الغطرسة الأميركية… ماذا عن الردّ الإيراني!؟
جريدة البناء اللبنانية-
هشام الهبيشان:
تزامناً مع الحديث عن قرب توقيع الاتفاق النووي مجدّداً بين إيران والولايات المتحدة ومجموعة دول (4 + 1)، ما زالت أميركا تتمسك بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ «منظمة إرهابية»، وهنا بات واضحاُ أنّ إيران تتعرّض لحملة ابتزاز أميركية ممنهجة، لن تتوقف عند حدود مساومة الاتفاق النووي بتخفيف سلسلة الضغوط الاقتصادية الأخيرة، ولا عند تمسك الأميركي بقراره بخصوص الحرس الثوري، وهنا وفي هذه المرحلة يمكن القول إنّ إيران، قد دخلت في مرحلة تحاول فيها أميركا وضع إيران بين فكي كماشة وهي مرحلة أكثر صعوبة من كلّ المراحل التي كانت تتعرّض فيها إيران لضغوط أميركية، فالتحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية بات يراهن عليها الأميركي اليوم لزيادة الضغوط على إيران.
وليس بعيداً عما يجري في سورية واليمن وما يخطط لاستهداف لبنان وتفجيره من الداخل، فهناك علامات ومؤشرات واضحة على مشروعٍ أميركي واضح، يسعى لإسقاط إيران في جحيم الفوضى، وذلك من خلال إسقاط مفاهيم الفوضى بكلّ تجلياتها المأساوية على الحالة الإيرانية، كاستنساخٍ عن التجربة السورية، لتكون هي النواة الأولى لإسقاط إيران، تحديداً في جحيم هذه الفوضى…
وهنا لنعترف جميعاً، بأنّ استراتيجية الحرب التي تنتهجها أميركا ضدّ إيران، بدأت تفرض واقعاً جديداً، وإيقاعاً جديداً لطريقة عملها ومخطط سيرها، فما يجري الآن في إيران تحديداً من ظروف اقتصادية سيئة، ما هو إلا تمهيد لفصول مقبلة سيكون عنوانها الرئيسي إدخال إيران في حرب استنزاف لضرب دور إيران في المنطقة، ولتحجيم قوّتها ومكانتها العسكرية والإقليمية.
هذا الملف بالتحديد المتمثل بزيادة الضغوط الأميركية المركبة الأهداف والعناوين على إيران، يحتاج اليوم إلى قرار سريع من كلّ أركان الدولة الإيرانية، لإيقاف مسار هذه الحرب المركبة الأهداف والعناوين الأميركية التي تستهدف إيران اليوم، والمطلوب هو التصدي المباشر لهذه الغطرسة الأميركية وبكلّ السبل والوسائل الإيرانية الممكنة والمتاحة، لأنّ عدم المواجهة مع الأميركي الآن بشكل مباشر، والاكتفاء بالمواجهة بساحات خلفية ستكون أثمانه عالية جداً مستقبلاً على إيران.
ختاماً، صار لزاماً على الأشقاء في إيران… التصدي ومواجهة الغطرسة الأميركية وبشكل مباشر… لأنّ المرحلة وتداعياتها خطيرة جداً على إيران، لأنّ ما ستفرزه هذه الغطرسة، ستكون نتائجه وتداعياته كارثية، والسؤال متى ستتحرك إيران لمواجهة هذه الغطرسة الأميركية وبشكل مباشر…؟