الصحف البريطانية: خطاب نتنياهو تنازل تكتيكي وقرار بتأجيل الحرب على إيران
يتراجع الاهتمام في الشأن الشرق أوسطي في صحف السبت البريطانية مع طغيان الاهتمام بالشؤون المحلية والقصص ذات الطابع الاجتماعي والاهتمامات الانسانية. بيد أن ذلك لم يمنع ظهور قضايا تتعلق في الشرق الاوسط في تغطياتها الاخبارية الرئيسة، كما هي الحال مع اصداء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة، وتصريحات للامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان عن ان رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير كان بأمكانه منع وقوع الحرب في العراق، وضعتها صحيفة التايمز عنوانا لصفحتها الاولى.
وظلت اصداء خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، ودعوته العالم لوضع خط احمر على البرنامج النووي الايراني، تتردد في صحف السبت، إذ خصصت صحيفة الفايننشيال تايمز صدر صفحة تغطيتها للاخبار العالمية لمقال حمل عنوان “نتنياهو يختار تنازلا تكتيكيا”.
واشار المقال الى ان الرسالة الحقيقية في خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي هي التنبيه إلى “المرحلة الخطرة” التي ستصلها طهران في العام المقبل، في اشارة واضحة إلى تحذيره من أن ايران ستمتلك ما يكفي لصنع قنبلة نووية في منتصف العام المقبل.
ويرى كاتب المقال توبياس باك أن خطاب نتنياهو تضمن “لحظة ظهور دبلوماسي لا تنسى وتنازلا تكتيكيا مدهشا”.
ويضيف أن هذه اللحظة جاءت عندما عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي تخطيطا شبه كاريكاتيري لقنبلة ذات فتيل مشتعل، ورسم خطا احمر على عنق القنبلة. وترافقت هذه الاشارة مع لغة قاسية في شأن برنامج ايران النووي، حملت في طياتها تحذيرا واضحا بأن اسرائيل سمحت لطهران بالوصول الى هذا الحد ولكن ليس اكثر منه، فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم المطلوب لانتاج قنبلة نووية.
“نتنياهو يؤجل الحرب”
ويشدد الكاتب على أن الرسالة الحقيقية في خطاب نتنياهو هي رسالة مختلفة، وهي ان الزعيم الاسرائيلي اوضح ان الدرجة التي يرى فيها ان البرنامج النووي الايراني قد دخل المرحلة الخطرة، لن تصل اليها طهران قبل ربيع أو صيف العام المقبل.
ومثل هذا التفسير يعني دفع لحظة المواجهة بالنسبة الى اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وهذا ما يعطي واشنطن نافذة واسعة لتشديد آخر في عقوباتها الاقتصادية على ايران، وربما لجولة مفاوضات جديدة مع طهران.
أوباما ونتنياهو
وينقل الكاتب عن يوئيل غوزانسكي الباحث في معهد دراسات الامن القومي بتل ابيب قوله “إذا كنت تبحث عن عنوان رئيس فهو (نتنياهو يؤجل الحرب)” ويضيف “انه يعطي (الرئيس الامريكي باراك) اوباما وقتا اكثر. واعتقد ان مافعله حقا كان دفع الخط الاحمر الاسرائيلي(مسافة ابعد)”.
كما ينقل الكاتب خلاصة مشابهة عن الكاتب عوفير شيلاه كتبها في صحيفة معاريف الاسرائيلية الجمعة مشيرا فيها الى أن “احتمال مهاجمة اسرائيل لايران قبل الانتخابات الامريكية اصبح رسميا الان خارج الاجندة”.
وفي الشان نفسه تنقل مراسلة صحيفة الاندبندنت من اسرائيل عن استطلاع حديث للرأي اشارته إلى أن أكثر من نصف الاسرائيليين يخشون من أن “تشكل الحرب مع ايران تهديدا لوجود الدولة اليهودية.”
وتقول إن هذه النتائج “المروعة” ستقلق رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اشار الى أن هجمةاستباقية على المنشآت النووية الايرانية قد تكون ضرورية “لمنعها” من حيازة قنبلة ذرية.
كما تشير ايضا إلى أن القلة فقط مقتنعة بتأكيدات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن اسرائيل لن تعاني كثيرا رد فعل انتقامي ايراني في حالة توجيهها ضربة لايران، وان خسائرها لن تتجاوز الـ 500 شخص.
وتستند المراسلة الى استطلاع للرأي اجرته جامعة تل ابيب ونشرته صحيفة هاآرتز الاسرائيلية وكشف عن ان غالبية الاسرائيليين يعتقدون ان احتمالية النزاع مع ايران “عالية” او “متوسطة”، وان نصفهم اما يخشون أو يخشون “بشدة” على وجود اسرائيل. ولم تقدم الصحيفة تفصيلات دقيقة عن التوزيع الاحصائي لنتائج الاستطلاع.
بلير وحرب العراق
وفي صدر صفحتها الاولى تضع صحيفة التايمز عنوانا ينقل عن الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان قوله إنه “كان بإمكان بلير وقف الحرب على العراق”.
ففي مقابلة مع الصحيفة تحدث عنان عن أن تاثير بلير على الرئيس الامريكي جورج بوش كان كبيرا وانه الشخص الذي كان بإمكانه ثني بوش عن شن حرب العراق.
وقال عنان في المقابلة التي نشرت مع اطلاق كتاب مذكراته الجديد “تدخلات: حياة في الحرب والسلم” “اعتقد انني سأظل اتساءل ما الذي كان يمكن ان يحدث لو انه ومن دون قرار ثان من الامم المتحدة، قال بلير “جورج الى هذا الحد نحن شركاء. انت وحدك الان”.
واضاف ” اعتقد حقا ان ذلك كان يمكن ان يوقف الحرب، ويمنح الامريكيين فترة توقف. كان من الممكن أن يعطيهم فرصة توقف للتفكير خلالها، وكل ذلك كان سيثير أمامهم التساؤل: هل سنذهب في هذا الامر منفردين؟”.
ويكمل عنان بالقول إنه لا استقالته هو من منصب الامين العام للامم المتحدة أو استقالة كولن باول من وزارة الخارجية الامريكية كانتا من الممكن أن تثنيا بوش عن الحرب ولكن بلير كان يمكنه فعل ذلك “وذلك بسبب العلاقة الخاصة، وحقيقة انه (بوش) اذا فكر في الدول الكبرى كانت بريطانيا الدولة الوحيدة التي وقفت معه”.
وشدد عنان على أنه فعل كل ما في وسعه لفض النزاع الذي استبدل صدام حسين بديمقراطية هشة، بيد أنه اغرق العراق في صراع طائفي لثماني سنوات أودى بحياة اكثر من مئة الف من المدنيين ونحو خمسة الاف من الحلفاء، ولم يتم العثور على اسلحة الدمار الشامل التي كانت الحجة التي قام عليها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
“شتاء ثان للحرب في سوريا”
وفي الشأن السوري تنقل صحيفة الاندبندنت خبر قيام الحكومة السورية “بنقل بعض اسلحتها الكيماوية إلى اماكن اكثر أمنا،” حسب تصريحات لوزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا يوم الجمعة، التي تزامنت مع اعلان المسلحين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد عما يقولون انها معركتهم “الحاسمة” في حلب.
وتحت عنوان “شتاء ثان للحرب” تنشر الفايننشيالتايمز تحقيقا تتناول فيه المعاناة الانسانية للمواطنيين السوريين الذين بات العديد منهم دون مأوى مع تواصل القتال في مناطقهم هذا الشتاء، حيث يرزحون تحت وطأة ارتفاع اسعار المواد الغذائية وشح الادوية وسط ما تقول الصحيفة مخاوف متزايدة من استمرار النزاع لسنوات.
نازحون سوريون
ويصف مراسل الصحيفة مايكل بيل الأوضاع الانسانية الصعبة للنازحين من القتال المتجمعين في عمارات غير مكتملة البناء كانت ضمن مشروع حكومي لعمارات سكنية للموظفين الحكوميين في مدينة عدرا شمال شرقي العاصمة دمشق.
وينقل المراسل عن مواطن سوري يدعى ابو فاضل هرب مع عائلته من قتال دار في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق قبل شهرين، ويعيش الان في شقة مع 13 شخصا من افراد عائلته، قوله “كل ما أريده أن استعيد حياتي السابقة. اريد ان أعود الى بيتي، البيت الذي قضيت حياتي كلها في بنائه”.
ويقول المراسل ان ابا فاضل هو واحد من عدد متزايد من النازحين السوريين بسبب القتال الذين يواجهون خيارا صعبا كما يصفه العاملون في مجال الاغاثة بين “التجمد من البرد أو القصف”. في وقت دخلت “اطول انتفاضة في الربيع العربي وأكثرها تدميرا في شتائها الثاني وسط معاناة انسانية ضخمة لجموع السوريين العالقين في مأزق بين عنف النظام وعمليات القتل الوحشية المتزايدة التي يمارسها وشرذمة جماعات المعارضة المسلحة التي تخوض حرب عصابات ضده”.
أول دوري كرة قدم في كابول
وتنشر ديلي تيلغراف تقريرا من مراسلها في كابول عن بدء تنظيم أول دوري لكرة القدم للمحترفين في افغانستان، حيث يأمل منظموه في الارتقاء بمستوى اللعبة وفريق البلاد القومي، وكذلك منافسة رياضة الكريكت التي تعد الاكثر مشاهدة في البلاد.
ويقول المراسل إن الدوري الذي انطلق منذ اسبوعين اجتذب حشودا بالآلاف لمشاهدة مبارياته النهارية، ونسبة جيدة من المشاهدين في التلفزيون.
ويضيف إن الطلب على حجز اماكن لحضور المباريات الاولى كان عاليا في كابول، حيث امتلأت الشوارع بالجمهور الراغب بمشاهدة المباريات، واضطرت الشرطة إلى استخدام خراطيم المياه والهراوات لتفريق الشباب الذين لم يحصلوا على بطاقات وحاولوا الدخول الى الملعب.
وتنشر الاندنبندت خبرا آخر عن استبعاد السلطات السعودية نساء قدمن لأداء العمرة دون محرم يرافقهن، وإن القرار بدأ بإبعاد 1100 امرأة نيجيرية خالفن قوانين المملكة العربية السعودية التي تحظر سفر المرأة دون رجل محرم معها.
وقد احتجزت النساء بعد هبوط الطائرة التي تقلهن في مطار جدة الدولي، وقد اعيدت أول دفعة منهن الى بلادهن، وشملت 171 امرأة يوم الخميس الماضي.