الصحف البريطانية: إدانة سعودية و’اسرائيلية’ واحدة للاتفاق النووي.. وإيران أقوى قوة اقليمية وجيرانها يتساقطون
لا تزال تبعات الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني تطغى على مقالات وتحليلات الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين.
تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم وحدة الموقف بين كل من السعودية وكيان العدو “الاسرائيلي” حيال بدء تطبيق الاتفاق النووي الايراني. ومن بين ما تناولته الصحف البريطانية، إدانة “اسرائيل” والسعودية للاتفاق وقراءة في وضع إيران بعد تنفيذ بنود الاتفاق ورفع العقوبات عنها، فضلاً عن دعوات للتريث لمعرفة مدى نجاح هذا الاتفاق التاريخي.
* “التايمز”: السعودية و”إسرائيل” تتخذان موقفاً موحداً في إدانتهما للاتفاق النووي
فقد أوردت صحيفة “التايمز” مقالاً تحليلياً لمايكل بينيون بعنوان “السعودية وإسرائيل تتخذان موقفاً موحداً في إدانتهما للاتفاق النووي الموقع مع إيران”. أشار فيه كاتب المقال الى أن “السعودية ودول الخليج ترى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني كارثة سياسية”، معتبراً أن “هذا الاتفاق يمثل علامة على أن السياسة الأمريكية أضحت بعيدة عن حلفائها الاقليميين، كما أنها تعطي إيران ضوءاً أخضر بتوسيع نفوذها في المنطقة ودول الجوار”.
الاتفاق النووي الايراني
واعتبر الكاتب أن “”إسرائيل” أيضاً أصيبت بحالة من الذعر والهلع من إبرام هذا الاتفاق، إذ صرح حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته قد تتخذ قراراً أحادي الجانب للدفاع عن أمنها وتضرب حلفاء إيران الإقليميين كحركة حماس وحزب الله”، على حد تعبيره، مضيفاً إن “”إسرائيل” اعتبرت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني خطوة غير ودية من قبل واشنطن”.
ورأى الكاتب أنه “بالرغم من تصريحات طهران والرياض بأنهما يدعمان الجهود الدولية المبذولة في فينيا من أجل إرساء الاستقرار السياسي في سوريا، إلا أن رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران سيظل ينظر اليه من قبل العرب على أنه شرخ جديد في العلاقة مع الغرب”.
* “الإندبندنت”: إيران تبدو اليوم أقوى قوة اقليمية.. والكثير من جيرانها أضحوا ضعفاء
أما صحيفة “الإندبندنت”، فأوردت مقالاً لباتيرك كوبيرن بعنوان “الاتفاق النووي مع إيران جعل إيران تبدو أكثر قوة بين جيرانها الذين يتساقطون واحداً تلو الآخر”.
وقال كوبيرن إن “إيران أضحت اليوم أقوى من الناحية الاقتصادية والسياسية بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها”، معتبراً أن “السعودية و”اسرائيل” مارستا الضغوط للحيولة دون إبرام مثل هذا الاتفاق مع إيران خوفاً من التأثير الراديكالي الايراني على منطقة الشرق الأوسط”، حسب قوله.
وأوضح كاتب المقال أن “الحرب في سوريا كانت فرصة لإضعاف ايران وذلك بإقصاء حليفها في العالم العربي، إلا أن الحرب الدائرة في اليمن ستلقي بظلالها وستدمر منافسي إيران مثل: السعودية وتركيا ودول الخليج”، موضحاً أن “إيران ربما قد تكون حاضرة خلال محادثات السلام حول سوريا في جنيف في 25 من الشهر الجاري، إلا أن فرصة نجاحها ضئيلة للغاية”.
وختم المقال بالقول إن “إيران استطاعت من خلال إبرام الاتفاق بشأن برنامجها النووي إنهاء سنوات من العزلة والتهديد”، مضيفاً إن “إيران تبدو اليوم أقوى قوة اقليمية، لأن الكثير من جيرانها أضحوا ضعفاء بعد أن شرذمتهم الحروب الأهلية الداخلية في بلدانهم”.
* “الديلي تلغراف”: التجارة مع ايران الخالية من السلاح النووي أمر مرحب به
بدورها، عنونت صحيفة “الديلي تلغراف” افتتاحيتها بـ “الصفقة مع إيران”. وقالت الصحيفة إن “التجارة بين الأمم شيء جيد، ليس لأن العالم سيصبح أكثر غنى فقط، بل لأنه يزيد من نسبة الأمان”، مشيرةً الى أن “المنطقة تشهد اليوم قلقاً كامناً بين أقوى قوتين في الشرق الأوسط، مع بدء ظهور علامات الحرب الباردة بينهما وقيام حكام السعودية السنة بتخفيض أسعار النفط من أجل ضرب الاقتصاد الايراني”.
وختمت الصحيفة بالقول إن “التجارة مع ايران الخالية من السلاح النووي أمر مرحب به، إلا أنه من المبكر جداً القول بأنه الاتفاق بشأن البرنامج النووي ناجح”.