الصحف اللبنانية: اجماع دولي رافض لقرار ترامب: ’وعد بلفور الجديد’
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على الاجماع الدولي الرافض للقرار الاميركي الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. ورأت الصحف ان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اشبه بـ “وعد بلفور الجديد” لم تظهر تبعاته السلبية كلها بعد، خاصة على صعيد ما ينتظر مدينة القدس المحتلة.
“جمعة غضب” فلسطينية وواشنطن تحذِّر عباس
بداية ًمع صحيفة “النهار” التي متبت أنه “عمّ اضراب شامل الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، ودارت مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية احتجاجاً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، ودعت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” الى انتفاضة جديدة، الأمر الذي يزيد المخاوف من تدهور أمني على الارض”.
واضافت “أجمعت دول العالم على انتقاد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكانت آخرها تحذيرات من تركيا والاتحاد الاوروبي وروسيا. غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اغدق المديح على ترامب، وقال ان اسمه سيدخل الآن تاريخ القدس، وحض دولاً أخرى على ان تحذو حذوه”.
وقالت الصحفة “ونشر الجيش الاسرائيلي تعزيزات من مئات الجنود في الضفة الغربية المحتلة وسط حال من عدم اليقين إزاء التبعات، فيما سجلت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوى الامن الاسرائيلية في مناطق مختلفة”.
إذا ذهبت القدس… فماذا سيبقى؟
بدورها، رأت قالت صحيفة “الأخبار” إنه “هكذا إذاً، تجرّأ الكاوبوي الأرعن أخيراً حيث تردد كل أسلافه منذ 1995. ذلك العام، أقرّ الكونغرس قانوناً بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركيّة من تل أبيب إلى القدس المحتلّة. لكنّ أيّاً من نزلاء البيت الأبيض لم يمتلك ـــ منذ ذلك التاريخ ـــ الجنون الكافي، وقلّة المسؤوليّة والوعي والادراك، والأميّة السياسيّة البلا قرار، والغطرسة الاستعماريّة المنقطعة النظير، ليصدّق على القانون ويضعه في حيّز التنفيذ”.
وأضافت “إذا كان أسلاف ترامب قد تلكّأوا، فهم لم يفعلوا حبّاً بفلسطين طبعاً، ولا تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعيّة، ولا تضامناً مع العرب الذين يعتبرون القدس قبلتهم السياسيّة والقوميّة، وجوهر قضيّتهم المركزيّة، على مختلف المستويات الرمزيّة والعاطفيّة والتاريخيّة والدينيّة. فأميركا لم تتخلّ يوماً عن حماية هذا الكيان الاصطناعي المزروع في قلب الأمّة العربيّة، وترسيخه، والدفاع عن مصالحه ووجوده بكافة الوسائل الدبلوماسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة والأيديولوجيّة. إن ما حال دون إقدام الأدارة الأميركيّة، منذ 22 عاماً، على هذه الخطوة المتهوّرة، الانتحاريّة، كان دائماً «مصالح أميركا»! بمعنى آخر، كانت أميركا تخاف من غضب الشعوب العربيّة، لو ارتكبت ذلك الخطأ القاتل. فما الذي تغيّر اليوم؟ وإلى أي مدى يمكننا أن نصف بـ«المقامرة» إقدام لاعب «الروديو» المجنون على الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»؟”.
«الانتفاضة مستمرة»… حتى لا تضيع القــدس
وكتبت صحيفة “الاخبار” إنه “وعد بلفور الجديد لم تظهر تبعاته السلبية كلها بعد، خاصة على صعيد ما ينتظر مدينة القدس المحتلة، وكذلك سكانها الفلسطينيين في بلدتها القديمة وأحيائها العربية وضواحيها، ولا ما قد يتبعه من قوانين إسرائيلية ينوي الكنيست أن يقرّها استناداً إلى المستجد الأخير، وستمس حياة هؤلاء وبجانبهم حياة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948. يرى هؤلاء أن تركهم وحيدين هذه المرة ليس ككل مرة، فما يُحاك قد يخرجهم من دائرة المواجهة، ويحوّل حياتهم إلى جحيم خالص، أو ربما يجدون أنفسهم قانونياً مواطنين إسرائيليين، أو على عاتق سلطة فلسطينية ضعيفة لا تسمن ولا تغني من جوع، أو حتى «بلا قيد»”.
واضافت “في الوقت الذي تبقى فيه العين مفتوحة لترصد هذه التحولات، في حال مرّ القرار الأميركي بإعلان القدس «عاصمة لإسرائيل» وتبعتها في ذلك دول أخرى لتستفيد إسرائيل من هذا التحوّل في تطبيق ما تريده، فإن العين الأخرى مفتوحة على الظروف الميدانية؛ كل المؤشرات على الأرض توحي بأن انتفاضة جديدة تلوح في سماء فلسطين، وإن لم تكن بوادرها مقبلة، فإن الإعداد لها يجري على قدم وساق”.
أميركا: لإستراتيجية ضدَّ «الحزب» و تجدّد التـــوتّر القواتي- العوني
الى ذلك، اعتبرت صحيفة “الجمهورية” أنه “على وقع مواجهات في الأراضي المحتلة تنذر بانتفاضة فلسطينية جديدة تفاعلَ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل دولياً وعربياً، وقوبلَ لبنانياً بإدانة واسعة وبتشديدٍ رسمي على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في رفضِ هذه الخطوة وضرورة مواجهتها بموقفٍ عربي واحد فيما برَز موقف أميركي جديد ضد «حزب الله»، عبَّر عنه نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفين مؤكّداً أنّ إدارة ترامب تطوّر استراتيجية خاصة للتصدّي لنفوذ الحزب، وأبدى خلال جلسةِ استماعٍ عقَدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قلقَه من امتداد هذا النفوذ إلى «جنوب أميركا». وقال «إنّ حزب الله أصبح يشكّل مجموعة حاكمة محلية في جنوب لبنان، إضافةً إلى كونه منظمةً إرهابية تؤثّر على الأحداث في سوريا». وأضاف: «إنّ الحزب الذي تدعمه إيران يسعى أيضاً إلى بسطِ نفوذه في مناطق أخرى»، موضحاً «أنّ الإدارة الأميركية تُركّز على هذه القضية»”.
وأكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أنّ قرار ترامب «سيتسبّب بردّة فِعل سلبية كبيرة في البلاد العربية والإسلامية، وردّةِ فِعل ديبلوماسية قوية لحلفاء أميركا الأوروبيين. وتابعت “فالرئيس التركي هدّد فِعلاً بقطعِ العلاقات مع إسرائيل منذ اليوم الأوّل، ووزيرة العلاقات الخارجية الأوروبية استبَقت الأمر بتصريح يحذّر من اتخاذ قرارات تؤثّر على عملية السلام في المنطقة”.