الصواريخ أطعمتنا خبزًا وإنتصارات
موقع العهد الإخباري-
زكريا حمودان:
مطالعة فريدة من نوعها قدمها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في اطلالته التلفزيونية الأخيرة. قدم لنا السيد نصر الله نموذجًا جديدًا من شخصيته التي تثبت لنا عند كل استحقاق أنها فريدة في شتى المجالات، فكيف بالسرد والشرح التقني والعملي؟
في المضمون قدم السيد نصر الله قراءة شرحت لنا خبايا ملف تعيين الحدود منذ بدايته حتى نهايته مع استشراف للمرحلة المقبلة.
في البداية كان واضحًا أهمية تحديد التوقيت الذي حددته المقاومة لوضع امكانياتها وقدراتها في خدمة لبنان بالنسبة لملف تعيين الحدود، وكان واضحًا أيضًا أن المقاومة كعادتها هي من تحدد الزمان والمكان المناسبين لكل ملف تقرر الدخول فيه.
كما شرح الأمين العام لحزب الله بشكل واضح تفاصيل دقيقة عبر الحجة والدليل والبرهان المدعم بخرائط عالية الدقة، المكاسب التي حققها لبنان سواء من حيث المساحة التي تؤكد أن لبنان تخطى حدوده الرسمية المعروفة بالخط ٢٣ وأخذ ما هو أبعد منها، كما أن العدو الاسرائيلي أجبر على الانتقال من الخط ١ الى ما بعد الخط ٢٣، محافظًا على بلوكاته الثلاثة المحاذية ٨ و٩ و١٠، مع الاحتفاظ بحقوقه ضمن حقل قانا كاملة.
كما كان واضحًا أن الأمين العام لحزب الله أنصف كل من عمل في هذا الملف على المستوى الرسمي والشعبي، فدولة رئيس مجلس النواب لم يتخل عن كوب ماء، وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أوصل المفاوضات الى بر الأمان بمهنية عالية، دون أن ننسى وقفة الدولة والشعب خلف المقاومة والوصول معًا الى شفير الحرب ومن ثم العودة منتصرين بفضل قوة وقدرات المقاومة.
كما كان واضحًا أنَّ المعركة التي فرض خلالها حزب الله هذا التوازن مبنيّة على نقطتين لدى العدو الاسرائيلي أوضحهما سماحة السيد نصرالله، وهما:
– محاولة العدو الاسرائيلي الاستخراج دون الأخذ بالاعتبار قوة المقاومة مما سيؤدي حتمًا للحرب.
– أن يتوقف العدو عن الاستخراج، مما سيُعتبر اذلالًا له.
انطلاقًا مما سبق، كان أمام حكومة العدو خيار واحد وهو الخضوع للمفاوضات والتنازل أمام لبنان.
أما في المضمون فكانت المقاومة دقيقة جدًا في تفاصيل النص الذي سيفضي الى انهاء الملف دون الانزلاق نحو أي شكل من أشكال التطبيع، وهنا كان الحيّز التقني حاضرًا إلى جانب المسيّرات التي أكدت أنه لا مكان للتلاعب ولا نتيجة لمحاولات جر المقاومة نحو التطبيع.
كما وأوضح سماحته أن الاتفاق لم يتضمن أية ضمانات أمنية، لا بل فرض توازنًا للردع من جهة وكسرًا للحصار الأميركي من جهة أخرى، اضافة إلى فضح قدرات العدو المنهارة وغير القادرة على الذهاب إلى أي معركة.
كما لا بد من التوقف عند معادلة واسعة ومهمة تتعلق بقوّة محور المقاومة الذي كان وما زال جاهزًا في مختلف ساحاته لضرب العدو الاسرائيلي، وهو ما يؤكد أنَّ المحور اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى.
في المحصلة، نجحت صواريخ المقاومة بخرق الحظر الأميركي من جهة، وأثبتت أنَّها ضرورة مهمة وناجعة لاطعامنا خبز الانتصار وتحضير لبنان للدخول في معادلة جديدة، هي معادلة الانتصار ودخول نادي الدولة النفطية والغازية.