الغاز والنفط ولعبة الديموغرافيا في منطق بكركي
وكالة مهر للأنباء –
د. حسين علي حسني حمية:
لم يكن في ذهن إلياس الحويك عندما عرض مشروعه لإنشاء لبنان الكبير على الفرنسيين أن يكون هذا البلد متلون طائفياً او يحتوي اجزاء تضم ديموغرافيا شيعية بالدرجة الأولى… ولذلك لم يكن يريد لا جنوب النهر ولا شرقي البقاع، ولكن حسابات المنتدب لم تلتقي مع حسابات البطرك، فكان لبنان هذا بصورته الحالية بلداً يشمل مناطق التواجد التاريخي للشيعة والسابقة للتواجد الماروني فيه بعدة مئات من السنين…
وهكذا خاب امل البطريرك ولم ينجح في الحصول على لبنانه الذي يريد والذي يشبه كثيراً فكرة الكيان المؤقت، ولذلك بدأت المفاوضات بين بكركي وهذا الكيان وممثليه مبكراً ولكن وبالتوازي بدات سياسة الضغط على السلطة الهجينة المحكومة للإنتداب في صياغة تشريعات تناسبهم فقط، وكذلك تهميش المناطق الشيعية ووضعها تحت سيف الجهل والحرمان عبر مركزة الخدمات بعيدا عن الأطراف، وكذلك سياسة إغلاق المدارس وتهميشها في المناطق التي لا تواجد لهم فيها…
بالمقابل كان هناك تعزيز لتواجد الإرساليات ضمن فكر متشدد وقمعي يهدف لتغيير الثقافة وتذويب الأصالة الفكرية لهذه الطائفة والأخطر من كل ذلك دعم وحماية ظاهرة الخارجين عن القانون في هذه المناطق.
في ظل كل هذه المراحل بدأ ظهور دراسات جديدة حول وجود النفط والغاز في لبنان ولكن تم تجاهل هذه الدراسات وطمسها كون ان بكركي لا تريد اي شيء يعمل على تثبيت الديموغرافية المسلمة في أماكنها فظلت الثروة مدفونة، وتم تصعيد الحملات الهادفة لتغير وجه لبنان الديموغرافي
ولما لم يجدي ذلك نفعاً؛ إستخدم هؤلاء السلاح بحجج كثيرة ولم يترددوا في إستدعاء السلاح الصهيوني ولمّا اوشك مشروعهم على السقوط تحت سيل الدماء والتضحيات بعد ارتكابهم مجازر داعشية وحشية مقتبسة من عصور ما قبل الإنسانية إستدعوا السلاح العربي لحمايتهم… وبعدها انتقلوا لمرحلة الحكم العميق والتحكم بمفاصل الدولة من خلال مكتسباتهم التشريعية والوظائفية وشن حرب ناعمة بشعة على البيئة التي لا تنتمي لفكرهم…
وفي ظل كل هذه المراحل بدأ ظهور دراسات جديدة حول وجود النفط والغاز في لبنان ولكن تم تجاهل هذه الدراسات وطمسها كون ان بكركي لا تريد اي شيء يعمل على تثبيت الديموغرافية المسلمة في أماكنها فظلت الثروة مدفونة، وتم تصعيد الحملات الهادفة لتغير وجه لبنان الديموغرافي وابشعها كان في ظل الدم خلال حرب تموز، ولكن هذا المشروع سقط فبدأت الحملات الناعمة عبر الإعلام والحصار الإقتصادي وإستخدام الفاسدين في السلطة…
وهكذا حتى إغراق لبنان في اسوء ازمة إقتصادية في تاريخه وجعل معظم الديموغرافيا المسلمة ديموغرافيا قلقة وقابلة للإنفجار، ولكن وفي كل هذه المراحل كان الصمود والحلول التي تعمل على التخفيف من حدة الأزمات تسقط الأهداف التي تسعى لها بكركي، فخرجت بالأمس في جولة للدفاع عن عملاء الصهاينة وعن مشروعهم الرامي لإسقاط البيئة المسلمة بالدرجة الأولى.
ثم يخرج علينا اليوم مستشار سيد بكركي سجعان قزي في تصريح يحاكي ويكشف عن هاجسهم العميق والذي يجعلهم يجمدون مطلبهم في تطبيق الكونفدرالية في لبنان خوفاً من يكون الماء والنفط من نصيب الشيعة… اليوم خرج هذا الحقد الطائفي علنا ليتحدث عن خوف من حقوق مكتسبة مناطقياً في ثروات الجنوب، ولا بد لنا هنا ان نستذكر ان هذا المستشار نفسه من وقف بوجه اجلاء شيعة الشمال السوري المذبحين والمفجوعين بإتجاه ريف حمص كي لا يكون تواجدهم داعماً للديموغرافيا الشيعية في لبنان…
انه المشروع الخفي والدولة العميقة ولا قيامة للبنان دون تخطي هذا المشروع…