العناية الإلهية ووعي المقاومة والجيش أفشلا كمين خلدة الإجرامي
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور*:
اجتاز لبنان مطلع الاسبوع الحالي قطوعا خطيرا جدا كاد يودي بالبلد الى جهنم حقيقية! لو لم يسارع حزب الله الى تطويق التداعيات الناجمة عن الكمين الذي نصبه عدد من الخارجين على القانون بهدف جرّ الناس الى قتال يبدأ ولا ينتهي. وقد بذل الحزب جهوداً خارقة لإخماد مؤامرة ضخمة كان يتوقعها على ما يبدو، وأبدى رباطة جأش وارتقاء عاليين من الوعي والمسؤولية. ولا شك أنّ الحزب يتحمّل ضغوطاً من بيئته بسبب حوادث كثيرة تتكرّر تحديداً على الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب هدفها إشعال حرب أهلية لا يريدها إلا المأجورون الذين لا يخافون الله في وطنهم وعموم اللبنانيين، مستهدفين حياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وبالتالي استدراج المقاومة الى مواجهة عسكرية تكون حلقة في مخطط توريطها في حرب اهلية مصغرة!!
وتقول صحيفة «يديعوت احرنوت» الصهيونية في عددها الصادر أمس انّ الكمين الذي نصب لجنازة في خلدة كان مُحضراً ومدروساً يُضاف الى سلسلة الحروب الامنية والاقتصادية والإعلامية التي تشنّها الولايات المتحدة والسعودية و»إسرائيل» على سلاح الحزب.
ومنذ الشرارة الاولى للكمين لم ينزل الحزب الى الارض وترك الأمر للجيش اللبناني الذي ينشط في ملاحقة المشاركين في الكمين، وأوقف أحد المخططين وعدداً من الذين تولّوا التغطية النارية لحظة استهداف الجنازة، ويستمرّ الجيش في مداهمته حتى لا يتولى اصحاب الدم مسؤولية المداهمة والاعتقال، وبحوزته لوائح بأسماء جميع المشاركين في الكمين.
هذا في ما خصّ كمين خلدة الذي أفشله وعي المقاومة والجيش، أما بقية الكمائن التي يعاني منها بلدنا انطلاقاً من جريمة المرفأ الحُبلى بالكثير من التداعيات وتدحرج للرؤوس الكبيرة دون محاسبتها، الى أزمة تشكيل الحكومة التي تراوح بسبب المحاصصة والمداورة، وكأنّ البلد في أحسن حال، الى أزمة الكهرباء وفواتير أصحاب المولدات التي بلغت أرقاماً خيالية، الى أزمة المازوت والبنزين، الى فقدان الأدوية، الى تحليق أسعار المواد الغذائية الى عليين و… و… واللائحة تطول.
في عتمة هذا الواقع المؤسف قال سماحة السيد حسن نصر الله خلال اجتماعه الى خطباء شهر محرم في مناسبة عاشوراء انه لن ينجرّ الى حرب أهلية وبتنا أقرب الى إحضار البنزين من إيران عبر البحر والبرّ، ويقوم اخواننا بترتيب الأمور في طهران، وسنُحضر الدواء الإيراني الى لبنان، وعلى الذين يخشون من ان يكون الدواء الإيراني مسمما ألا يأخذوا منه».
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي