العراق: «كرّ وفرّ» واستنفار عسكري للتصدي لمسلحي «داعش»
تتسارع الأحداث الميدانية في العراق عقب سقوط العديد من المناطق بيد مسلحي «داعش» وانسحاب الجيش العراقي منها، فقد فرضت قوات البشمركة الكردية، اليوم، سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك بهدف حمايتها من هجوم محتمل للمسلحين، بينما قتل 20 مسلحاً جاؤوا من سوريا، في اشتباك في قضاء سنجار بالموصل. كذلك، كلفت قيادة الجيش مسؤولين عسكريين جدداً لإدارة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين بعد بسط سلطة المسلحين عليها.
وزير «البشمركة» ينجو من تفجير في كركوك
نجا وزير «البشمركة» شيخ جعفر مصطفى، اليوم، من تفجير استهدف موكبه أثناء تفقده القوات الكردية جنوب غرب مدينة كركوك العراقية، وأدى التفجير إلى مقتل عنصر أمن كردي، وفقاً لمسؤول كردي عسكري.
وقال آمر لواء «البشمركة» العميد شيركو فاتح شواني إن «موكب وزير «البشمركة» كان في طريق العودة من مناطق جنوب غربي كركوك، حيث تعرض لانفجار عبوة ناسفة، أدت إلى مقتل عنصر من «البشمركة».
وجاء الهجوم بعدما فرضت قوات «البشمركة»، اليوم، سيطرتها الكاملة على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد، بهدف حمايتها من هجوم محتمل لمقاتلين جهاديين، بحسب ما أفاد مسؤولون أكراد. يذكر أنها هذه المرة الأولى التي تسيطر فيها القوات الكردية على كركوك، التي تتولى المسؤولية الأمنية فيها عادة قوات مشتركة من العرب والأكراد والتركمان، وهم عناصر في الشرطة المحلية.
وفرضت قوات البشمركة الكردية، اليوم، سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد بهدف حمايتها من هجوم محتمل لمقاتلين جهاديين، بحسب ما أفاد مسؤولون أكراد.
وهذه المرة الأولى التي تسيطر فيها القوات الكردية على كركوك (240 كلم شمال بغداد) التي عادة ما تتولى المسؤولية الأمنية فيها قوات مشتركة من العرب والأكراد والتركمان هم عناصر في الشرطة المحلية.
وقال العميد شيركو فاتح رؤوف قائد اللواء الأول من قوات البشمركة إن «قواتنا أكملت نشر عناصرها حول مدينة كركوك وأكملنا سيطرتنا على المدينة».
وأضاف: «لن نسمح بدخول عنصر واحد من تنظيم داعش إلى مدينة كركوك».
بدوره، أكد محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم أن «قوات البشمركة ملأت الفراغات التي سببها انسحاب الجيش العراقي من مواقعه التي لم تعد موجودة»، في اشارة الى المواقع الواقعة خارج المدينة عند أطرافها الجنوبية والغربية.
«داعش» ينقل عربات عسكرية عراقية إلى «الولايات الغربية» في سوريا
عرض تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، اليوم، صوراً تظهر جرافات تابعة له تقوم بإزالة الساتر الترابي الذي أقيم أخيراً على الحدود بين العراق وسوريا للحد من تسلل المسلحين عبرها، وأخرى لعبور عدد من العربات العسكرية التي قال إنه «غنمها» من الجيش العراقي باتجاه سوريا.
ونشرت صفحة تابعة لـ«الدولة الإسلامية» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم، صوراً لجرافات تقوم بإزالة الساتر الترابي بين العراق وسوريا، وعبور عدد من الشاحنات وعربات «الهمر» العسكرية الأميركية التي «غنمها» مقاتلو التنظيم من الجيش العراقي أخيراً باتجاه سوريا.
وكانت قد أعلنت وزارة الداخلية العراقية، في أيار/مايو 2013، أن شرطة الحدود أنجزت حفر خندق وساتر ترابي بطول 230 كيلومتراً على الحدود العراقية ـ السورية بهدف السيطرة على «عصابات التهريب والتسلل».
وكتبت تعليقات شارحة للصور «عبور عربات عسكرية اغتنمها جنود الدولة الإسلامية من الجيش العراقي في ولاية نينوى باتجاه ولاية البركة (الحسكة) شرق سوريا، بعد إزالة «حدود العار»».
كذلك، قتل، اليوم، 20 مسلحاً جاؤوا من الجانب السوري، وأصيب 3 من قوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق)، في اشتباك بين الجانبين في قضاء سنجار بالموصل، شمال العراق، بحسب مصدر أمني كردي.
وقال المصدر الأمني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن «اشتباكات اندلعت فجر اليوم بين مجموعة مسلحة (لم يذكر هويتها) أتت من الحدود السورية في ناحية سنوني (60 كلم شمال غربي سنجار) وبين قوات البيشمركة المتمركزة في الجانب العراقي».
وأضاف أن «الاشتباكات استمرت ساعات عدة، وأسفرت عن مقتل نحو 20 مسلحاً، فيما أصيب ثلاثة من عناصر البيشمركة بجروح (لم يوضحها)».
وأشار المصدر إلى أن «المسلحين تركوا معداتهم وأسلحتهم ولاذ من تبقى منهم بالفرار تجاه الحدود السورية».
وتضاربت أنباء عديدة، أمس، عن وقوع اشتباكات بين قوات البشمركة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بـ«القاعدة»، في أكثر من مكان في محافظة نينوى، شمال البلاد (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد)، وذلك قبل أن تنفي وزارة البشمركة رسمياً في بيان اليوم وقوع أية اشتباكات.
على صعيد آخر، قال مصدر حكومي عراقي، اليوم، إن قيادة الجيش كلفت مسؤولين عسكريين جدداً لإدارة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين، بعدما سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مناطق واسعة في المحافظات الشمالية والغربية.
وفي تصريح صحافي، قال المصدر الحكومي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن قيادة الجيش كلّفت كل من الفريق علي محسن الفريجي والفريق حاتم المكصوصي بإدارة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين، من دون أن يبين خلفيات الضابطين العسكرية.
وقد اقترب مقاتلو «داعش» من تخوم العاصمة بغداد ولم يعد يفصلهم عنها سوى 100 كلم.
وأشارت المعلومات إلى أن المسلحين يطوقون، منذ يوم أمس، مدينة سامراء كبرى مدن صلاح الدين، والتي تضم أحد أهم المزارات الشيعية للإمام علي الهادي وابنه الحسن العسكري.
وبحسب مصادر بالأمن وشهود عيان فإن «المسلحين باتوا يحاصرون سامراء من كل الجهات في وقت انسحبت عناصر الشرطة الاتحادية من بعض السيطرات (نقاط التفتيش)». فيما استنفرت قيادة عمليات سامراء التابعة للجيش العراقي جميع قواتها وأعلنت حالة «التأهب القصوى».
وبعد سقوط تكريت عاصمة صلاح الدين الاقليمية والمدن التابعة لها، أمس، حول محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله عبد الجبوري ورئيس مجلس المحافظة أحمد عبد الجبار الكريم مقري إدارتيهما إلى سامراء التي ما تزال هي وطوزخورماتو وبلد والدجيل بمحافظة صلاح الدين خارج سيطرة المسلحين حتى صباح اليوم.
وسقطت محافظة نينوى بالكامل، الثلاثاء الماضي، بيد مقاتلي «داعش» ومسلحين متحالفين معهم، بعدما انسحبت قوات الجيش العراقي منها من دون مقاومة، وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين وكركوك في محافظة التأميم وقبلها بأشهر مدن الأنبار.
مسؤول عراقي: أغلب أنابيب النفط بالمحافظات الغربية تحت سيطرة المسلحين
في سياق آخر، أفاد وكيل وزارة النفط العراقية بأن أنابيب النفط في المحافظات الغربية باتت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، مشيراً إلى سعي الوزارة لإيصال المشتقات النفطية إلى جميع المحافظات.
وفي تصريح صحافي، قال معتصم أكرم إن «أغلب الأنابيب النفطية في المنطقة الغربية أصبحت خارج نطاق سيطرتنا، وباتت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية التي تحاول سرقة النفط من خلال سيطرتها على تلك الأنابيب».
وأشار أكرم إلى أن الوزارة تحاول تأمين وصول المشتقات النفطية لجميع المحافظات، سواء التي يوجد فيها أنابيب أو التي لا يوجد فيها، وذلك من خلال نقل هذه المشتقات عبر صهاريج.