العراق بعد الرئاسة بإنتظار “حكومة إنجاز”
موقع الخنادق:
بعد نحو عام من الانسداد السياسي الذي عانى من العراق، تمكن مجلس النواب العراقي الخميس، من إنهاء هذه الأزمة، عبر انتخاب عبد اللطيف رشيد رئيساً جديداً للجمهورية، بعد حصوله 162 من أصوات أعضاء المجلس، في إطار الجولة الثانية من المنافسة الحامية مع الرئيس السابق برهم صالح الذي حصل على 99 صوتاً.
ومباشرةً بعد أداء الرئيس عبد اللطيف رشيد للقسم رئيسا عاشرا للبلاد، قام بتكليف مرشح قوى الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، فبات أمام الأخير 30 يوماً لاختيار حكومته وطرحها للتصويت أمام البرلمان.
هذا ولم تستطع بعض الجهات المجهولة، عرقلة حصول جلسة الانتخاب بالأمس، وتوتير الأجواء وبث الفتنة، من خلال تنفيذهم لهجوم بـ 9 صواريخ على المنطقة الخضراء حيث مقر مجلس النواب والحكومة، والتي أدت الى إصابة 3 أشخاص أحدهم منتسب لأحد الأجهزة الأمنية، وتضرر عدد من السيارات المدنية والمباني.
وقد علّق رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة حسن العذاري على هذا الحادث، في تغريدة له على تويتر بالقول بأن كل من يستعمل السلاح لعرقلة الجلسة، هو يوالي الفاسدين ويريد هيمنتهم على الوطن والشعب، متابعاً بأن العراق أكبر من السلاح المنفلت. وهذا ما عدّه الكثيرون تأكيداً على المواقف السابقة لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، التي رفض خلالها استعمال السلاح في الداخل رفضاً قاطعاً.
بداية الحل كردية بصياغة الرئيس نوري المالكي ومسعود بارزاني
وقد جاء الحلّ، بعد انتهاء مهلة الإطار التنسيقي التي كان وضعها للقوى الكردية، باختيار مرشح توافقي بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، قبل جلسة الأمس الخميس. وبعدما تعذر عليهما الاتفاق، أعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، أن مرشحهم الرئاسي هو عبد اللطيف رشيد، الذي سرعان ما وافق عليه الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني.
لذلك تم انتخاب رشيد باتفاق ضمني غير معلَن بين الحزبين، من دون أن يضطرّ الاتحاد إلى سحب مرشّحه الرسمي والمفضل لدى رئيسه بافل طالباني، الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح، لتجاوز حالة الانسداد السياسي في البلاد.
لذلك أعلن طالباني بعد الانتخاب، أنه في نهاية العملية السياسية، فإن العراق والاتحاد الوطني سجلا انتصارا بالرغم من المؤامرات والدسائس التي لم تستطع كسر الإرادة. مضيفاً بأن انتخاب من وصفه بالمناضل القديم والسياسي في الاتحاد لطيف رشيد، يعد انتصارا لإرادة الشعب والديمقراطية والاتحاد الوطني.
أما الرئيس السابق برهم صالح، الذي انسحب من مجلس النواب قبل نهاية عدّ أصوات الجولة الثانية فقد قال في تغريدة له: “تشرّفت بموقعي رئيساً لجمهورية العراق، والتزمت بإصرار في المضي تحت سقف الوطنية مساراً لمهامي ودعم مسار الإصلاح في سبيل بلد مُقتدر خادم لمواطنيه”. مضيفاً التهنئة للرئيس رشيد “بمودة واحترام أهنئ رئيس الجمهورية المنتخب السيد عبد اللطيف رشيد متمنياً له النجاح والتوفيق في مهام عمله”.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، فقد تمنى “نجاح عبد اللطيف رشيد في مهمته برئاسة العراق، مطالباً “جميع القوى السياسية إلى التعاون وتوفير الدعم له”. مهنئاً أيضاً الرئيس المكلّف محمد شياع السوداني بتكليفه لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، داعياً كل القوى السياسية إلى التعاون والتكامل معه، ومتمنياً له التوفيق في مهمّة تشكيل الحكومة.
وعليه، سينتظر العراقيون خلال الأيام الـ 30 المقبلة، نتيجة ماراثون تشكيل الرئيس السوداني للحكومة التي وضع لها اسماً يريدونه جميعاً أن يتحول الى سلوك، وهو “حكومة إنجاز”.