العراق ما بعد مواقف السيد الحائري والسيد الصدر!!
موقع الخنادق-
علي نور الدين:
في خطوة مهمة لناحية التوقيت والدلالات والتأثيرات، أصدر المرجع السيد كاظم الحائري بياناً يوم الإثنين، أعلن فيه عدم استمراره في التصدي للمرجعية (أي الاعتزال من المرجعية)، ذاكراً بأن سبب ذلك يعود الى مرضه وتقدمه في العمر. مؤكداً بأن على جميع المؤمنين إطاعة الولي قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي وتقليده. موصياً أتباعه بذلك لإن الإمام الخامنئي هو “الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشرّ ضدّ الإسلام المحمّدي الأصيل”. كما أوصى العراقيين بشكل خاص، بالحفاظ على الوحدة فيما بينهم وعدم إفساح المجال للاستعمار والصهيونيّة وعملائهم، بإشعال الفتنة والتناحر فيما بينهم. كما أوصاهم بالحفاظ على الحشد الشعبي بوصفه “قوة مستقلة غير مدمجة”، مضيفاً بأنه لابدّ من دعمه وتأييده.
وتطرق السيد الحائري الى مسألة بالغة الأهمية، تهمّ كل العراقيين المرتبطين بتيار الشهيدين الصدر (السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر)، فيما يتعلق بالمرجعية والقيادة قائلاً بأن عليهم أن يعرفوا بأنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها. مشيراً بأنه لا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب. مشدداً على أنه من يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين، أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة، فهو في الحقيقة ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب، وهذا ما عدّه الكثيرون تلميحاً واضحاً للسيد مقتدى الصدر.
وهذا ما تأكد سريعاً، حينما أصدر السيد مقتدى بياناً أعلن فيه اعتزال العمل السياسي نهائياً، وإغلاق جميع المؤسسات التابعة له، في خطوة تحصل للمرة الـ 7 منذ تصديه للعمل السياسي ما بعد العام 2003. متابعاً في بيانه أن “الكل في حلّ مني.. وإن مت أو قُتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء”. مضيفاً بأنه لم يدّعي يوماً العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، في رد منه على بيان السيد الحائري، وبعكس ما تؤكدّه العديد من المصادر الإعلامية والسياسية (حتى أن فورين بوليسي أعدّت مقالاً مطلع هذا الشهر قالت فيه بأن السيد مقتدى يسعى لأن يكون الإمام الخميني للعراق)، مبرراً بأن هدفه كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقويم الاعوجاج، الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية (بحسب زعمه). مدعياً بأن السيد الحائري لم يعتزل المرجعية أو أنه قد أصدر بيان اليوم بمحض إرادته…
وأضاف مكتب السيد مقتدى في بيان له أيضاً، على أنه يمنع منعاً باتاً التدخل في جميع الأمور السياسية والحكومية والإعلامية ورفع الشعارات والهتافات باسم التيار. كما جرى إغلاق كل الصفحات الرسمية المرتبطة به، على وسائل التواصل الاجتماعي ومن ضمنهم حساب محمد صالح العراقي المعروف بلقب “وزير القائد”.
ردة فعل أنصار السيد الصدر
خطوة السيد مقتدى دفعت بالعديد من أنصاره – الذين كانوا يعتصمون للأسبوع الخامس على التوالي للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة – الى اقتحام القصر الجمهوري ومقر مجلس الوزراء، ما دفع بالجيش العراقي الى إعلانه حظر التجوال في العاصمة بغداد.
فيما أعلن رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي تعليق جلسات المجلس بعد اقتحام متظاهرين القصر الحكومي.
وهنا يعيد السؤال ليطرح من جديد: كيف ستنتهي هذه الأزمة في العراق وما هو أفق ومسارات الحلول؟