العودة إلى الجنوب
موقع قناة المنار-
سمير الحسن:
عندما تقدمت اللجان الشعبية، والجيش اليمني إلى عدن بداية الحرب ٢٠١٥، اعتقد البعض ان أنصار الله ارتكب خطأ استراتيجيا. لكن ذلك التقدم كان يعني مسألتين: اولا، إن حركة أنصار الله تخوض حربا وحدوية، وليست انفصالية؛ ثانيا، من يريد الدفاع عن صنعاء، عليه القتال في عدن.
صحيح إن المساحة الجغرافيا التي يتحرك أنصار الله فيها كبيرة جدا، وكانت تحتاج إلى عديد قوات كبيرة، ولكن اعتماد تكتيك المشاغلة،وخطط إرباك قوى العدوان، أبعد شبح الخطر عن صنعاء.
بعد عدة سنوات، تعود القوات اليمنية للتقدم إلى الجنوب من بوابة شبوة. نجاح اللجان الشعبية، والجيش اليمني، والقبائل بالسيطرة على مديرية بيحان، أسس لمعركة استعادة الجنوب اليمني، وعزز من الوحدة الوطنية، وأسقط فكرة التقسيم.
صحيح أن السيطرة على محافظة البيضا، ومديرية بيحان، وشبوة، يقطع الإمداد عن مأرب، ولكن أيضا هو استكمال لمعركة استعادة اليمن كاملا، وإخراج كل دول العدوان من أرض اليمن.
كما أن استعادة شبوه يعتبر تحولا استراتيجيا في مسار الحرب، ونقطة ارتكاز للتقدم نحو بقية الجغرافيا، وهذا التقدم يفتح عدة خيارات، ويعطى القوات المشتركة هامشا أوسع للمناورة، منها التقدم نحو حضرموت، أو أبين، ولكن هذا أيضا يشير إلى حجم انضمام القبائل، ووحدات فلول هادي.
كذلك، فإن انحسار مجموعات القاعدة، وداعش من مسرح العمليات يعطي اللجان الشعبية، والجيش اليمني أفضلية لاستكمال استعادة بقية المحافظات.
لا شك أن تعنت دول العدوان، وتصميمه على عرقلة العملية السلمية، واستمرار الحصار يدفع بالقوات اليمنية للاستمرار بالتقدم، وحسم معركة مأرب، وهذا سيشكل هزيمة كبرى للمملكة العربية السعودية.
وتأتي الإنجازات العسكرية بالتزامن مع انحسار الدور الاميركي في المنطقة، ونجاح محور المقاومة بكسر الحصار، ودخول الناقلات النفطية الإيرانية إلى سوريا، ونقل الفيول إلى لبنان، واستجرار الطاقة من مصر إلى لبنان عبر سوريا ليشكل تحدياً كبيراً للولايات المتحدة الأميركية، وهذا يكرس حضور محور المقاومة في كل الساحات، وسقوط المشروع الاميركي في المنطقة، واستعادة زخم القضية الفلسطينية خاصة بعد معركة سيف القدس.
إن انتقال اليمن من دولة هامشية إلى دولة محورية سيعزز قوة محور المقاومة على مختلف الجبهات، في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين، ويعطي قوة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وأرضه.