، فيوضح التقرير أنه خلال هذه الفترة يحاول الحصول على موافقة لجان مجلس الشيوخ على تعيين أنصاره في المواقع المهمة، من وزارة الخارجية، وزارة الحرب إلى المالية، وكقاعدة، لا يقوم الرئيس الجديد بأية زيارات خارجية خلال هذه الفترة، بل يهتم بالقضايا الداخلية، على الرغم من حقه في لقاء ممثلي الدول الأجنبية لرسم سياسته الخارجية.
ما الحقيبة الطارئة أو “كرة القدم النووية”؟ وأي الرئيسين يحملها خلال الفترة الانتقالية؟
أما الحقيبة الطارئة أو ما يسمى بـ “كرة القدم النووية”، فإن الرئيس القديم يبقى شرعيًا الشخصية الأولى في الدولة الذي له الحق بالتصرف بـ “الحقيبة النووية”، وكذلك القيام بالمهمات الرسمية بمفرده دون حضور الرئيس الجديد، لكن مثلا قبل 8 سنوات نظم جورج بوش-الإبن قبل مغادرته البيت الأبيض حفل استقبال لكل رؤساء الولايات المتحدة الذين كانوا حينها على قيد الحياة.
الرئيس القديم يبقى شرعيًا الشخصية الأولى في الدولة الذي له الحق بالتصرف بـ “الحقيبة النووية”
وهذه الحقيبة المثيرة للجدل، هي ما اعتاد على حملها رؤساء أميركا المتعاقبين أينما توجهوا خلال فترة رئاستهم، وهي حقيبة جلدية سوداء يتناوب على حملها خمسة جنود أميركيين ممن تلقوا تدريبًا خاصًا بآلية التعامل مع هذه “العهدة الخطرة”، يلازم هؤلاء الرئيس الأميركي على الدوام كي يتمكن الأخير، حال حدوث خطر عالمي، من تشغيلها وإطلاق هجوم نووي في غضون دقائق.
حقيبة الرئيس الطارئة تحمل باليد ومحاطة بهيكل من الألومنيوم المتين، مغطى بجلد أسود يبرز منه أحيانًا هوائي يشي بأنها تحوي معدات اتصال، وتحتوي على عناصر غاية في السرية تسمح للرئيس الأميركي أن يأذن بتوجيه ضربة نووية في حال كان بعيدًا عن مراكز القيادة (غرفة العمليات).
الفترة الانتقالية للرئاسة الأميركية: تسلُّم وتسليم.. وحقيبة نووية وتعيينات جديدة
هل للرئيس المنتخب سلطات ممنوحة في الفترة الانتقالية؟
فيما يتعلق بالسلطات الممنوحة للرئيس الأميركي، يوضح المحلل السياسي غيفورغ ميرزايان أن الرئيس المنتخب لا يمتلك أية سلطة، ولكنه يستطيع التأثير في اتخاذ القرارات، وعلى سبيل المثال في بداية عام 2000 كان بيل كلينتون رئيسًا للولايات المتحدة، وجورج بوش الابن رئيسًا منتخبًا، وكانت الإدارة الأمريكية حينها منشغلة بمسألة زيارة الرئيس المنتهية ولايته إلى كوريا الشمالية، لكن نتيجة إصرار أعضاء حكومة بوش المقبلة أُلغيت الزيارة، ويندم الأمريكيون الآن على إلغاء تلك الزيارة، لأنهم يعتقدون أنه كان بالإمكان قبل 16 سنة إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن إنتاج السلاح النووي، بمعنى آخر فإن الإدارة القديمة هي مثل “بطة عرجاء”، عليها على أقل تقدير أخذ موقف الإدارة الجديدة بالاعتبار، لذلك لا أعتقد أن يرفض أوباما موقف الرئيس الجديد في أي مسألة، وفق تعبير أوليفيتش.
كيف يشكل الرئيس الجديد حكومته؟
وفي ختام تقرير الصحيفة، تطرح على مدرسة الاقتصاد العليا أوليغ ماتفييتشيف سؤالاً حول كيفية تشكيل الرئس المنتخب لحكومته، فتوضح أوليغ أن أميركا جمهورية رئاسية يملك فيها رئيس الدولة صلاحيات واسعة، ولا يمكن لأي كان التدخل في عمل الإدارة الأميركية باستثناء الكونغرس، الذي يحق له التحقيق في عملها علنًا، وهذا نادر جدًا، أي أن تقاليد تشكيل الحكومة في الولايات المتحدة هو إجراء حر.
أما بالنسبة إلى المسؤولين في الحلقات الوسطى أو العسكريين، فتوضح ماتفييتشيف أن هناك قوانين الخدمة التي تنظم تعيينهم، لكن مساعدي الرئيس أو وزير الخارجية يمكن أن يكون أي شخص “حتى وإن كان من الشارع” أو كان صديقا للرئيس أو من أقربائه. هذا من الناحية القانونية، توضح المدرسة.
ومع ذلك، فإن أي رئيس هو مرتبط باتفاقات غير رسمية مع النخبة التي ساعدته على الفوز بمنصب الرئيس. لذلك، فمن المفترض أن يقدمهم لإشغال مناصب رفيعة في الدولة، خاصة ممن ضمنوا فوزه في الولايات الرئيسة.