الصين مستعدّة لحلّ أزمة اللاجئين… باسيل لاستثمار صينيّ يوفّر فرص عمل

لم يتمكن وزير الخارجية جبران باسيل من الاجتماع بنظيره الاميركي جون كيري في بيروت الأربعاء الماضي، لاضطراره إلى السفر الى بيجينغ لتمثيل لبنان في الدورة السادسة لـ “منتدى التعاون الصيني – العربي”. ودحض باسيل عبر “النهار” ما أشيع عن سبب عدم بقائه في بيروت للقاء كيري، فأوضح ان السفير ديفيد هيل كان ابلغه قبل 48 ساعة بموعد وصول وزير خارجيته، فلفته الى انه لن يتمكن من الاجتماع به، لانه مضطر الى ان يسافر الى الصين.

فات باسيل التحادث مع كيري في بيروت عن ضرورة انتخاب رئيس جديد، الا انه أجرى جولة أفق مع نظيره الصيني يي لا يمكن التقليل من أهميتها، ولا سيما بعد الاطلاع على تفاصيل اللقاءات التي أجراها في العاصمة الصينية اضافة الى المداخلة التي ألقاها في المنتدى، وأدى ذلك الى نوع من تزخيم العلاقات بين الدولتين على رغم انها كانت زيارة عمل وليست رسمية، وكانت مناسبة لإجراء مراجعة مع نظيره يي للعلاقات الثنائية وفتح نافذة لما طرأ من تطورات لإضافتها وتحديث القائم منها على المستوى الثنائي. وطلب باسيل من يي مساعدة لبنان في موضوع اعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم بما لها من موقع مؤثر في القرار السوري الى جانب روسيا.

وافادت “النهار” مصادر ديبلوماسية واكبت الزيارة ان اللقاء المباشر بين باسيل ويي أفسح في المجال لشرح سبل تعزيز التعاون في مجالات ثنائية استجدت من اجل الاتفاق على أسس لتنفيذها.
ولفتت الى انه انطلاقا من ان الموقف السياسي للصين هو الى جانب لبنان وانطلاقا من ان الصين هي على مشارف ان تتحول قوة اقتصادية كبرى، وضع باسيل لائحة مطالب ذات طابع اقتصادي منها: اولا، إيجاد فرص اكثر تنوعا امام الاستثمار الصيني في لبنان مما سيزيد فرص العمل في صفوف اللبنانيين.

ثانيا، تدريب كوادر لبنانية.

ثالثا، مساعدة الصين في تشييد مبنى جديد لوزارة الخارجية والمغتربين في الوسط التجاري.

وافادت ان يي وعد باسيل بمساعدة لبنان في 3 مجالات، الاول مساعدة الجيش اللبناني في المؤتمر الدولي لتقويته الذي سيعقد في 17 من الشهر الجاري في روما وفي مجال مكافحة الإرهاب. الثاني وعد بمساعدة صينية للاجئين السوريين في لبنان تقدم بالطريقة التي تريدها الحكومة وهي بقيمة 30 مليون يوان، ودعا باسيل الى زيادتها اذا أمكن. وثمة وعد صيني تلقاه باسيل من يي بالمساعدة على الخطة التي طرحها عليه لإعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم بعدما شرح مخاطر التدفق البشري المستمر وبلوغه أعدادا ناهزت ثلث مجموع السكان الحالي للبنان. وكما هو معروف فان الخطة تتناول إقامة تجمعات سكنية آمنة في المناطق العازلة او داخل سوريا او على الحدود مع لبنان. وتفهمت الصين سياسة لبنان الجديدة في مقاربة أزمة اللاجئين القائمة على ركيزتين، الاولى المساعدة السياسية من دول العالم لتسويق فكرة وجود طرفين في هذه الأزمة التي يجتازها لبنان وفقا لباسيل وهما الجانب السوري والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية. وغدا سيزور اثينا للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية الاوروبي – العربي وستكون مناسبة لطرح تلك السياسة، ويوم الأربعاء سيكررها على مسامع المسؤولين في لندن خلال الزيارة التي سيقوم بها لبريطانيا ابتداء من ليل الثلثاء.

اما الركيزة الثانية وفقا لباسيل فهي تسليم المساعدات كما تريد الحكومة اللبنانية دون ان تذهب مباشرة الى اللاجئين وان يقدم المال مباشرة اليها او الى الصندوق الخاص لمساعدة اللاجئين الى لبنان في البنك الدولي.

وذكرت أن باسيل أثار خلال المحادثات مع يي موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مؤكداً الرفض المطلق لتوطينهم.

صحيفة النهار اللبنانية