العدوان على سوريا ينسف حسابات إسرائيل في الجولان
قناة الميادين:
جبهة الجولان التي باتت خاصرة إسرائيل الرخوة، قد تبقى مستنفرة إلى أمد غير منظور، وما قامت به إسرائيل من إجراءات حربية احترازية، قد تصبح طقوساً يومية. وكأن تجربة العدوان الإسرائيلي على لبنان، في إنشاء الحزام الأمني تكرر نفسها في العدوان على سوريا.
ما تظنه إسرائيل في علاقتها بالجماعات المسلحة حماية أمنية، يستولد ردود فعل مسلحة، يمكن أن تقوم بها أطراف وقوى ذات أهداف متباينة.
ففي المرات السابقة التي شهدت إطلاق قذائف صاروخية في الجولان، لم تتسن معرفة الجهة التي أطلقتها، ولم تليها أحداث تكشف عن مؤشراتها.
في هذا السياق تتطور الأحداث في جبهة الجولان، نحو اعتماد الجماعات المسلحة التي تتقاطع مع إسرائيل، على التدخل الإسرائيلي المباشر.
وفي هذا الأمر، تنقلب الأدوار والوظائف. فما راهنت عليه إسرائيل لحماية شريطها بالجماعات المسلحة، بات مأزقها في حماية حماتها في الشريط.
بالقياس إلى تجربة المقاومة في لبنان، تبدو جبهة الجولان عرضة لصراع مفتوح، كما ظلت جبهة الحدود اللبنانية حتى إزالة الشريط الأمني، وتحرير معظم الأراضي المحتلة، والانسحاب الإسرائيلي من دون قيد أو شرط.
توازن الردع على الجبهة اللبنانية، أرسى معادلات يصعب على إسرائيل اختراقها من دون المغامرة بحرب شعواء تهدد بدمار شامل. هذه المعادلات تحرص المقاومة على عدم اختلالها في لبنان. لكنها تحرص أيضاً على احترامها في سوريا. القذائف التي أطلقت على الجولان هي في سياق خلل الحسابات الإسرائيلية في التعويل على الشريط الأمني، لكن إسرائيل تنتظر رد المقاومة بحجم الرد على جريمة.