الصحف اللبنانية: الحكومة في المربع الأخير.. والفيصل لقاء بين عون والحريري
الصحف اللبنانية: الحكومة في المربع الأخير.. والفيصل لقاء بين عون والحريري
رغم انقضاء الايام العشرة التي وضعها الرئيس المكلف سعد الحريري لولادة الحكومة، الا أن الساعات الاخيرة حملت أجواء ايجابية على صعيد التأليف الحكومي، ربما تأثرت باعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والاردن وما له من انعكاسات ايجابية على الاقتصاد اللبناني.
وفي وقت لا تزال العقدة المسيحية هي أبرز المعوقات، برز كلام ان الحكومة باتت في المربع الأخير، وهي تنتظر لقاء الرئيسين عون والحريري لتبصر النور.
“الأخبار”: فكفكة العقد في «الوقت الضائع» السعودي
متسلّحاً بموقف رئيس الجمهورية المسهّل لحصول القوات على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وبضغط فرنسي أتاح رفع الفيتوات الخارجية «في الوقت السعودي الضائع»، قرر الرئيس سعد الحريري بدء المفاوضات الجدية لتأليف الحكومة. المتفائلون يتحدّثون عن حكومة ستبصر النور قبل نهاية الأسبوع، فيما يرجئها المتشائمون حتى الأسبوع المقبل، أملاً منهم بتحصيل «مكاسب» إضافية
في النهاية، أتت كلمة السر المنتظرة، فتحلحلت العقد التي كانت تحول دون ولادة الحكومة، وصار الحديث عن قرب تأليفها يتردد بثقة مطلقة بين السياسيين. ضغط فرنسي برز في الأيام الأخيرة، وأفضى إلى التوصل إلى تفاهمات رفعت الفيتوات الخارجية والداخلية التي كانت تحول دون تأليف الحكومة. أما الرئيس سعد الحريري، الذي يتجه للالتزام بوعده الأخير بتأليف الحكومة، بعد خمسة أشهر من تكليفه، فقد أوحى برنامج لقاءاته أمس بأنه أنجز المهمة، ويعمل على تنقيتها من الشوائب الأخيرة التي تعترضها. آخر لقاءاته أمس كان مع الوزير جبران باسيل، فبدا لقاءً تمهيدياً لزيارة رئيس الحكومة إلى بعبدا.
وقبل باسيل، كان الحريري قد استقبل رؤساء الحكومة السابقين تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، الذين أتت زيارتهم بمثابة المباركة السنية السياسية لخطوة التشكيل، علماً بأن بعض القوى السياسية رأت في الاجتماع صورة سلبية الهدف منها الضغط على الرئيس المكلف في مواجهة «أي تنازلات قد يُقدِم عليها».
مقالات مرتبطة
وكان استقبال الحريري للوزير طلال أرسلان بمثابة رد الاعتبار إلى الأخير بسبب عدم توزيره، من دون أن يعني ذلك أن النقاش قد حسم بشأن البديل الذي يصرّ على أن يسميه هو، أو أن يقترح عدة أسماء يتم الاختيار من بينها، مقابل إصرار الوزير وليد جنبلاط على أن يكون الدرزي الثالث من خارج الحزبين، وهو سبق أن اقترح على الرئيس نبيه بري اسم زياد أنور الخليل. وجرى أمس التداول بمعلومات تشير إلى إمكان أن يزور جنبلاط وأرسلان قصر بعبدا اليوم، ليجتمعا برعاية رئيس الجمهورية، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على التمثيل الدرزي في الحكومة.
“النهار”: أخيراً الحكومة إلى المربّع الأخير
بدورها قالت صحيفة “النهار”.. مع ان التجارب العديدة السابقة منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة في 25 ايار الماضي تملي الحذر والتحفظ عن التفاؤل المفرط في نجاح أحدث المحاولات التي شرع الرئيس الحريري فيها بزخم منذ ما قبل البارحة، فان الحركة الاستثنائية التي شهدها “بيت الوسط” منذ ما بعد ظهر أمس والمعطيات التي توافرت عنها تشير كلها الى مناخ مختلف اقترب معه العد العكسي لبلوغ المربع الاخير من مخاض التأليف من نهايته الايجابية.
وقد بدا واضحاً، وفق المعلومات التي توافرت لـ”النهار” ليلاً من مصادر معنية بالحركة الكثيفة الجارية، أن طلائع التسوية الحكومية التي تصاعد دخانها من “بيت الوسط” جاءت نتيجة عوامل عدة شكلت ما يعتبر قراراً كبيراً ضمنياً توافق عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري على اخراج ازمة التأليف من تعقيداتها قبل نهاية تشرين الاول الجاري مهما كلف الامر من ضغوط وجهود ومشاورات مع مختلف الافرقاء السياسيين.
وقالت المصادر إن المواقف الدولية الضاغطة على لبنان من أجل استعجال تأليف الحكومة والتي كان من أبرزها وأقواها تأثيراً الموقف الفرنسي والاوضاع الداخلية بلغت من التأزم حدود التهديد بانهيارات مخيفة على مختلف المستويات لعبت الدور الحاسم في اتخاذ قرار تحديد الحد الاقصى لموعد تأليف الحكومة بحيث يجري احياء الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس عون وسط “عيدية” الانفراج الكبير الذي لاحت طلائعه أمس في “بيت الوسط”.
لكن ذلك لا يعني ان مجمل التعقيدات التي اعترضت عملية التأليف سابقا ذلّلت نهائياً. فالمفاوضات التي تولاها الرئيس الحريري أبرزت استعدادات متقدمة جدا لدى الافرقاء المعنيين للتوصل الى حل نهائي بسرعة، لكن شياطين التفاصيل كانت لا تزال حاضرة في وقائع المفاوضات والاتصالات واللقاءات التي تلاحقت في “بيت الوسط” الى ما بعد منتصف الليل حيث شهد على التوالي اجتماعات بين الرئيس الحريري وكلاً من الوزير طلال ارسلان الذي زاره للمرة الاولى منذ التكليف والوزير ملحم الرياشي، ومن ثم انعقد لقاء الرؤساء الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام والذي تركز على تطورات تأليف الحكومة. وتحدثت معلومات عن لقاء عُقد ليلاً بين الحريري والوزير جبران باسيل في “بيت الوسط”.
“البناء”: الحريري يعترف بأرسلان شريكاً حكومياً
من جهتها رأت “البناء” أن مفاوضات تأليف الحكومة دخلت المربع الأخير مع حراك المعنيين على أكثر من خطّ من أجل تذليل العقد التي باتت محصورة بتوزيع بعض الحقائب لا سيما أن التباين حول الحقائب بات محصوراً بوزارات الأشغال والتربية والعدل. وفي هذا السياق تشير معلومات «البناء» الى ان لا وقت محدداً لولادة الحكومة، ومن الخطأ تحديد التوقيت، لا سيما ان المعني الاول بالتأليف هو الرئيس المكلف، وقد لجأ الى تعديل موعد ولادة الحكومة أكثر من مرة عطفاً على مواقف كانت تعيد الأمور الى نقطة الصفر.
وتشير المصادر الى ان لقاء رئيس الجمهورية بالرئيس المكلف لم يحدَّد موعده بعد، على عكس ما أشيع، علماً ان قناة الـ «اوتي في» كانت قد ذكرت أمس، أن الاجتماع سيُعقد خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة. وتلفت المصادر الى لقاءات عدة تعقد بعيداً عن الاعلام تلحظ ضرورة التعجيل في التشكيل. وفي هذا السياق أشارت وكالة «المركزية» الى ان وزير الخارجية جبران باسيل التقى السيد حسن نصرالله على مدى ثلاث ساعات، إثر عودته من أرمينيا ونقل اليه مضمون الاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في حين ان السيد نصر الله أكد أن الوقت حان لتشكيل الحكومة سريعاً ووضع حد للفراغ الذي بات يتهدد مصير الوطن في ظل التطورات المحلية والإقليمية. وكان تأكيد من الجانبين على استمرار التواصل والتنسيق في المرحلة المقبلة.
وأشار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف من بعبدا الى أن للحزب القومي الحق في التمثيل في الحكومة الجديدة، «لأنه الحزب العلماني الوحيد الذي يطالب باعتماد القوانين المدنية، والحزب اللاطائفي الوحيد على الساحة السياسية اللبنانية».
وفي إطار الحراك الحكومي، شهد بيت الوسط مساء أمس، حركة بارزة تمثلت باستقبال الرئيس المكلف الوزير طلال ارسلان والوزير ملحم الرياشي كلاً على حدة. وقال الرياشي بعد اللقاء إنّ «الأمور تتجه في اتجاهات إيجابية، وخلال أيام أو أكثر بقليل، انشالله أن نشهد ولادة الحكومة»، لافتًا إلى أنّ «الحريري متفائل ويعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية»، مبيّنًا أنّ «هناك عراقيل ومطبات عديدة، ولكن يمكنه الوصول إلى نتيجة». وأكد ان «القوات ستتمثل بحجمها الطبيعي».
وكان أرسلان تحدث عن التنازلات التي قدمها الحزب الديمقراطي من أجل تسهيل التأليف قائلاً: قبلنا بعدم وجودي الشخصي في الحكومة، كما قبلنا أن نسمّي حزبيين ديموقراطيين في الحكومة، ثمّ قلنا غننا مستعدون أن نسمي اصحاب كفاءة دروز قريبين منّا ولكن من خارج الحزب الديمقراطي اللبناني ولكن لست قادراً على التسهيل أكثر».
واعلن عن حسن نية إضافية عندما اشار الى انه «قال للحريري إنه حاضر لأي لقاء يجمعه برئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط برعايته أو برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.» وقال: ان كان الإلغاء تسهيلاً «فليخيطو بغير هالمسلة».
وتعقيبا على ما قاله أرسلان أمس، رجحت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن يطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط موقفاً إيجابياً من تأليف الحكومة في الساعات المقبلة.
علماً أن مصادر مطلعة في 8 آذار رأت في حديث لـ»البناء» أن النائب جنبلاط أسوة بحزب القوات قد يقبل بما سيعرض عليه في النهاية، أو ربما سيبقى مستنداً على غرار حزب القوات الى خاصرة إقليمية لم يكن لبنان ضمن أولوياتها، مشيرة الى ان الرئيس الحريري عليه أن يغامر بالاتكاء على ما لديه من ضوء فرنسي والإسراع في التأليف.
“الجمهورية”: الطبخة استوَت
وكشفت مصادر مطلعة على حركة التأليف لـ«الجمهورية» انّ «عملية التأليف دخلت مساراً جديداً ومختلفاً تماماً، إستناداً الى إيجابية وحيدة مفادها انّ كل السقوف ظهرت، وكل الكلام قيل، والجميع جلس على الطاولة والكلام الجدّي قد بدأ». ورأت «انّ الحكومة نضجت و«استوَت» ولم يبق سوى إعلان الطبخة النهائية، ولو احتاجت بضعة ايام».
بدورها، قالت مصادر سياسية تراقب مسار التشكيل لـ«الجمهورية»: «يبدو انّ الرئيس المكلّف عندما تحدث عن مهلة العشرة ايام التي تُؤلف خلالها الحكومة، كان يستند الى معطيات عدة من أبرزها: أمله في ان يتجاوب الرئيس عون، الضغط الدولي لتأليف الحكومة، تزايد الحديث عن مصير مؤتمر «سيدر»، إزدياد المخاوف من الوضع المالي والاقتصادي، التشديد على ضرورة تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة العقوبات الدولية على «حزب الله»، وليس آخرها ما أعلنه وزير العدل الأميركي جيف سيشنز أمس من انّه صنّف 5 جماعات، منها «حزب الله» و«إم.إس-13»، على أنّها جماعات للجريمة العابرة للحدود، وانّ تلك الجماعات ستواجه تحقيقات وإجراءات قضائية أكثر صرامة.
وقد زاد فتح معبر نصيب بين الاردن وسوريا درجة الاقتناع عند البعض بقرب الانفراج الحكومي، بعدما أوحى هذا التطور بوجود حلحلة ما في المنطقة، إضافة الى عامل آخر يتمثّل في انشغال ايران بالملف النووي والعقوبات، وانشغال السعودية بقضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، إذ انّ هذين العاملين ربما فتحا ثغرة تستفيد منها القوى الداخلية لتأليف الحكومة.
ولكن هذا الأمل يحتاج الى ترجمة لأنّ الحملات التي شهدها الاسبوع الماضي حتى الأمس وتجاوزت السقوف العالية، خصوصاً بين «التيّار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، لم تلد من عدم، بل لها خلفياتها السياسية وأسبابها الحكومية.
وبالتالي، يستبعد البعض ان يتمكن المعنيّون من الوصول الى حكومة متوازنة بعدما بات يتوضح أكثر فأكثر أنّ هناك محاولة لتحجيم كل من «القوات» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» من جهة، وفي المقابل إقصاء كتلة نواب السنّة من خارج تيّار «المستقبل» من جهة أخرى».
محاولة لحل عقدتين
وسُجّلت أمس محاولة لحلحلة العقدتين الدرزية والقواتية، حيث التقى الحريري الوزير طلال ارسلان الذي أعلن انه تنازل كثيراً من اجل تأليف الحكومة، مُعرباً عن استعداده للقاء جنبلاط برعاية الحريري أو عون.
ثم التقى الحريري الوزير ملحم الرياشي الذي أكد أنّ «الأمور تتّجه في اتجاهات إيجابية، وخلال أيام أو أكثر بقليل، إن شاء لله يمكن أن نشهد ولادة الحكومة»، لافتاً إلى أنّ «الحريري متفائل ويعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية»، موضحاً أنّ «هناك عراقيل ومطبّات عدة، ولكن يمكنه الوصول إلى نتيجة».
وقال: «لا شيء إسمه حصّة حزب «القوات اللبنانية» بل هناك حجم «القوات اللبنانية» التمثيلي الطبيعي في الحكومة، والتسهيلات التي قدّمتها «القوات» ووصلت إلى حدود التضحيات».
ورأى أنّ «ما حصل في ذكرى 13 تشرين معيب للمصالحة وللمسيحيين واللبنانيين، والبيان الصادر عن «التيار الوطني الحر» جيّد ويخدم المصالحة».