الصهاينة يستصرحون السعوديين
موقع إنباء الإخباري ـ
علي مراد:
تبدأ اعمال مؤتمر هرتزيليا الصهيوني للعام الحالي يوم الأحد القادم ٧ حزيران/ يونيو، وتستمر أعماله ثلاثة أيام، يناقش في اليوم الأول حرب لبنان الثالثة وإمكان منع حصولها، وإن وقعت إمكان الفوز فيها. ويناقش أيضاً الوضع الاجتماعي داخل إسرائيل وفجواته ومشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي والأمن القومي، فيما يناقش في اليوم الثاني وضع إسرائيل في شرق أوسط متصارع بناء على الاستعراض الاستراتيجي وتقييم المعلومات الاستخبارية، حيث سيحل في هذا اليوم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي كضيف شرف على المؤتمر. أما في اليوم الأخير فسيتم بحث الأمن القومي الاسرائيلي، وعبر فقرات متنوعة سيتم إعلان التوصيات التي سيخلص إليها المؤتمر.
جدول أعمال المؤتمر يبحث في كل عام المواضيع ذاتها في السياسة والأمن والاستخبارات، حيث يشارك في أعماله مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون حاليون وسابقون، في سعي لاستشراف التحديات التي تواجه إسرائيل في محيط عربي معادٍ بالإجمال، ما خلا بعض الدول الخليجية التي بات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مؤخراً يغازلها عبر تصريحات وخطابات في الكنسيت والمؤتمرات التي عقدت في احتفاليات اسرائيل بذكرى تأسيسها الشهر الفائت.
التطور النوعي الذي كُشف النقاب عنه قبل ثلاثة أيام من انطلاق اعمال مؤتمر هرتزيليا كان ما أعلن عنه الخميس ألكس ميتز مدير “معهد السياسة والاستراتيجية المتعدد التخصصات التابع لمؤتمر هرتزيليا” IPC Hertzilya ، الذي أجرت وكالة أسوشييتد برس معه مقابلة أعلن فيها عن استطلاع رأي أجراه معهده في السعودية، استصرح فيه نسبةً من المواطنين السعوديين حول عدد من القضايا التي سيتناولها مؤتمر هرتزيليا القادم، وهو لشدة إعجابه بنتائج استطلاع الرأي قال حرفياً: “ما نفكر به عن السعوددين هنا في إسرائيل ليس تماماً ما هم عليه، هناك وضوح كبير في المصالح والتهديدات والأجندات المشتركة، حتى أن البعض منهم يرغب في الانضمام إلى القوات الاسرائيلية”.
يتابع ميتز شرحه لنتائج وأرقام استطلاع الرأي الذي أجراه معهده، طبعاً دون أن يعرف المستطلعون أن المعهد اسرائيلي، حيث كان يتم الإجابة على أسئلتهم عند السؤال عن الجهة التي تطلب الاستصراح، بأنها المركز المتعدد التخصصات “IDC” وهو الاختصار لمعهده، دون ذكر كلمة “إسرائيل”.
ميتز أعلن أنه عند سؤال المستصرحين عن هوية الدولة أو الجهة التي تعتبرونها عدوكم الأول، كانت النتائج كالتالي: 53% منهم أجابوا إيران، 22% أجابوا داعش، و18% اجابوا اسرائيل. نتائج استطلاع الرأي تخلص إلى أن الغالبية من المستصرحين تعتقد أن على حكومتهم أن تسعى لحيازة سلاح نووي، فيما أيد 85% من المستصرحين مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية ببيروت عام 2002.
لم يتم الإعلان عن مزيد من النتائج التي حملها استطلاع الرأي، لأن النتائج كاملة ـ وبحسب ميتز ـ مخصصة لتطرح في مؤتمر هرتزيليا الذي يبدأ أعماله يوم الأحد القادم.
وسائل إعلامية إسرائيلية تناولت استطلاع الرأي باهتمام بالغ، وبحسب صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” فإن النتائج “تشير إلى أرضية مشتركة كبيرة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، حيث أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان صريحاً في انتقاده للاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية”. ودائماً ووفقاً للصحيفة، فإن “نتنياهو الذي يعتقد أن ايران تسعى للحصول على أسلحة نووية، يقول إن الاتفاق يترك الكثير من البنية التحتية النووية الإيرانية سليمة، وقال إنّ بعض الدول العربية التي لم يكشف عن أسمائها، (وهي المملكة العربية السعودية ودول الخليج السنية الأخرى) تشاركه مخاوفه”.
على مسافة ثلاثة أيام سوف يطرح استطلاع الرأي الذي أجراه الصهاينة في المملكة العربية السعودية، وطبعاً وفقاً لتحمس ميتز للنتائج، لن يكون مفاجئاً أن يخلص الخبراء السياسيون والأمنيون المشاركون في أعمال المؤتمر إلى أهمية التقرب دبلوماسياً وبشكل علني من السعودية، فلم يسبق أن تقاطعت المصالح الإسرائيلية والسعودية سابقاً كما هي عليه اليوم. ولن تكون المهمة صعبةً، كون البطانة الحاكمة اليوم في السعودية عملت جاهدة على تمزيق الروابط العربية المشتركة، فمنذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بقرار خليجي وتدميرها لاحقاً في حرب شعواء، وصولاً الى قصف اليمن السعيد بتأييد عربي شبه مطلق، السعودية خطفت القرار الرسمي العربي ولن تواجه أي صعوبات في فرض استسلام عربي لإسرائيل، معلنة التطبيع الرسمي وبعدها تكرّ سبحة المطبعين علانية.